رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة لمصر من ابن مُغترب


يا حلـوة يا بلـدنا يا نيـل سلسبيل.. 
بحُـبك انتي رفعـــنا راســنا لفـــوق
لو الزمن ليّل ما يرهبنا ليل.. 
شوقنا فـ عروقنا يصحي شمس الشروق..
الحلوة قـلب كبير يضم الولاد.. 
وزاد وزوادة وظِـلة وسـبيل
الموت والاستشهاد عشانها ميلاد.. 
وكلنا عشاق ترابها النبيل.. كلمات للشاعر "سيد حجاب"

هذه هي مصر التي تغنى بها الشعراء على مدى التاريخ.. والتي ذبنا عشقا في هواها.. والتي تعيش فينا مهما بعدنا أو نأينا عنها.. ومهما طال الزمن.. نحمل في قلوبنا..

لذا مصر أكبر من أن تعيش على المعونات.. حتى ولو كانت أو جاءت من شقيق.. مصر غنية بخيراتها وأبنائها.. 
و مصر أيضًا لا يجب أن تعيش على التبرعات..

كان موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وطنيًا وشجاعًا وصادقًا مع النفس قبل الآخرين.. وغير مسبوق عندما تبرع بنصف راتبه وبنصف ثروته وما يملك لمصر.. وقد شجع أو يُشجع ذلك البعض اقتداءً أو خجلًا.. ولكن ماذا بعد.. قد يدوم ذلك الأمر خلال رئاسته للدولة ولكن ماذا عن المستقبل.. ماذا عن الغد..

نعم علينا إنقاذ الحاضر.. لنتفرغ للمستقبل.. ولكن علينا أيضًا أن نحمى المستقبل ومن الآن..كمصرى يعشق تراب بلده واضطرته الظروف كملايين غيره للغربة والاغتراب.. طرحت هذه الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعى منذ وقت.. ولاقت استحسانًا وقبولًا معقولًا.. خاصة من المغتربين عشاق مصر الوطن.. والجذور.. واسمحوا لى أن أتقدم بها إليكم مرة أخرى من أجل مصر اليوم والغد.. وهي ككل الأفكار قابلة للنقاش وللقبول أو الرفض.. فعلينا أن نفتح باب الحوار للأفكار فيما بيننا لأن مصلحة مصر هي الهدف وهي قبل وفوق الجميع..

مرة أخرى أعيد نشر اقتراحى.. لعله يصل إلى الرئيس أو لعل مسئول يتبناه أو يناقشه أو يطرحه للنقاش..الاقتراح ببساطة.. أن يودع كل مغترب (100) دولار شهريًا على الأقل في حساب خاص باسمه.. على أن تُجمع حصيلة هذه الإيداعات الشهرية في حساب كبير باسم "من أجل مصر".. أو "مصر أمنا".. أو تحت أي اسم آخر ويخضع هذا الحساب لإشراف البنك المركزى على أن توجه حصيلة هذا الحساب لإنشاء مشروعات استثمارية إنتاجية - وأركز على إنتاجية -.. على أن يظل لكل مغترب حسابه وأمواله المودعة وله الحق في التصرف فيها ولكن بعد فترة خمسة أعوام "سماح" تكون الدولة قد استغلت فيها هذه المبالغ في إنشاء مشروعات ضخمة..

أولًا: سيظل لكل مغترب ما أودع من دولارات شهريًا.. 
ثانيًا: سيساهم بشكل مباشر في إقامة مشاريع ضخمة.. 
ثالثًا: هذه المشاريع ستستوعب عمالة.. وسيكون لها إنتاج يُغطى السوق المحلى خاصة من السلع التي نستوردها وبالتالى نوفر مليارات الاستيراد.. 
رابعًا: وهو الأهم أن يتم تمويل المشاريع بأموال مصرية 100%.. ودون حاجة لقروض أو منح من أي جهة في العالم..
و لنقوم معًا بحسبة بسيطة لنتعرف على مردود هذا الاقتراح على الاقتصاد المصرى..

إذا كان هناك نحو 10 ملايين مصرى مغترب.. لن أقول يودع العشرة ملايين كلهم مئة دولار شهريًا بل لنفترض أن نصف هذا العدد فقط استجاب لهذا الاقتراح.. أي خمسة ملايين.. ستكون الحصيلة نصف مليار دولار شهريًا.. أي ستة مليارات دولار سنويًا على الأقل فهناك من سيودع أكثر من هذا المبلغ وكل على قدر طاقته.. في هذا الحالة سيكون لدى البنك المركزى نحو 42 "اثنين وأربعين" مليار جنيه مصرى سنويًا..و كل هذه الأموال مساهمات وليست تبرعات أو هبات..

و لكم أن تتخيلوا كم من المشروعات يمكن أن تُقام بمثل هذا المبلغ سنويًا وبعيدًا عن الاستنزاف الحكومى.. أو الإرهاق المالى الحكومى..ولنتخيل ما هو حجم عائداتها على الاقتصاد في خمس سنوات هي عمر الاقتراح ولنتخيل ماذا لو تزايد عدد المساهمين ومساهماتهم.. 
ما رأيكم.. دام فضلكم..
الجريدة الرسمية