رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: أزمة العراق تفتح النيران على "بلير".. مصالح "بلير" التجارية تتعارض مع منصبه كمبعوث سلام.. "بلير" يستعد لفتح مكتب له في أبو ظبي

رئيس الوزراء البريطاني
رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن أزمة العراق الدامية ألقت بظلالها على الغزو الأمريكي في عام 2003 التي تصدرت عناوين الصحف لها الأسبوع ما تسبب في ظهور الكثير من الدعوات تطالب باستقالة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من منصبه كمبعوث سلام في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى تأكيد مساعدين لبلير بأنه يفكر بفتح مكتب له في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة التي هي في خط مواجهة الأمامي لمكافحة الإسلام السياسي ولكن المتحدث باسم بلير نفي ذلك، وكان بلير قدم بعض الاستشارات للحكومة الكويتية خلال السنوات الأخيرة.

ونوهت الصحيفة عن مطالبة دبلوماسيين متقاعدين وسياسيين بإقالة بلير من كمبعوث سلام في الشرق الأوسط من اللجنة الرباعية للأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي لعدم إحرازه الكثير في قضية تعزيز السلام بين فلسطين وإسرائيل على مدي السنوات السبع الماضية.

وأضافت الصحيفة أن مساعدي بلير أكدوا أنه سيستخدم مكتب أبو ظبي لإدارة المشاريع في كازاخستان ورومانيا، ما يجعل وجوده في قلب منطقة إستراتيجية وعلى مقربة من ولي العد في أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان الذي يعرف عنه بأن لديه هاجس الإسلاميين وضغط بقوة للحصول على نهج صارم في بريطانيا ضد جماعة الإخوان المسلمين، وبلير يقدم بالفعل المشورة لصناديق الثروة السيادية في أبو ظبي.

وزعمت الصحيفة أن هناك بعض الشائعات تنتشر في لندن والقاهرة أن بلير خطط لتقديم المشورة للحكومة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزار بلير القاهرة مرتين خلال هذا العام وزار أيضًا إليستر كامبل رئيس الاتصالات السابق القاهرة والتقي بمسئولين وسياسيين لمناقشة التصورات في وسائل الإعلام الدولية عن مصر وفيما يتعلق بالمخاوف الأمنية الواضحة في مصر.

وقالت مصادر شرق أوسطية إنه من المرجح أي عمل لبلير في مصر لن يتم نيابة عن دولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت والمملكة العربية السعودية، الذين يدعمون السيسي ماليا وسياسيا من أجل دعم المصريين.

ونفى المتحدث باسم بلير تلقيه أو منظمته أية أموال بشأن مصر وأكد أنه ليس هناك رغبة للقيام بذلك".

وقالت الصحيفة إن بلير قدم رأيه في مؤتمر صحفي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بالتوازي مع استعراض واسع الجدل لديفيد كاميرون الذي طلب بتحقيق أنشطة الإخوان من السير جون جنكيز سفير بريطانيا السابق في السعودية.

وتشن الإمارات حملة نشطة لتسليط الضوء على أنشطة الإخوان بواسطة استخدام المستشارين في لندن لعدم سماح مواصلة الإخوان نشاطهم في المملكة المتحدة وقال أحد المسئولين الإماراتيين "نأمل أن أصدقاءنا لا يساعدون أعداءنا"، ويصر الإخوان على أنهم منظمة سلمية تلتزم بقانون المملكة المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن كاميرون تحدث مع ابن زايد عن العراق وسوريا وليبيا خلال هذا الأسبوع وأكدوا على العلاقات الوثيقة وأنهم شركاء سياسيين وتجاريين رئيسيين ومن المتوقع أن تزداد التجارة البريطاينة مع الإمارات إلى 40 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2015 وفي نهاية عام 2012 وصلت إلى 12.5 مليار جنيه إسترليني.

وزعم كريستوفر ديفيدسون خبير الخليج في جماعة دورهام أن "بلير موظف تدفع له أبو ظبي ولا ينبغي أن يمثل المصالح الوطنية في المملكة المتحدة".

بينما قال كريس دويل من مجلس التفاهم العربي البريطاني "يجب على بلير أن يقرر ما بين دوره في اللجنة الرباعية كبمعوث سلام في أخطر الصراعات على كوكب الأرض، وما بنى دوره في وسائل الإعلام في دفع التدخل في العراق وسوريا والمصالح التجارية له في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط لأن هذه الأدوار لا تتفق وتخلق صراعًا كبيرًا".

وقال مسئول سابق إن راء بلير حول الإسلام السياسي ليست سرًا ولديه دائمًا نظرة قوية مع عدم التسامح مع التطرف الإسلامي وكانت المشكلة في العراق أنه خلط التطرف مع صدام حسين".
وترى الصحيفة أن السيسي ترك الباب مفتوحًا ولكن بلير لم يوضح بعد أن يلعب دورا أم لا وأن مصداقية بلير في مصر قليلة للغاية لما فعله في العراق.
الجريدة الرسمية