قصة «حبارة» المثير للجدل.. شهود عيان يؤكدون هروبه من محبسه والسجون تنفي.. اعتاد إثارة الشغب في جلسات المحاكمة.. اتهم القاضي بالرشوة والكفر والفسق.. وحُكم عليه بالإعدام في أحداث دهب وطابا
بعد انتهاء جلسة محاكمة المتهم عادل حبارة و9 متهمين آخرين، في قضية «مذبحة رفح الثانية»، اليوم السبت، ترددت أنباء عن هروبهم أثناء ترحيلهم من أكاديمية الشرطة إلى سجن طرة، وقال شهود عيان: إنه أثناء مرور سيارة الترحيلات بالقرب من منطقة صقر قريش، أحدث المتهمون مشاجرة داخل السيارة وحاولوا كسر الأبواب وفر حبارة هاربًا بصحبة 9 آخرين.
وقال شاهد عيان: إن 10 متهمين كانوا بداخل السيارة أثناء عودتهم من مقر محاكمتهم بأكاديمية الشرطة، وأثناء مرورهم بالقرب من منطقة صقر قريش أعلى الدائري أحدث المتهمون شغبا داخل سيارة الترحيلات وتمكنوا من كسر الباب الحديدي للسيارة وفر عادل حبارة هاربا وبصحبته 9 آخرين تمكنت الشرطة من ضبط 8 وفر حبارة وسجين آخر هاربين.
السجون تنفي
إلا أن اللواء جمال عبد العال، نائب مدير الإدارة العامة لمصلحة السجون، أكد أنه لا صحة لما تردد عن هروب الإرهابي عادل حبارة المتهم في قضية "مذبحة رفح الثانية".
وأضاف عبد العال لـ "فيتو" أن هذه الأخبار لا صحة لها من الواقع وأن السجون مؤمنة تأمينا كاملا، مشيرا إلى أن حبارة متواجد حاليا داخل محبسه بسجن المزرعة.
ويحاكم حبارة في المجزرة التي ارتكبها في صباح يوم الإثنين، 19 من أغسطس العام الماضي، وقع حادثا مؤسفًا في مدينة رفح، بشمال سيناء، أسفر عن استشهاد 25 من جنود الأمن المركزي، وإصابة 2 في حالة خطرة في هجوم مسلح استهدف سيارتين كانتا تقلان 27 من مجندي معسكر الأمن المركزي في رفح.
ووقع الحادث قبل وصول المجندين إلى معسكر رفح بـ7 كيلو مترات، وأن جميعهم كانوا يستعدون للحصول على إخلاء طرف بعد إنهاء مدة خدمتهم العسكرية داخل قطاع الأمن المركزي.
القبض على حبارة
وفى 1 سبتمبر 2013 أي بعد أقل من شهر من وقوع المذبحة، تم القبض على عادل محمد إبراهيم، وشهرته عادل حبارة، باعتباره قائد منفذي مذبحة رفح الثانية، في العريش وبصحبته اثنان آخران، أثناء استقلاله سيارة دفع رباعي.
وتم اختطاف «حبارة ومتهمين معه» حيث كان يستقل سيارة دفع رباعي، وكان الفريق الأمني يستقل سيارة أجرة ميكروباص من الأنواع المنتشرة داخل المدينة وارتدوا ملابس سيناوية تقليدية، وفور وصول المتهم إلى أحد المحال بشارع 23 يوليو وسط العريش وفور نزوله ودخوله المحل داهمته القوة وحاصرته وحاول (حبارة) أن يفجر نفسه بواسطة قنابل بحوزته إلا أنه تمت السيطرة عليه والقبض على مرافقيه وتم اقتيادهم بهدوء شديد وحذر إلى مقر أمني بالعريش، وتم التحقيق معه ثم نقل بمروحية عسكرية للقاهرة لاستكمال التحقيقات».
وضبط وبحوزته قنابل يدوية كما تم ضبط متهمين آخرين وهما و«أحمد م س» (30 عاما)، وشقيقه علي 28 عاما، وأنه أدلى باعترافات أمام الجهات المعنية بقتل جنود الأمن المركزي الخمسة والعشرين على طريق (العريش- رفح)، حيث ثبت أنه هو الذي قاد عملية قتل الشهداء، وقد قام بتمثيل الواقعة كما حدثت تماما وكيفية قتلهم دفعة واحدة هو وآخرون.
وحبارة هو "عادل محمد إبراهيم"، (41 عاما)، من أبو كبير بالشرقية، قائد منفذي مذبحة رفح الثانية، من خلية «الأنصار والمهاجرين» التي أودت بحياة 25 مجندًا، ومحكوم عليه بالإعدام في قضية أحداث تفجيرات دهب وطابا، كما أنه مطلوب في قضية مقتل ضابط شرطة بالسجن المشدد 10 سنوات، ومطلوب في 3 وقائع استهداف منشآت شرطية، ومحاولة قتل عساكر في قوات الجيش والشرطة، بجانب قتل مجندين للأمن المركزي ببلبيس واتهامات أخرى بينها التخابر مع تنظيم القاعدة.
بدء المحاكمة
وبدأت محكمة جنايات القاهرة في 19 من فبراير 2014،أولى جلسات محاكمة حبارة و34 متهمًا من بينهم فلسطيني الجنسية بتنظيم (المهاجرين والأنصار) في الاتهامات الموجهة إليهم بارتكاب مذبحة جنود الأمن المركزي برفح، التي راح ضحيتها 25 فردا بقطاع الأحراش، وإطلاق النار من أسلحة آلية من قوات الأمن المركزي بقطاع بلبيس حال مرورهم بطريق أبو كبير-الزقازيق، وأصيب فيها 18 ضابطًا ومجندًا.
حبارة يتطاول على المحكمة
وشهدت جلسات محاكمة حبارة وأعضاء خلية "الأنصار والمهاجرين"العديد من المواقف المثيرة، ففى إحدى الجلسات وجه المتهم "حبارة" إهانات إلى هيئة المحكمة قائلا لرئيسها: "حسبي الله ونعم الوكيل.. أنت حاكم ظالم يا محمد يا شيرين.. ربنا ينتقم منك"، ما دفع هيئة المحكمة إلى طرده خارجها.
وتعاطف المتهمون الآخرون مع حبارة ورددوا: "حسبنا الله ونعم الوكيل.. أنت فاسد ومرتشي"، في إشارة إلى القاضي، رئيس الجلسة، وحركت المحكمة دعوى جنائية ضد حبارة وحكم عليه بالفعل بالحبس سنة لإهانة القضاء، إلا أن حبارة لم يرتدع وكرر تطاوله ففى جلسة أخرى قدم المتهم إلى المحكمة خطابا من صحيفة واحدة مدونة باللون الأحمر، تضمنت 3 بنود قال في أحد بنوده "أود أن أقدم لك أيها القاضي أدلة على كفر من يحكم بدون كتاب الله"، وأنهى بقوله: "إن هذه الأوصاف الثلاثة تضم كل من يحكم بغير كتاب الله وهو أنه ظالم وفاسق وكافر، وأنت أيها القاضي تحاكمني بغير ما أنزل إذن فأنت "كافر وفاسق وظالم" طبقا لحكم الله وأشهد الله أنى بريء منك ومن حكمك ومن قانونك الوضعي".