رئيس التحرير
عصام كامل

«تواضروس» يحارب «الإسلام»!


الجماعة الإرهابية والموالون لها لديهم استعداد لفعل أي شىء يخدم أهدافهم الشيطانية، ولو على حساب حرق الوطن، الذين هربوا منه، بعد أن صدعونا بحديثهم عن البطولات الوهمية والثبات في أرض المعركة.

ففى يوم الجمعة الماضي كنت أشاهد أحد البرامج المذاعة على قناة «الشرق»، المعروفة بتحيزها الصارخ لتنظيم الإخوان، وعرض مقدمو البرنامج الأربعة ما وصفوه بـ«وثيقة محاربة الإسلام»، وهي مجرد صورة ضوئية «مضروبة» منسوبة إلى الكنيسة، وموقعة باسم البابا «تواضروس»، مقدمة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي تطالبه بإزالة ملصقات «هل صليت على النبي» من على الجدران والسيارات، باعتبار أن هذا الملصق «طائفي»، بحسب ما جاء في «المستند المزعوم».

وللأسف.. فإن مقدمي البرنامج الأربعة، «سلامة عبد القوى، مستشار وزير الأوقاف في عهد المعزول، والناشط الإخواني هيثم أبو خليل، والإعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر»، عرضوا «المستند المضروب» على الشاشة، وكأنهم جاءوا بـ«نصر مبين»، وحجة دامغة على محاربة «الكنيسة» للإسلام، وتبارى كل منهم في «سن سكاكينه» للنيل من البابا ومن كل الأقباط الذين شاركوا في ثورة «30 يونيو» ضد الحكم الإخواني!

والمضحك أن «المنشور المضروب» يُذكِّرْ «السيسي» بحشد الكنيسة لأنصارها أمام اللجان في الاستحقاقات الانتخابية التي أعقبت «ثورة 30 يونيو»، وأن هذا الملصق يعد مخالفًا لما اتفق عليه «تواضروس» مع «السيسي» مقابل تغيير لهجة الخطاب الإسلامي، وكأن هناك صفقة تمت بليلٍ للقضاء على الإسلام.

ولم يكلف مقدمو البرنامج أنفسهم عناء التأكد من صحة هذه «الوثيقة المضروبة» التي «فبركتها» بعض الصفحات والمواقع الإخوانية، بطريقة تفضح حقارة توجههم، وخسة مسلكهم، في حربهم مع النظام لعودة شرعيتهم المزعومة.

وسؤالي هنا.. إذا كان البابا تواضروس يرى، بحسب كذبهم، أن ملصق «الصلاة على النبي» يهدد «الوحدة الوطنية»، وطالب الرئيس السيسي، في خطاب رسمي، بالتدخل لإزالته، ألم يكن من الأولى أن يطالبه «البابا» بإحراق المصاحف، ومنع قراءة القرآن، وعدم رفع الآذان في المساجد، باعتبار ذلك يؤلم مشاعر الأقباط؟!

وحتى لو كان هناك اتفاق بالفعل بين «تواضروس» و«السيسي»، فهل «البابا» بهذه السذاجة لكي يرسل له «منشورًا»، يعلم أنه ربما يسقط في يد أحد من الغيورين على الإسلام ويفضح الكنيسة به؟.. ثم أليس من المنطقي أن يطلب «البابا» لقاءً عاجلًا مع الرئيس لمعرفة أسباب عدم تنفيذ «الاتفاق المزعوم» بدلًا من انتظار رد «السيسي»؟!

هل نسى «الإخوان» والموالون لهم أنهم أول أناس حاربوا الإسلام بمتاجرتهم بالدين؟ هل نسوا أن نظامهم هو أول مَنْ مد تراخيص الكباريهات من سنة إلى ثلاث سنوات؟ هل نسوا بأنهم كانوا سببًا في خروج بعض المسلمين عن الملة بسبب كذبهم ونفاقهم إبان حكمهم؟ ألم يشموا رائحة أنفسهم.. أم أنهم يطبقون القول المأثور «رمتني بدائها وانسلت»؟! 
الجريدة الرسمية