كاتب بريطاني: نظرة "كيري" غير دقيقة للشرق الأوسط.. "داعش" تهديد مستمر للمنطقة وللمصالح الأمريكية.. إدارة "أوباما" تجري وراء سراب.. وانتشار التطرف في سوريا تسبب في الأزمة العراقية
انتقد الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن جهود وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري في الشرق الأوسط، وأنه لم يفعل شيئا لنظرته غير الدقيقة لحقيقة الأمور في الشرق الأوسط مع اندلاع الأزمة العراقية وتفاقم الأزمة السورية.
وأشارت كوكبرن إلى ظهور الجماعات المتطرفة في كل من سوريا والعراق وسيطرتهم على أجزاء من الأراضي ما يجعل المنطقة في تهديد مستمر وتهديد للمصالح الأمريكية والغرب، ويرجع ذلك إلى تناول الإدراة الأمريكية الأمور بشكل سطحي في الشرق الأوسط ما يجعلها تجري وراء سراب لا يمكن أن يحقق شيئا.
ويرى كوكبرن أن كيري لديه خلطا في المفاهيم ما بين الأزمة في العراق وسوريا فعندما التقى كيري بزعيم المعارضة السورية أحمد الجربا المدعوم من المملكة العربية السعودية في مدينة جدة، قال كيري: "إنه من الواضح في ضوء ما حدث في العراق يجب أن نتحدث عن المعارضة المعتدلة في سوريا والتي يمكن أن تلعب دورا مهما في دحر داعش ولوجودها في سوريا وأيضا لوجودها في العراق"، فكانت كلمة كيري ضبابية تعكس نقص عمق الرؤية الأمريكية للأمور في الشرق الأوسط نظرا لأنه أبدى استعداد بلاده لدعم المعارضة السورية المعتدلة للتي لم تعد متواجده إذا ألقينا نظرة على الواقع في سوريا.
وأوضح كوكبرن أن سوريا تحولت لمأوى لأكثر الحركات تطرفا في الشرق الأوسط، مأوى لكل من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وجبهة النصرة التي أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة، ولم يعد معارضة معتدلة مسلحة فهم تركوا الساحة للجماعات المتطرفة التي تدعم بالسلاح من قبل الولايات المتحدة نفسها والسعودية وقطر.
وأضاف كوكبرن أن خطط كيري لحل الأزمة العراقية والسورية تكشف عن جهل كبير لواقع الأمور في المنطقة، وأن تقدم داعش في العراق لأخطاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كما تزعم واشنطن، ليست صحيحة، فتنامي داعش جاء من تدهور الوضع في سوريا التي تحولت لمرتع للمتطرفين، ومسرحا خالٍ للجماعات المسلحة المتطرفة، وهو الأمر الذي حذرته منه الحكومة العراقية قبل ثلاثة سنوات، ولكن الولايات المتحدة لم تسمع لها لانشغالها بخلع الرئيس السوري بشار الأسد من ضمن ثورات الربيع العربي.
ويرى كوكبرن أن مطالب الإدراة الأمريكية لإنشاء حكومة شاملة وتنحي المالكي من منصبه لحل الأزمة العراقية جاء متأخرا للغاية بعد حصول السنة والأكراد على الأسلحة، فالعراق كانت بحاجة لحكومة جديدة منذ خمس سنوات ما يجعل مطالب واشنطن غير دقيقة كبقية قراراتها في المنطقة.