رئيس التحرير
عصام كامل

في مصر الآن.. ثورة حقيقية!


- ما هو العدل الاجتماعي؟
أن يحصل من يعيشون في بلد واحد على نصيب عادل من ثروة بلادهم.

- ولكن كيف توزع الدولة نصيب كل منهم عليهم؟
لا..ليس هكذا..التوزيع العادل لا يعني فقط توزيع الأموال..وإنما أيضا توزيع الخدمات..فليس من العدل أن ترصف الدولة مثلا شوارع الأحياء الراقية دون الفقيرة..أو تدعم المدن الكبيرة بمحولات كهرباء حديثة في حين تنقطع الكهرباء دائما في القري..أو تكون كثافة الفصول في أحياء الكبار نصف كثافتها في أقاليم أخرى..أو تمنع الدولة العلاج عن مستشفيات أقاليم وتمنحها لأخري..أو تقتصر الوظائف العليا في البلاد على طبقة أو فئة معينة وتمنع عن باقي الشعب..ولذلك نقول إن مصر لم تعرف العدل الاجتماعي فعليا إلا في عهد الزعيم جمال عبد الناصر..

- وهل يتم شىء من ذلك الآن ؟
الثورات لا تتم بقرار..لا يمكن لحاكم أن يقول للناس هيا نعمل ثورة !...أو غدا سنطبق الديمقراطية !..أو بعد غد سيزيد الوعي عند الناس !..هناك قيم ترسيخها يحتاج تراكما عبر السنين..وما وصل إليه الغرب من وعي وديمقراطية تم عبر تراكم مئات السنين..حتى وصلوا إلى ما هم عليه..الحكام عندهم خدم للشعوب..وعندهم ملوك تملك ولا تحكم..أو الملك الرمز..وعندهم حكام يتركون مواقعهم مطرودين بسبب كذبة صغيرة..وهكذا..

- معني ذلك أننا لن نصل إليهم ؟
بالعكس..لم أقل ذلك..بل المهم في كل شىء ضربة البداية..وضربات البداية مؤشر لمدي المستهدف من تغيير..الثورة هي التغيير الجذري..وعندما يبدأ عبد الناصر عهده بتحديد الملكية برزت ملامح الثورة وتحولت الحركة المباركة إلى ثورة فعلية..وعندما يبدأ حاكم آخر بالتبرع بنصف راتبه ونصف أملاكه ويبدأ عهده أيضا بتحديد سقف للدخول في البلاد..لا يتجاوزه أحد ويبدأ بنفسه..فأنت أمام ثورة فعلية..الحد الأقصى للدخول أصعب من الحد الأدنى للأجور..لأن الأقصى يصطدم بمصالح فئات عليا نافذة في القرار ومتنفذة في السلطة وإدارة البلاد..إنها تشكل الفئات القادرة على الفعل..والخوف يأت منها لأن قدرتها على إثارة المشاكل أكبر..!

- والحل ؟
أن يلتف الناس حول من يقوم بالتغيير..أن يلتفوا حول الرجل الذي يفعل ذلك من أجل مصالحهم..وبأسرع مما تخيلنا..وبما يؤكد أنه يريد تحولا سريعا في حياة الناس..مطلوب أن يقف الناس خلف السيسي ويؤيدونه ويحمونه..و..و...وللحديث فيما يبدو بقية..

الجريدة الرسمية