رئيس التحرير
عصام كامل

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت


فى الماضى ليس بالبعيد، وخصوصا قبل ثورة يناير كانت النغمة المتصاعدة داخل الوسط السينمائى عن أفلام السينما النظيفة، ونادى العديد من النقًاد ومشاهدى السينما من الأسر المصرية بضرورة وضع ضوابط فى تناول الأعمال السينمائية التى يشاهدونها فى السينما وأثناء عرضها على شاشات التليفزيون، وكانت هذه النغمات التصاعدية لها مردود كبير داخل الرقابة على المصنفات الفنية حقيقى، وكانت بالفعل ترفض أفلاما كثيرة جدا ولكن التى يقع عليها الاختيار ممن خارج الرقابة ويثنون عليها من حيث الجودة والحرية والإبداع.

كانت الرقابة وقتها تتشدق بالشعر الخالد "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، وتجاهلوا تماما أن الفن وحرية وإبداعه ساهموا كثيرا فى خلق حياة المجتمعات الراقية والتى يسعى الكثيرون فى جميع أنحاء مصر بالعمل فى الإبداع لخلقها فى المجتمع، ومنها فى مصر وقت أن كانت مصر صاحبة الصدارة فى الوطن العربى فيلم "الأرض"، للرائع يوسف شاهين وفيلم "التلميذة " و"دعاء الكروان" وغيرها الكثير والكثير، وما إن جاءت الثورة وكان التفاؤل مزدوجا، أولا من المبدعين وثانيا من الجمهور فالمبدعين وجدوا فى الثورة إنفراجة وتخيلوا أنهم سيقدمون ما يرغبون دون أن يسلط الرقابة "مقص الرقابة"، على أعمالهم والجمهور تصور أن ما سيقدم على الشاشة أعمال نظيفة بفكر وقضايا مختلفة عما كانوا يشاهدونه من قبل، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد عزف المنتجون الكبار عن الإنتاج وهم أكثر من كانوا يقدمون الأعمال الجيدة من حيث الموضوع والهدف واستحوذ على الإنتاج السينمائى شخص واحد، وأنا متأكد أنه أنتج عددا من الأفلام من الباطن، وفوجئ الجميع بأن هذه الأفلام لا تمت لما توقعه الجميع من مبدعين وجمهور وأطلقوا عليها أفلام "الهلس" وكان لسان حالهم له "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت".. وأتمنى أن يجد كلا الطرفين ما يرغبان وتعود السينما المصرية إلى صدارتها رغم ما يحدث فى البلاد.
الجريدة الرسمية