رئيس التحرير
عصام كامل

قطار الغلابة «في التخزين».. «السكك الحديدية» تخطط لإلغاء خطوط الصعيد الداخلية.. توقف رحلات الضواحي بالدلتا لتوفير 33 مليون جنيه شهريا.. والهيئة تشكو من قلة الوقود والجرارات

فيتو

«قطارات وقضبان متهالكة.. محطات بلا خدمات.. رحلات متأخرة» جميعها مشكلات وقعت هيئة السكك الحديدية المصرية، ثاني أقدم مرفق للسكك الحديدية على مستوى العالم، فريسة لها لتتحول إلى مخزن كبير للخسائر والقطارات المتهالكة، ثم وقفت الحكومات المتعاقبة عاجزة عن إيجاد حل للهيئة التي يعمل بها 70 ألف عامل أصغرهم عمرًا «45 عامًا».


والكارثة الأكبر أن خسائر الهيئة بلغت نحو 1.8 مليار جنيه سنويا، مما دفع بعض قيادات الهيئة للبحث عن خطة أفضل لتحسين الخدمات، تلك الخطة التي أطلق عليها البعض «خطة العاجز المستسلم للموت.. أو خطة التخلص من الهيئة نفسها بشكل متدرج».

وقالت مصادر لـ«فيتو» إن خطة السكك الحديدية السرية، التي تسعى وزارة النقل لتطبيقها، خلال الفترة القادمة، تشمل إلغاء العديد من خطوط السكك الحديدية لتوفير تكلفة تشغيلها وهي الخطة التي حظيت بمباركة وزير النقل السابق الدكتور إبراهيم الدميري.

وذكرت المصادر أن الخطة شملت إعادة مراجعة كافة جداول الهيئة سواء على خطوط «الضواحى أو الطوالي والشرق»، وجاء المخطط الذي استخدمته الهيئة لإقناع الوزير بإلغاء نحو 100 رحلة يومية على الأقل، مشددة على أن الهيئة وجدت العديد من رحلات القطارات لا تحقق كثافة في الركاب منها رحلات يتم تسييرها بعد الساعة العاشرة مساء حتى الـ12 بعد منتصف الليل.

وأوضحت أن هذه الخطوط يستخدمها عمال المصانع العائدون من أعمالهم ولا يجدون وسائل مواصلات لذلك ينتقلون عبر القطارات ومنها خطوط «بنها - منوف.. الساعة 12.5 بعد منتصف الليل» وخط «بنها- ميت غمر» و«خطوط بني سويف - المنيا» و«خطوط طنطا للضواحى القريبة منها» وبعض خطوط الصعيد الداخلية وهو ما يصل لنحو 100 رحلة في هذه المواعيد على معظم الخطوط بالصعيد ووجه بحري.

وشددت المصادر على أن الهيئة تزعم أن هذه الرحلات تكلف خزينة الوزارة أكثر من 100 ألف جنيه يوميا بدون فائدة ويمكن إلغاؤها توفيرا لهذه المبالغ التي ستصل في الشهر لنحو 33 مليون جنيه في العام.

من جانبه، قال المستشار أحمد أمين المنسق العام للجمعية المصرية للنقل إن هذه القرارات تندرج تحت جملة القرارات الخاطئة، والتي لا يمكن الموافقة عليها بأي حال من الأحوال، مؤكدًا أن وزير النقل الجديد سيرفض تمامًا أي محاولة لإلغاء هذه المواعيد، خصوصًا أن تعليمات رئيس الجمهورية واضحة في هذه الخصوص وهي التيسير على المواطن وليس وضع عراقيل عليه.

وقال إن المبالغ المتوقع توفيرها من إلغاء هذه الرحلات يمكن توفيرها من ناحية أخرى، وهي ترشيد سفريات رئيس الهيئة للخارج والذي سافر ثلاث مرات خلال الشهر الأخير، منها مرتان لأمريكا وفرنسا وثالثة لإسبانيا، ومن المتوقع أن يسافر الشهر القادم لعدد آخر من دول أوربا، إضافة إلى سفريات كبار مسئولي الهيئة الأمر الذي يعد إسرافًا غير مقبول للمال العام.

من ناحية أخرى، أوضحت مصادر مطلعة لـ«فيتو» أن الهيئة القومية للسكك الحديدية تحاول تبرير خطة إلغاء هذه الخطوط بأنها تعاني مشكلة في توفير الوقود لتشغيل القطارات، وبالتالي فإن هذه الرحلات تساهم في توفير أكبر نسبة من الوقود والسولار لباقي الرحلات على كافة الخطوط، كما أنها تتيح للهيئة توفير عدد أكبر من الجرارات للعمل احتياطيا بالمحطة للطوارئ.

وأضاف مصدر مسئول بوزارة النقل أن الوزارة لن توافق بأي حال من الأحوال، على هذه الخطة، مؤكدًا أن مخطط السكك الحديدية لإلغاء عدد من الرحلات مرفوض تمامًا، كما أن مخططها لرفع قيمة التذاكر أيضا مرفوض، ولن يتم إلغاء أي خطوط ولن يتم زيادة أسعار التذاكر.
الجريدة الرسمية