رئيس التحرير
عصام كامل

والدة شهيد مذبحة رفح بالدقهلية: يد الغدر اغتالته وحرمتنا منه.. وأدعو السيسي للقصاص من قتلته.. وشقيقه: وليد اتصل بي قبل استشهاده وأوصاني بوالدته وإخوته.. ودمه في رقبة "المعزول"

فيتو

تقترب الذكرى الثانية لمذبحة رفح والتي راح ضحيتها 16 مجندًا لحظة الإفطار في السابع عشر من رمضان الماضى، والذين تظل دماؤهم الطاهرة تذبح قلوب ذويهم وتطالب بالقصاص من يد الغدر التي طالتهم وأضاعت فرحتهم بالحياة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

ففى قرية بساط كريم الدين مركز شربين بمحافظة الدقهلية، مسقط رأس الشهيد المجند وليد ممدوح زكريا "22 عامًا"، كانت المفارقة الكبرى، فعلى بعد عدة كيلو مترات تقع قرية خيرت الشاطر، الرأس المدبر لجماعة الإخوان، ما جعل نيران الغضب والحرقة على رحيل نجلهم تتزايد كلما اقتربوا من القرية التي تشير أصابع الاتهام لتورط أحد أبنائها في القضية.

انتقلت "فيتو" إلى قرية بساط كريم الدين، مسقط رأس الشهيد وليد خريج الخدمة الاجتماعية بجامعة المنصورة، الذي كان يعمل في مجال السياحة والفندقة بشرم الشيخ والغردقة، الشقيق الأوسط لـ3 أولاد آخرين، كان منزله مليئًا بصور الشهيد التي ملأها بالفرحة والحيوية، وكأنه كان يعلم نهايته فأراد التمتع بزهو الدنيا قبل الرحيل إلى العالم الآخر.

والتقت "فيتو" مع أسرة الشهيد والتي مازالت تبكى على فقدان نجلها مع اشتعال نيران الفراق، وقالت أم محمد "والدة الشهيد": "ابني كان ظاهر عليه بأنه ابن موت فكان دائم الفسح والرحلات وحب الحياة وكان من يراه يشعر بالسعادة، دائم البسمة والبهجة، وعندما نسأله يقول ماحدش واخد منها حاجه عيش يومك".

وأضافت أنه:" كان يشعر بنهايته فهو الابن الثالث، والأكبر محمد حاصل على بكالوريوس تجارة، ثم طارق حاصل على دبلوم صنايع، والصغير كريم أنهى تعليمه الثانوى وقبلت أوراقه بكلية الهندسة".

وتابعت:" كانت آخر مرة شاهدته عينى قبل الحادث بـ15 يومًا في آخر زيارة له وكأنه يودعنا قائلا "والله بكرة أخلى مصر كلها تتكلم عنى وتحلف بيا، وكان باقٍ له في الخدمة العسكرية شهرين، وأثناء انتهاء إجازته قام بضمى وتوديعى، وعيناه مليئة بالدموع ولن أنسى هذا الحضن ونظرته الحزينة التي لم أرها في عينيه منذ قبل فشعرت يومها بأن ابنى لن يعود".

وقالت: "كان نجلى طموحًا يحلم بأن يتزوج وأن يسافر خارج الوطن للسعودية ليعمل، وكان يحلم بمستقبل باهر، وكانت لديه نية للخطوبة والزواج بعد أن ينهى خدمته ولكن يد الغدر اغتالته وحرمتنا منه، وكل ما أقوله حسبى الله ونعم الوكيل اللهم احرق من قام باغتيال ابنى على أبنائه، وأنتظر من الرئيس عبد الفتاح السيسي القصاص لنجلى كما وعدنا، فلم يعد لنا أمل في تلك القضية سواه".

أما طارق شقيق الشهيد قال: "لم يعد لدينا كلام يقال.. كل ما نطلبه القصاص لنطفئ النيران التي نعيش فيها والتي لن تطفأ حتى إعدام من قاموا بهذا الفعل، فوليد كانت خدمته في البداية على بوابة ميناء رفح البرى وكان سعيدًا جدا وظل هناك طول خدمته لدرجة أننى عرضت عليه واسطة لنقله إلى المنصورة أو القاهرة ولكنه رفض".

وأضاف:" وظل هكذا حتى قبل الحادث بـ3 أيام، حتى قام النقيب حازم بنقله إلى الوحدة التي تم ضربها في رمضان دون سبب للنقل، وكان يسىء معاملته، فكان وليد يتصل بى يوميا يبكى ويشتكى لى من سوء المعاملة من الضابط حتى يوم الحادث اتصل بى 4 مرات يبكى ويطالب بنقله بأسرع وقت، وقبل الحادث بنصف ساعة اتصل يقول لى "إخوتك أمانة وأمى وأبى فلا تتركهم، شعرت من مكالمته أنها النهاية، وأنه بيموت ولن أراه".

وتابع: "وظللت في حيرة حتى سمعت عن خبر الاعتداء في التليفزيون اتصلت بنفسى بمستشفى العريش ولم يبلغنا أحد من المسئولين عن الحادث أو عن مصرعه، وقالوا لى إنه أحد المصابين وليس في المتوفين فأرسلت شخصًا صديقًا لى للمستشفى وهو الذي أخبرنى بأنه توفى وظل الوضع حتى استلمنا الجثمان وشيعت جنازته بعشرات الآلاف ومن يوم استشهاده حتى الآن ولم يقتص له فقد قمنا جميعا بتحرير توكيلات لمحامٍ يقوم بالإشراف على القضية ولكن حتى الآن لم يعقد فيها سوى جلستين وأجلت ولا نعرف مصيرها".

وأضاف طارق:" دم شقيقى في رقبة محمد مرسي، هو المتهم الأول والأخير بعد أن أثبتت الوقائع تورطه، فبعد أن ألزمه النائب العام بتقديم المتهمين للقضية وقام بإغلاق الملف ولم يهتم حتى أن هناك جلسة عقدت بالإسماعيلية وأجلت بسبب عدم حضوره وتم تحويل القضية للقاهرة، واتهمنا فيها مرسي بشكل مباشر".

وتابع: "إننا شاركنا في الثورة من أجل الإطاحة بحكم الإخوان وقد وقفنا إلى جوار وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي ".


الجريدة الرسمية