رئيس التحرير
عصام كامل

والد محمد بغدادي شهيد «مذبحة رفح الأولى» يتحدث في ذكراه الثانية: «الأيام بقت شبه بعضها وكلها حزن».. التقيت «مرسي وطنطاوي» وكلامهما «فض مجالس».. «مش هنسى اب

فيتو

شبح الحزن ما زال يخيم على أهالي عزبة "البغادة"، بمركز القصاصين بالإسماعيلية، رغم مرور عام على استشهاد ابن قريتهم محمد محمود البغدادى، وما يزيد حزنهم أنه لم يتم الثأر لدمائهم الطاهرة التي أريقت غدرا إلى اليوم، ولم يتم الإعلان عن ملابسات هذا الاغتيال رغم عزل مرسي، وأكد الأهالي أن مرسي متورط في هذه الجريمة البشعة في حق أبناء مصر.


الحاج محمود بغدادى –والد الشهيد- بقلب يقطر حزنا يقول: بعد استشهاد محمد أصبحت كل الأيام تشبه بعضها، حزن وهم مقيم، لم تعد هناك راحة أو فرحة أو توقع لغد يحمل الأفضل، وكل الوعود التي حصلنا عليها لم يتحقق منها أي شىء.

محمد ابنى لا يمكن نسيانه أو التسامح في دمائه الطاهرة، وما أبكانى هو اللقاءات الكثيرة بعدد من القيادات، منها الرئيس المعزول الدكتور مرسي وكذلك المشير طنطاوى، تحدث الاثنان بكلام غير مباشر، وكلامهما "فض مجالس"، وأشار إلى أن الدخول إلى القصر الرئاسى لم يكن يمثل لى شيئا على الإطلاق، ومثل هذه الأماكن لا تفرق معى طالما لم أسمع فيها ما أتمناه، كنت أتمنى تحديد أسماء القتلة وكيفية القصاص لدم ابني.

ويضيف: محمد وأشقاؤه الخمسة هم أعز ما أملك، صحيح محمد ليس الابن الأكبر، لكنى كنت أعتمد عليه في كثير من أمور الحياة، لقد كان لديه طموح كبير في الحياة، كان يحلم بحياة مستقرة، فقرر السفر إلى دولة الإمارات، وكان محمد يعمل –آنذاك- في مصنع ملابس بمنطقة الاستثمار، وكان يعتمد على نفسه في كل شىء، وفجأة وجدته يقول لى: أنا لغيت فكرة السفر إلى الإمارات، وقررت أتطوع في الجيش، وباركت له الفكرة، وقلت له: "كويس يا ابنى.. أهو على الأقل تبقى برضه قريب منى".. وبدأ محمد تقديم أوراقه وتكفل بثمنها دون أن يطالبنى بجنيه واحد..

بعدها سلم محمد نفسه إلى الجيش، وفى ذلك الوقت خطبنا له البنت التي قرر أن يكمل معها مشوار حياته، وبعدها استلم مكانه في رفح، وبعد عدة شهور تولى محمد مرسي حكم البلاد، وعقد مرسي الصفقة مع الإرهابيين، وهدأت سيناء، إلى أن وقع حادث اغتيال أبنائنا في رمضان قبل الماضى.

ليلة الاغتيال كلمنى محمد في التليفون وطلب منى أن أحول له رصيدا لكى يتمكن من محادثة خطيبته، قلت له: حاضر يا محمد..بعد صلاة المغرب أبعث لك الرصيد، لكنى قمت من فورى وحولت له رصيد المحمول، فاتصل بى وقال: ربنا يخليك ليا يا حاج..إدعى لى..
وبعد هذه المكالمة بدقائق تم اغتيالهم، ولم أكن أعلم أن محمد منهم، وفى صباح اليوم التالى توجهت إلى مقر عملى بمدينة الصالحية الجديدة، وتلقيت مكالمة في تلك اللحظة، قال المتصل: السلام عليك يا عم بغدادى..البقاء لله..محمد استشهد في حادث أمس..

لم أتمالك نفسى وأكدت أنه كلمنى أمس..وأنا شحنت له الرصيد..طيب إزاى.. إزاى يموت في نفس اللحظة.. حسبى الله ونعم الوكيل..
وتسلمت جثمان محمد.. وتلقيت العديد من الوعود، ومر عام ولم يتحقق منها شيء، وكأن دماء المصريين ستظل بلا قيمة وبلا ثمن..ثم فوجئت بأن مُحامَين من الإسماعيلية يحصلان على توكيلات منا، وتم بالفعل إقامة دعوى قضائية بالقضاء الإدارى بالإسماعيلية، بتاريخ 22 يونيو الماضى، وفى نفس التاريخ قالت المحكمة بعدم الاختصاص، ونظمنا مظاهرة تضم جميع أسر الشهداء، من جميع محافظات مصر إلى مجمع محاكم الإسماعيلية، وكان المستشار الجليل خالد محجوب يستكمل الجلسات الأخيرة من قضية "وادى النطرون"، وعند وصولنا إلى قاعة المحكمة فوجئنا أن أنصار جماعة الإخوان يقومون بالاعتداء علينا، وأصابونى وقتها بعدد من الكدمات، وتوجهت إلى نيابة الإسماعيلية واتهمت شخصا يدعى "حسام عيسى" من جماعة الإخوان، وللأسف هو جار، وشهد مدى تألمنا وأوجاعنا، إلا إنه هددنى بعدم السير قدما في هذا الملف، وحررت بذلك محضر رسميا بالنيابة..

ويضيف محمد البغدادي: وتجدد الأمل مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وإزاحة حكم الإخوان الظالم، ومازلنا في انتظار أي قرار للقصاص لدماء أبنائنا، وتقدمنا بأول بلاغ رسمى للنائب العام بموجب تحرير توكيلات قانونية يحمل رقم 815 /11079 بتاريخ 7 أغسطس 2013.
الجريدة الرسمية