رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «دولة المقابر».. مدافن الفقراء «متر x متر» و150 ألف جنيه لـ«تُرب الأغنياء».. "6 أكتوبر" ومدينة نصر ترفعان شعار "للأغنياء فقط".. و«ندورجية» المخدرات ينت

 سكان المقابر - صورة
سكان المقابر - صورة ارشيفية

نظرة من عينيك وأنت جالس في أعلى نقطة بالقاهرة «جبل المقطم» تبدو المنطقة كأنها مدينة، هادئة، وصامتة، لكن ما إن تطأ قدماك المنطقة تجدها تختلف تماما من الداخل.. فعبارات «كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم»، «البقاء لله»، «هنا يرقد المغفور له»، و«اقرءوا الفاتحة لمن يسكن هنا»، تصافح عينيك أثناء تجولك في مقابر القاهرة.

هنا «دولة المقابر».. لا صوت يعلو فوق صوت الموت ولا رهبة أكثر من رهبة الليل.. فوسط المدافن المحاطة بشبح الموت الذي لا يفرق بين كبير أو صغير، توجد دولة متكاملة الأركان، بل إن عدد سكانها يفوق عشرات من الدول الأخرى؛ فوفقًا لتقرير الجهار المركزى للتعبئة والإحصاء يعيش نحو مليون ونصف المليون نسمة في مقابر القاهرة. 

فالأموات الأحياء، ساكنو القبور، استطاعوا أن يتآلفوا معه، وأن يعقدوا معه صداقات، فمقابر الإمام، ترب الغفير، الشافعي، لم تعد مجرد مقابر، بعد أن قرر الملايين من المصريين الأحياء ألا يتركوا موتاهم، وأن يسكنوا معهم حتى النهاية، في مكان واحد، بل في مقبرة واحدة.

وعلى الجانب الآخر تجد الأطفال الذين تعد أعمارهم على أصابع اليد قد بدأ المشيب يظهر في رءوسهم بسبب الخوف الذي ينتابهم كل مساء؛ فالبعض منهم لا يتوقف عن البكاء إلا عند بزوغ الفجر؛ والأحلام والكوابيس المزعجة تؤرق الجميع في نومهم أطفالا كانوا أو كبارًا؛ إلا أنهم لا يجدون من سكن الموتى مفرًا.

العربات المحملة بالخضراوات والفواكه تستقبل زائر مدافن باب النصر لمجرد اقترابه من بوابة الدخول، التي تعتبر سوقًا لمن يسكنون داخل القبور إلى جوار الموتى بعد أن ضاقت بهم الظروف لتجبرهم على مشاركة الأموات في السكن.

الأصل التاريخى
سكن المقابر ليس بالعادة الحديثة التي عرفتها القاهرة في السنوات الأخيرة نظرا لارتفاع أسعار الوحدات السكنية؛ وإنما ارتبط المصريون بالسكن في المقابر منذ العصر الفرعونى ترسيخا لفكرة الخلود بعد الموت، ولذلك نجد أن الكثير من ملوك الفراعنة قاموا ببناء مقابرهم خلف قصورهم مباشرة في إشارة منهم إلى حياتهم الأخرى. 

ولم يختلف الأمر كثيرا في العصر الإسلامى؛ فكما يذكر ابن الحاج في كتابه "المدخل إلى الشرع الشريف" أن المقوقس أعطى عمرو بن العاص أموالا وأرضًا ولكنها كانت أرضًا جرداء وحينما سأله لماذا لا تزرعونها؟ أجابه المقوقس "إننا نجد في تلك الأرض تربة الجنة"؛ وكانت تلك المنطقة تقع "شمال شرق الفسطاط" مقابر البساتين حاليا وحينما أرسل عمرو بن العاص إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب يخبره بذلك قال عمر "إنى لا أعرف تربة الجنة إلا لأجساد المؤمنين فاجعلها لموتاهم"؛ وعندما دخل نابليون بونابرت مصر أمر بإخلاء سكان المقابر وكان هو الحاكم الوحيد الذي أصدر ذلك الأمر ولكنه رحل قبل أن يتم تنفيذ القرار. 

انتشرت ظاهرة سكان المقابر أكثر في حقبة السبعينات؛ مع سياسة الانفتاح وارتفاع أسعار الوحدات السكنية وهو ما أدى إلى زيادة أعداد سكان المقابر بشكل مفاجئ للدولة؛ وظهر ذلك جليا في عام 1977 حينما حاول محافظ القاهرة وقتها طرد سكان المقابر بالقوة ولكنه فشل للأعداد الكبيرة التي تسكن المنطقة.

وفى عام 2014 ومع تولى رئيس جديد لمصر لم تزل أحوال سكان المقابر كما هي يديرون دولتهم بطريقتهم بعيدًا عن الدولة. 

السيدة نفيسة.. "المهنة أبًا عن جد"
تحتوى مقابر السيدة نفيسة على أكثر من 200 ألف أسرة؛ كلهم يعيشون داخل المدافن ويحيط كل مجموعة مدافن باب حديدى وخفير عام يحرسها، بالإضافة إلى خفراء آخرين مسئولين عن المدفن فقط.

الحياة في مقابر السيدة نفيسة لا تخرج عن المدفن؛ حتى الأطفال لا تجد الكثير منهم في المدارس والمحظوظ الذي يدخل مدرسة لا يكمل تعليمه؛ لأن جميع الأطفال يعملون مساعدين لآبائهم حتى يتولوا المهمة بكاملها؛ فالآباء يحرصون على تعليم أبنائهم مهنتي «الدفن والتلحيد» وأما المتمردون عن تلك الحياة فهم أقلية ولذلك ستجد كل "تربى" في تلك المقابر معتزًا أنه ورث المهنة أبًا عن جد. 

الحاج مصطفى محمد، أحد أقدم أهالي مقابر السيدة نفيسة، يروى قصته بعد 40 عامًا لم يغادر خلالها المقابر قائلا: "الحياة هنا بسيطة لا تحتاج إلى شيء فكما ترى البيت ليس أكثر من حجرة واحدة فقط نعيش بداخلها أنا وزوجتى وأولادى الذين يعملون مساعدين لى في دفن الموتى". 

ويتابع الرجل الهادئ كالمقابر من حوله، أن الخدمات لا تختلف كثيرًا عن القاهرة ؛ فالمشاكل هي نفسها، المشاكل من أزمة الكهرباء أو المياه؛ العدادات هنا كلها عبارة عن وصلات وهو نوع من الخداع؛ فالحكومة تحصل على الرسوم وترفض الاعتراف بشرعية وجود سكان المقابر. 

ويداعب الحاج مصطفى ولده الصغير ويطالبه بأن "يرش شوية مياه على تربة الحاج سيد عسكر"؛ مستطردا: "الحياة هنا ليست بإرادتنا على أي حال، خاصة أنها حرام ولذلك نتمنى فقط أي شقة صغيرة ونواصل عملنا بعد ذلك داخل المدفن".

«لا يوجد هنا مجال لشرب المخدرات».. هكذا قال «مصطفى» بحزم وذلك بسبب البوابات الحديدية التي تغلق بعد الساعة العاشرة مساء، بالإضافة إلى الكلاب المنتشرة في المكان وهى تنبح على أي زائر ولذلك لا مجال للتسرب هنا. 

«باب النصر».. مدافن في الصباح ومخدرات بالليل
مقابر «باب النصر» الواقعة خلف باب النصر أحد الأبواب الأربعة التاريخية في مصر تعد من المقابر سيئة السمعة بسبب انتشار بيع المخدرات وتجار المخدرات بداخلها بعلم الحكومة؛ كما قال أحد السكان؛ مؤكدا أن عمليات البيع كلها تحت إشراف رجل أربعينى السن يدعى «سيد الركن».

وروى ساكن المقابر، الذي رفض ذكر اسمه، تفاصيل الحياة داخل المقابر قائلا: المنطقة لا تدخلها الحكومة لانتشار تجار المخدرات والسلاح بداخلها، وتفاصيل اليوم داخل مقابر النصر تبدو طبيعية جدا في ساعات النهار تتسم بالهدوء وسط بعض الزيارات العادية وإذا جاء الليل تتحول إلى وكر للمخدرات؛ والذي يزود الأماكن المجاورة والمقاهى بما يحتاجون إليه من كل أنواع المزاج؛ ولا يستطيع أحد الدخول إلى المكان؛ خاصة أن «الندورجية» ينتشرون في أرجاء المكان.

ويضيف: تجار الكيف لا يهتمون إن كانوا يعيشون وسط أحياء أو أموات؛ فبعض المقابر التي استغلها تجار المخدرات حولوها إلى قصور تحت الأرض؛ فهم لا يعبئون كثيرا بعيشهم بجوار الموتى بل إن البيع في تلك الأماكن يخدمهم؛ فالموتى لن يتصلوا بالبوليس. 

«البساتين».. مقابر أرض الجنة
يصف كتاب ابن الحاج مقابر منطقة البساتين بأنها تربة الجنة؛ يسكن فيها الباشاوات والبهوات والعائلات؛ فإذا وطأت قدماك المنطقة ستجد لافتات من عينة «حسن بك المحمد» وكيل وزارة العدل 1942؛ فيما يجاوره محمد باشا الأسيوطى وكيل وزارة الحربية عام 1947 بمدفن هو الآخر لا يقل عن نظيرة وكيل وزارة العدل؛ فيما تنتشر في باقى المنطقة مدافن العائلات القديمة في مصر. 

وتختلف مدافن العائلات والباشاوات عن مدافن البسطاء فبينما لا يتعدى مدفن المواطن البسيط سوى بعض الأحجار الصغيرة ولوحة صغيرة مكتوب عليها الاسم ورخامة أعلى المدفن فقط؛ تجد العائلات والباشاوات اختاروا لأنفسهم مدافن تحفظ مكانتهم الاجتماعية حتى بعد الموت؛ وهو ما تجده في مدافن عائلات "أبو عوف" أشهر العائلات في البساتين وأصحاب الأغلبية من ورش الرخام التي يشتهر بها حى البساتين.

مدفن عائلة عوف تعلوه قبة تشبه القباب في المبانى الأثرية القديمة وتتكون من طوب حرارى وبعض من الرخام، بالإضافة إلى لافتة من الرخام مكتوب عليها "عائلة أبو عوف". 

الأمر لا يختلف كثيرا عن العديد من العائلات الأخرى التي توجد مدافنها في البساتين التي كانت عبارة عن حدائق في ستينات القرن الماضى؛ ومن أشهر العائلات "عائلة عبد الرءوف" التي تمتلك معظم ورش الجرانيت وتحتل الواجهة الرئيسية لترب البساتين، بالإضافة إلى عائلات طنطاوى والسعدنى وعائلة عزام والعجارمة "التركية الأصل كما تبين في لافتاتها" وعائلة الجمال "السودانية الأصل" وعائلة "الحمايدة" الأسوانية الأصل. 

مدافن الباشاوات والوزراء
وبالرغم من تشابه الكثير من المبانى داخل مدافن البساتين فإن مدافن الباشاوات والوزراء تختلف عن مدافن العائلات؛ ففى مدافن العائلات تدفن العائلة كلها تحت اسم العائلة؛ أما في مدافن الباشاوات فكل فرد في العائلة له مدفن خاص به يكتب عليه اسمه وعمله الذي يكون في العادة ما بين بك أو باشا وما بين وكلاء وزارات وموظفين كبار. 

محمد لاشين، أحد العاملين في مقابر البساتين، يقول إن المسئول عن المدافن في المنطقة هو "محمد الشامى" وله علاقات واتصالات مباشرة مع تلك العائلات؛ مؤكدًا أن سكان مقابر البساتين لا يتعدون الألفين؛ وذلك بسبب أن العائلات لا تسمح سوى بوجود غفير واحد فقط هو وأسرته ومع اتساع مساحة المدفن الواحد الذي يتعدى الـ300 متر ترى أن سكان المقابر قليلة العد عكس مدافن السيدة عائشة أو السيدة نفيسة؛ لافتًا إلى أن الحاج مصطفى الشامى أقدم سكان البساتين. 

مقابر الملوك والفقراء
فمقابر ملوك العصر الحديث؛ رغم أنها أقل بساطة من مقابر ملوك الفراعنة؛ فإنها تتميز عن مقابر الفقراء؛ ففي منطقة البساتين تجد أن كل «مقبرة» عليها من الخارج لافتة رخامية يكتب عليها اسم الميت، والذي غالبا يكون أحد أفراد الأسرة المالكة في فترة ما قبل الثورة، أو أحد الباشاوات.
وتتميز مقابر "المنطقة" بالرفاهية، وهو ما يختلف كليا عن ترب الخفير المتروكة في العراء؛ فبمجرد أن تفتح باب مقابر الباشاوات تجد الورود التي تنتشر في كل مكان، والصبار؛ فضلا عن "سبيل مياه" مكتوب عليه «اقرءوا الفاتحة لساكن المقبرة» وعادة يقوم أحد الحراس بحراسة المقبرة، والعناية بها، والاهتمام بورودها وصبارها أيضا.

150 ألف جنيه لـ«المقابر الاستثمارية»
المقابر في القاهرة ؛ دخل عليها ما يسمى «المقابر الاستثمارية»؛ والتي تتضمن وجود حراسة خاصة وإنارة على مدى 24 ساعة، فضلا عن مساحات خضراء وأماكن لانتظار السيارات وغيرها من الخدمات؛ ويتراوح سعر المقبرة الواحدة ما  بين 40 ألفا و10 آلاف جينه؛ وذلك بحسب موقع "المقبرة" على شارع رئيسي أو فرعي، ومساحته، والتشطيبات ونوع الزخارف التي تزينه، ومدى قربه من القاهرة، خصوصا أن هناك مدافن واقعة بمنطقة مصر الجديدة تعد الصفوة.

ويتحدد سعر المدفن بمساحته التي تبدأ من 20 مترا مربعا لتصل إلى 200 متر مربع، بينما يزداد السعر بحسب تشطيبات المقبرة من الداخل ومن حيث نوع الرخام الذي يغطي الأرضية وإذا ما كان مصريا أو مستوردا، لاسيما أن المقابر تزين غالبا بأجود أنواع الرخام من الألباستر والبلترو أو السيراميك الفاخر؛ كما يتم تزيين بعض المقابر بآيات قرآنية مكتوبة بماء الذهب، إلى جانب تشييدها على هيئة فيلا صغيرة يحيط بها سور كبير من الخارج يكون مبنيًا من الطوب الحراري، وبوابة حديدية على المدخل المؤدي إلى المقبرة الذي يصمم بدقة وعناية وبشكل مختلف من مقبرة إلى أخرى.
وفي بعض الأحيان تزين المقابر بالأعمدة الرومانية أو بعض الزخارف الإسلامية، إضافة إلى زراعة المنطقة المحيطة بالمقبرة من الداخل بأندر أنواع نباتات الزينة والزهور، فضلا عن تخصيص أماكن لجلوس الزوار مغطاة بمظلات لحمايتهم من الشمس في الصيف، والمطر في الشتاء.

أكتوبر ومدينة نصر.. للأغنياء فقط
رغم أن 6 أكتوبر ومدينة نصر من المدن الجديدة إذا قورنتا بأحياء السيدة عائشة والسيدة نفيسة إلا أنهما من المدن التي لجأ إليها عدد من الأثرياء لشراء مدافن فيهما؛ وهو ما ظهر جليا في مدينة 6 أكتوبر التي تحتوى حتى الآن وفقا لموقع وزارة الإسكان على 10 آلاف مدفن على طريق الواحات.

200 ألف مدفن.. والسيدة عائشة الأعلى
المستشار خليل شعث، مستشار محافظ القاهرة قال إن عدد المقابر في القاهرة وحدها بلغ 200 ألف مدفن كان آخرها مشروع طرح 15 ألف وحدة مقابر في مدينة 15 مايو.

وأضاف: السيدة عائشة هي الأكثر كثافة من حيث عدد المدافن حيث تضم وحدها 80 ألف وحدة؛ بينما تبلغ مقابر السيدة نفيسة 60 ألف وحدة؛ ومقابر باب النصر 25 ألف مدفن؛ بالإضافة إلى مقابر البساتين التي يصل عددها إلى 20 ألف وحدة سكنية، وتأتى مدينة 15 مايو كآخر المدن التي تم فيها طرح 15 ألف مدفن. 

وعن سكان المقابر؛ قال لا توجد إحصائية رسمية وإن كانت الإحصائيات التي أجرتها بعض المراكز الحقوقية والدراسات تشير إلى أنهم 6 ملايين نسمة وهؤلاء لا يمكن ترك أماكن سكنهم الآن لأنهم يرفضون العيش خارج القاهرة وهو المكان المتاح حاليا، بالإضافة إلى عدم وجود إمكانية بناء وحدات سكنية لسكان المقابر في ظل اهتمام الدولة بمن لا يجد سكنا إطلاقًا.

وكان تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر أشار إلى أن نحو 1.5 مليون مصري يعيشون في مقابر البساتين والتونسي والإمام الشافعي وباب الوزير والخفير والمجاورين والإمام الليثي، وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة.

وأكدت دراسة لوزارة الإسكان أن 1150 أسرة تستأجر أحواش المدافن، و3088 أسرة ليس لديها مطابخ، و1233 أسرة لديها دورات مياه مشتركة.

وأشار تقرير جهاز الإحصاء إلى أن سكان العشوائيات، ومنها مناطق المقابر، بلغوا نحو 8 ملايين موزعين على 794 منطقة سكنية بكل أنحاء مصر، إلا أن النسبة الكبيرة منهم حول القاهرة الكبرى نتيجة الهجرة إلى العاصمة بحثًا عن العمل.

ووجد سكن المقابر في مصر منذ القرن قبل الماضي، حيث أشار أول إحصاء لعدد سكان المقابر إلى قرابة 35 ألف نسمة عام 1898، إلا أنه منذ ذلك الوقت وتعدادات السكان المختلفة تشير إلى زيادة العدد، لتشهد قفزة كبيرة في السبعينات والثمانينات مع تزايد أزمة السكن.

وبلغ سكان المقابر في تعداد عام 1947 نحو 69 ألفا، و97 ألفا في عام 1966، و180 ألفا بحلول عام 1986، في حين أورد تقرير جهاز الإحصاء عدد سكان كل منطقة في المقابر بالتفصيل حيث تراوح العدد ما بين 5 آلاف و54 ألفا في المقبرة الواحدة حسب اتساعها.
الجريدة الرسمية