رئيس التحرير
عصام كامل

زوجة طارق عبداللاه شهيد «مذبحة رفح الأولى»: «الإخوان وحماس» قتلا زوجي.. القوات المسلحة لم تتخل عنا وصرفت لنا مكافأة نهاية الخدمة ومعاشا شهريا.. «ربنا يحمي السيسي لأنه خلص البل

مذبحة رفح الأولى
مذبحة رفح الأولى - صورة أرشيفية

تجلس وسط والدتها المسنة وأبنائها الثلاثة "أحمد، ومحمد، وساجدة" بعد أن تركهم لها الشهيد طارق محمد عبد اللاه حماد، مساعد أول بالقوات المسلحة، أحد ضحايا مذبحة رفح البالغ عددهم 16 جنديا، الذي نالته رصاصة الغدر من الجماعات الإرهابية في أغسطس من العام الماضي أثناء قيامه بتأدية مهامه الوطنية تجاه بلده.


هي سها خليل، التي تركت منزلها بالمقطم بعد استشهاد زوجها لتعود إلى بيت العائلة بمنطقة البصراوي بإمبابة والمكون من غرفتين وصالة بمساحة لا تزيد على 60 مترا، لتغلق باب شقتها على أبنائها الثلاثة من أجل تربيتهم واستكمال تعليمهم.

ورغم مرور عام كامل على استشهاد والد أولادها وهو في سن الـ 43، جلست "سها" بجوارها والدتها السيدة الستينية فوق كنبة خشبية داخل غرفة ضيقة لا تتجاوز مساحتها 9 أمتار، وأرضية تفترشها حصيرة بلاستيك تروى لـ "فيتو" آلامها وأوجاعها وسط حالة من الحسرة الممزوجة بالدموع وملابس تحمل اللون الأسود حزنا على فراق زوجها، قائلة " أنا مش عايزة غير القصاص لطارق من اللى قتلوه، وهم الإخوان وحماس وقبلهم مرسي، أنا جوزي اتقتل غدر في لعبة سياسية من محمد مرسي لا هو ولا اللى ماتوا ليهم دعوة بيها".

وتابعت وسط حالة من الانفعال: القتلة من الجماعات الإرهابية، ودخلوا البلد من المعبر اللى فتحه مرسي، والإخوان دعموهم وكانوا عارفين كل حاجة هتحصل، بدليل أن مرسي حذر الجيش في خطابه قبل الحادثة بيوم، ومرسي كمان كان عارف مين اللى خطف الجنود السبعة ".

وتقاطع والدة أرملة الشهيد ابنتها لتخفف عنها جراحةا قائلة: " طارق قعد 13 سنة من غير خلفة، وبعد كده ربنا كرمه بأحمد ومحمد، ومات وهى كانت حامل في "ساجدة" في الشهر التالت".

"سها" سيطرت على دموعها واستكملت حديثها: " طارق كان ليه صحاب كتير، عرفهم كلهم عن طريق الجامع لأنه كان مواظبا على أداء فروض الصلاة، وآخر مرة نزل فيها إجازة قبل ما يموت أطلعنى على أوراقه وكل حاجته، وارتدى بيجامة لم يكن يلبسها طوال فترة كبيرة".

أرملة شهيد رفح أكدت أن القوات المسلحة لم تتخل عنها ووقفت معها في أزمتها، قائلة: "الجيش صرف لنا مكافأة نهاية الخدمة، ودلوقتى بناخد معاش شهري بصرف منه على عيالي، وإذا احتجت إلى شىء بتصل بالعميد مدكور وهو كمان بيتصل بينا يطمن علينا لأنه كان رئيس الشهيد في شغله قبل ما يموت، وأنا مش عايزة أي حاجة غير القصاص".

وتختلط السعادة مع مظاهر الحزن المرسوم على وجه "سها" عند سؤالها عن رأيها حول عزل الرئيس مرسي ووضع خارطة مستقبلية للبلاد، فقالت وهى رافعة يدها إلى الله "ربنا يحميك ياسيسي ويخليك للبلد ويقويك وينصرك على مين يعاديك، أنا فرحانة باللى عملته لأنك حميت البلد من الإخوان والجواسيس واللى كانوا هيعملوه في البلد، ولو كنت صبرت شوية كانت أمريكا دخلت البلد أنت حميت البلد يا سيسي، ويارب ماتطلع من السجن يا مرسي وتموت متعذب عشان نشفي غليلنا وربنا ياخدك".

وبلهجة حزينة أنهت السيدة الستينية الحديث قائلة: "3 أطفال اتيتموا غلابة، عايزين اللى يراعيهم.. حسبى الله ونعم الوكيل".
الجريدة الرسمية