رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون .. عندما غابت "روبي" عن مارثون الدراجات

فيتو

تنحت إحدى الفتيات المشاركات في ماراثون الدراجات الرئاسي على جانب الطريق متسائلة أمام عدسات الفضائيات المختلفة التي أشار مذيعوها لها بالتوقف لاستضافتها ونقل صورة حية لجماهير المشاهدين: إزاي محدش دعا الفنانة الجميلة روبي للمشاركة في هذا السباق المهم يا جماعة ؟!! دي أول واحدة ركبت العجلة وهي بتغني في إنجاز تاريخي غير مسبوق.. دي كانت هاتعمل شوية روقان للسباق ده ما حصلوش !!

حاولت المذيعة الجميلة تهدئتها قائلة: هدي نفسك شوية يا حبيبتي هتخليني أعيط من كتر التأثر والله.. دي فعلا حاجة فظيعة جدا !!
الفتاة المتسابقة: ميرسي لذوقك يا قمر... بس بجد أنا زعلانة قوي.. يعني تجمع قومي فني رياضي عجلاتي كبير زي ده ومافيهوش روبي !!
المذيعة محاولة الوصول إلى الحقيقة: إنت بجد صعبتي على خالص.. أنا هاعملك مداخلة دلوقتي حالا مع أقرب فنانة بتشارك في السباق يمكن تقدر تفيدنا وتسأل أقرب حد من المسئولين ليها عن الإهمال الفظيع ده، وعشان أثبت لك إن مصر مش ممكن تنسى أولادها المخلصين أبدا..
الفتاة المتسابقة مسرورة: الله عليك.. كلمي لنا بقى يسرا أو ليلى علوي لاتنين بموت فيهم..
المذيعة: خلينا في يسرا.. يا إعداد اطلبوا لنا الفنانة يسرا دلوقتي حالا ع الهوا...
يتصل الإعداد بالفنانة يسرا ويأتي صوتها على الهواء في البرنامج لتحدثها المذيعة قائلة: صباح الخير يا يسرا إيه النشاط الزايد والحيوية الجامدة دى كلها؟
يسرا مخمسة: الله أكبر.. شكرا.. شكرا.. أنا بجد حاسة إن عندي عشرين سنة.. ربنا يبارك لنا في الكوماندا اللي عازمنا والراجل الكبير ده رياضي جامد جدا وكله نشاط وحيوية وعايز كل الناس تحب الرياضة وتمارسها بدري.. عشان كده كلنا هنا في السباق وبنشارك بنفسنا لاننا لازم نكون قدوة لكل المصريين.. وكله عشانك يا مصر.

المذيعة: تحيا مصر.. طيب أنا معايا هنا إحدى المتسابقات اللي كانت معاكم في الماراثون واحنا استضفناها وعطلناها شوية.. لأن عندها سؤال مهم جدا عايزة تسأله ليك إذا ما كنش عندك مانع.
يسرا: أهلا وسهلا اتفضلي يا روحي..
الفتاة المتسابقة: منورة السباق يا فنانة.. بس أنا زعلانة قوي إني حبيبة قلبي المطربة العجلاتية الأصيلة روبي مش معاكم في السباق ده.. رغم إنها أول واحدة ركبت عجلة وهي بتغني !! دي الوحيدة اللي أثبتت إنه كان عندها رؤية مستقبلية واضحة جدا لمستقبل مصر..وهي اللي خلت كل الناس يحبوا ركوب العجل قبل الثورة وبعدها.. دي فنانة مناضلة وثابتة على مواقفها الثورية العظيمة..
يسرا: آه صحيح !! دي حاجة غريبة فعلا.. إزاي روبي ما تبقاش معانا !! طيب استني انا هاكلم الكوماندا اللي عازمنا وأرجع أكلمك تاني..
تقود يسرا دراجتها بسرعة كبيرة متخطية جميع المتسابقين حتى تصل إلى الكوماندا الذي يستغرب لتصرف يسرا ويحدثها غاضبا إيه يا يسرا إنتي بتسوقي العجلة بسرعة ليه؟ إنتي عايزة تسبقي الراجل الكبير ولا إيه !! ده مش اتفاقنا ؟
يسرا: لا ياكوماندا أنا مش قصدي طبعا.. هو في حد غير فخامته يقدر يكسب السباق !! أنا كنت عايزة أقول لك حاجة تانية خالص
الكوماندا: هي إيه الحاجة دي؟
يسرا: روبي.. ياكوماندا.. روبي ؟ المصريون كلهم بيتساءلوا على الهواء مباشرة إزاي سباق عجل كبير جدا زي ده من غير روبي ؟!!
الكوماندا غاضبا: إزاي الكلام الفارغ ده.. دا مدير مكتبي بنفسه موصل لها الدعوة لحد باب البيت خليك معايا.. أيوه يا منير.. فين روبي يا منير.. انتم ها تفضلوا كده طول عمركم مهملين ومن أعداء النجاح خلاص العصر ده انتهى شوف لي روبي فين حالا.. – ثم بصوت يقطر عذوبة - يا ريت يا يسرا تطمني كل المصريين روبي موجودة بس مش باينة من كتر الزحمة وبعد السباق الكل ها يشوفها وهي بتسلم على الراجل الكبير.. احنا نقدر نزعل مننا مصر وأولادها المصريين ؟!!
وبينما تنقل يسرا تصريحات الكوماندا للفضائيات لتذيعها على ملايين المصريين، يجد منير مدير مكتب الكوماندا الفنانة روبي منكوشة الشعر وممزقة الملابس ملقاة على رصيف أحد شوارع مصر الجديدة الجانبية ليسألها بوجه تعلوه الدهشة: روبي !! إيه اللي بهدلك كده.. وعمل فيك كل اللي أنا شايفه ده يا فنانة ؟!!
روبي متحدثة بصعوبة: عيلين ولاد حرام شافوني راكبة العجلة وجاية أشارك في السباق فضلوا يتحرشوا بي وقطعوا لي هدومي وهما بيقولوا.. الحق يا جدع روبي بتاعة العجلة أهي.. وراحوا هاجمين على وقالوا إحنا بقى هانخليك لا عارفة تداري كده ولا تداري كده.. ولما صرخت جامد سرقوا العجلة وهربوا..
في نهاية السباق:
شاهدت كل الجماهير “الراجل الكبير” وهو يسلم على الفنانة روبي متأسفًا لكل المصريين أنهم لم يروها في السباق لأنها لم تشارك فيه أصلا وذلك لكونها وصلت إلى السباق دون دراجة، بعد أن سبقت الجميع كعادتها وباعت الدراجة وتبرعت بثمنها بكل وطنية عشان تديه لمصر !!!
الجريدة الرسمية