استربتيز سلفي
"استربتيز إخواني".. مقال كتبته منذ عام ونصف وضحت خلاله كيف غير الإخوان ثوابتهم واحدة تلو الأخرى لإرضاء الإدارة الأمريكية، وتحولت من الشيطان الأعظم إلى الشريك الكامل والمخطط والمعضد سياسيًا وماليًا وإعلاميا للجماعة.. ذكرت في مقال " الاستربتيز" وهو نوع من الرقص المشهور في بعض حانات الغرب هو قيام الراقصة بخلع ملابسها قطعة قطعة في حركات إثارة أمام الجمهور حتى تصل إلى العري الكامل.... وكلما خلعت الراقصة قطعة من ملابسها تطلعت إليها عيون الضيوف وعطاياهم وصيحاتهم.. وبعد أداء رقصتها تنتقل إلى وصلة أخرى وهى الجلوس مع الضيف لتقدم ذاتها مقابل جزء من المال بالطبع يكون الضيف كريمًا معها بقدر ما تقدم له من خدمات تشبع رغباته وشهواته...
وبذلك فالاستربتيز هو نوع من الدعارة المقننة ومع العولمة والتطور في شبكة الاتصالات انتقل إلى المجتمعات الشرقية التي سلكت هذا السلوك في مناحي الحياة السياسية، وسخرته واستفادت منه في نواح كثيرة من حياتنا الاجتماعية وأصبح ليس قاصرًا على النساء بل زاحمهن فيها الرجال ولم يعد يمارس ليلًا بل على مدى الـ24 ساعة، وأصبح أسلوب حياة وتداخل الاستربتيز في نشاطات عديدة تجارى ووظيفى وأخطره هو الاستربتيز السياسي.
وعلى نفس النهج سلكت الجماعات الدينية واحدة تلو الأخرى، ونشاهد ونسمع ونقرأ يوميًا تصريحات لقيادات حزب النور تتطابق مع سلوك راقصة الاستربتيز في تحطم الثوابت والشعارات، والفارق بينهم أن الراقصة تخلع ثيابها واحدة تلو الأخرى لكسب الأموال وكسب نظرات الآخرين، أما حزب النور لسرقة وطن وضحك على البسطاء، وأخيرًا كسب الانتهازيين من العقائد والأديان المختلفة.
وبنظرة سريعة تأكد أن حزب النور مثل الإخوان، فالإخوان خلعوا ملابسهم وناموا في أحضان الأمريكان، وحزب النور خلع أكثر لينال ويتحكم في البرلمان فعلى سبيل المثال وليس الحصر:
- تحية العلم حرام شرعًا رفضوا الوقوف لتحية علم مصر، في حين أنه في السفارة الأمريكية وقفوا احتراما وتبجيلا لتحية العلم الأمريكى.
- طلبهم من الدكتور سعد الدين إبراهيم عراب صفقة الإخوان ليقدمهم للإدارة الأمريكية حسب ما ذكره الدكتور سعد في مائدة رمضان العام السابق.
-نشأة الحزب دون قبطي واحد وممنوع انضمام الأقباط، ولكن الآن يسعون لضم أقباط..
-يجب كراهية القبطى وكراهية القبطية المتزوجة بمسلم والآن نضمهما للحزب السلفي.
- الوردة علامة لمرشحتهم "أم أحمد" أو زوجة المهندس فلان السلفي..على اعتبار صورتها عورة واسمها عورة وتصريحات جلال مرة، أمين عام حزب النور أن الحزب لا يمانع من انضمام أقباط إليه أو الترشح على قوائم الحزب وتصريحه أيضا أن حزب النور لن يحاسب المرأة إذا ارتدت ''شورت" أو بنطلونا أو قميصا، حتى وإن كان ذلك مخالفًا للشريعة !!
وهكذا تخلع الثوابت ويتعرى الحزب خوفا من عدم دستوريته الواضحة ليكسب التشريع ويتمكن من مصر ويحطم وحدة شعبها ويدخلها في حروب أهلية..ويقودها للخلف در قرونا سحيقة مضت ويخرج من التاريخ أفكار عقيمة تقودنا للتخلف والتأخر والتناحر على أمل إقامة دولة داعش مصر.
أيتها السياسة ما أقبح المتعطشين إليك السالكين في دروب الدعارة السياسية، فالعاهرة تبيع جسدها لتكسب قوتها اليومي، أما الأحزاب الدينية تبيع كل شيء لتحطيم الوطن ونحن غافلون وأولو الأمر راضون....كم أنت ملعونة! وكم نحن غافلون أم مغفلون؟!
Medhat00_klada@hotmail.com
