رئيس التحرير
عصام كامل

تربيطات سيد قراره.. سامى عنان يحاول اللحاق بركب البرلمان.. "عاشور" يقود النقابات المهنية و"صباحي" يلملم أوراقه.. «موسى» يخسر أوراقه و«البدوي» يغازل «موافي».. و"شفيق" يغرد

الفريق سامى عنان
الفريق سامى عنان

لم تكذب الأحزاب والقوى السياسية خبرًا، وسارعت معظمها بالدخول في مفاوضات خاصة بالانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل، فور انتهاء الانتخابات الرئاسية بفوز عبدالفتاح السيسي وتنصيبه رئيسًا للبلاد.

وبالفعل، أعلن عدد من القوى السياسية والشخصيات العامة تشكيل عدد من التحالفات الانتخابية، استعدادا لمعركة «مجلس النواب»، مما خلق حالة من الاحتدام السياسي على الساحة المصرية.

«عمرو موسى»
مع بدء عمرو موسى، مؤسس حزب "المؤتمر" ورئيسه السابق، في تدشين تحالف انتخابي يشمل غالبية القوى التي أعلنت تأييدها عبدالفتاح السيسي رئيسًا، ترددت الأنباء بكون التحالف بمثابة ظهير سياسي للمشير، خلال فترة رئاسته، يضم غالبية الأحزاب الأكبر على الساحة السياسية.

مما دفع رئيس لجنة الخمسين إلى صياغة بنود للتحالف الانتخابي، تكون بمثابة وثيقة مكتوبة على جميع الأحزاب الالتزام بها لما بعد الفوز في البرلمان، وهو ما رفضه عدد من القوى التي حضر ممثليها عدة اجتماعات مع موسى للانضمام للتحالف، كان من بينها أحزاب «الوفد» و«المصري الديمقراطي» و«الإصلاح والتنمية» الذي أعلن رئيسه محمد أنور السادات أن حزبه يضم رموز الوطني المنحل وأصحاب قضايا الدم الملوث، مما دفعه إلى الخروج من التحالف، ليعلن بعد ذلك خروجهم شبه الرسمي من التحالف الذي اعتبره الكثيرون الوحيد على الساحة قبل انسحاب «الوفد والمصري الديمقراطي».

فيما قالت مصادر من داخل التحالف لـ«فيتو» إن عمرو موسى سعى لتعويض خسارته المتمثلة في انسحاب عدد من الأحزاب بينها حزب الوفد، بالإضافة إلى خروج مراد موافي، مدير المخابرات العامة السابق، من التحالف بتأسيس ظهير شبابي خلال المرحلة المقبلة يحمل اسم «تيار شباب المستقبل» يحشد داخله عددًا من الكيانات الشبابية الفاعلة في الحياة السياسية يعوض بها خسارته بخروج عدد من أهم أوراقه.

«السيد البدوي»
عقب الخروج شبه الرسمي لحزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوي من تحالف «موسى» الانتخابي، أعلن البدوي عن تأسيس تحالف الوفد، والذي يتكون من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي برئاسة الدكتور محمد أبو الغار وحزب الإصلاح والتنمية برئاسة محمد أنور السادات وحزب المحافظين برئاسة المهندس أكمل قرطام والكتلة الوطنية التي يمثلها الدكتور عمرو الشوبكي والدكتور هاني سري الدين وحزب الوعى برئاسة المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي.

كما أشار البدوي إلى أن التحالف ليس فقط تحالفا انتخابيا، ولكنه سياسي مبني على وثيقة سياسية تحول الدستور إلى برنامج عمل وطني وتؤسس لدولة ديمقراطية حديثة وعادلة وكون التحالف لن يقصي أيًا من الأحزاب والقوى الوطنية التي تتفق وثوابته وتوقع على وثيقة التحالف، مؤكدًا أن التحالف سيكون له هيئة برلمانية واحدة داخل البرلمان تسعى لتحويل وثيقة التحالف إلى تشريعات وقوانين تحول نصوص الدستور إلى واقع يتم تنفيذهاعلى أرض الواقع. 

وفي تصريحات لـ«فيتو» أكد البدوي أن التحالف الجديد يتمنى مشاركة «موسى»، قائلًا: «ننتظر عودة عمرو موسى لبيته ومشاركتنا في تحالف الوفد لكونه الرئيس الشرفي للحزب».

وأشار إلى أن تحالف «الوفد المصري» لن يسمح بوجود أعضاء عن الحزب الوطني المنحل أو جماعة الإخوان داخله، مضيفًا أن هذا التحالف يفتح ذراعيه لكل فئات المجتمع وأطيافه السياسية عدا من تلوثت يداه بالدماء.

في حين ذكرت مصادر لـ«فيتو» أن هناك اتجاهًا داخل التحالف على أن يحصل حزب الوفد على 40% من إجمالي المقاعد التي يتنافس عليها التحالف و40% لباقي الأحزاب والدفع بعدد من الشخصيات العامة على النسبة المتبقية والبالغة 20%.

«سامي عنان»
بينما يختلف التحالف الذي يسعى لتأسيسيه الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، عن باقي التحالفات لكونه تحالفًا مبنيًا على إستراتيجية مغايرة، على الرغم من إعلانه في وقت سابق عن التواصل مع قوى سياسية خلفها قواعد حزبية وشعبية كبيرة.

ولفتت مصادر من داخل مكتب رئيس الأركان الأسبق إلى أن «عنان» وضع خطة من محورين لإنشاء تحالف سياسي من الدرجة الأولى، يتمثل المحور الأول في إنشاء تحالف انتخابي يجمع داخله عدد من القواعد الحزبية ذات الثقل الجماهيري داخل الدوائر الانتخابية يخوض خلالها الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ويتمثل المحور الثاني في إتمام تأسيس حزب "مصر العروبة" الذي ضم أسماء الوكلاء المؤسسين، اللواء فتحي عبدالعزيز، مهندس قوات مسلحة بالمعاش، وحافظ سمير حافظ مسئول علاقات عامة بمعهد تكنولوجيا المعلومات، ليكن ظهيرًا حزبيًا لـ«عنان» يتواصل من خلاله مع القوى السياسية بجميع المحافظات المصرية يستعد به عنان للانتخابات الرئاسية بعد 4 سنوات مع انتهاء الولاية الأولى للسيسي.

ويسعى «عنان» إلى تأسيس ظهير سياسي وشعبي قوي خلال المرحلة الحالية تستند إلى حشد قواعد حزبية من الأحزاب الأخرى للدخول في حزب مصر العروبية الذي يعمل على تأسيسيه، وهو ما ينذر بصدام مرتقب مع مجالس الأحزاب لسحب نائب رئيس المجلس العسكري السابق لقواعدها وضمها لحزبه ومن بين الأحزاب حزب الوفد والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي.

«سامح عاشور»

ومع تزايد التحالفات الانتخابية، أعلن سامح عاشور، نقيب المحامين، عن سعيه لتدشين تحالف انتخابي يواجه التحالف الذي بدأ عمرو موسى في تشكيله، وليخوض معه معركة البرلمان المقبل، على أن يضم نقابات العلاج الطبيعي، والمحامين، والرياضيين، والموسيقيين، والأطباء البيطريين، والزراعيين، والعلميين، والاجتماعيين، والتجاريين، والمرشدين السياحيين، والفنون التطبيقية، والصيادلة، والتطبيقيين، والسينمائيين، والمهن التمثيلية، لخوض انتخابات البرلمان.

إلا أن عددًا من النقابات التي أعلن «عاشور» عن ضمها للتحالف لم تتلق أي اتصالات من قبل نقيب المحامين، ومن بينها نقابة الصحفيين التي أعلنت ذلك في أكثر من مناسبة، مما يفتح الباب لحالة من التخبط داخل تحالف انتخابي للنقابات، على الرغم من إعلان اتحاد النقابات المهنية، خوضه الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة تضم 15 نقابة واختياره لـ«عاشور» لرئاسة التحالف لكونه صاحب المبادرة.

«حمدين صباحي»

ولم يبتعد حمدين صباحي، المرشح الرئاسي الخاسر، عن دائرة التحالفات، ويدور الحديث عن تأسيسه تحالف يجمع داخله القوى السياسية والحزبية التي أعلنت تأييده خلال الانتخابات الرئاسية أمام منافسه عبد الفتاح السيسي الرئيس المنتخب.
ويضم تحالف «صباحي» المسمى «التيار الديمقراطي» أحزاب «التحالف الشعبي، الدستور، الكرامة، مصر الحرية، والعدل»، بالإضافة إلى التيار الشعبي.

وذكرت «فيتـو» أن خطة عمل تحالف «التيار الديمقراطي» تقوم على تأسيس ظهير شبابي، يضم شباب حزب الدستور والتيار الشعبي بالمحافظات لتعويض عامل التمويل المالي، على أن يتم وضع نسبة لكوتة الشباب من إجمالي عدد المقاعد البرلمانية التي سينافس عليها التحالف.

ويسعى «صباحي»، خلال المرحلة الحالية إلى الدخول في مشاورات لعدد من القوى السياسية للانضمام لتحالف التيار الديمقراطي حتى وإن كانت كيانات منضمه لتحالفات أخرى ومن بين الكيانات التي أجرى العديد من الاتصالات معها حزب الوفد وحزب المصرى الديمقراطى والتجمع.

وأفادت مصادر لـ«فيتو» من داخل حالف "التيار الديمقراطي أنه لن يتم التواصل مع حزبي «الحركة الوطنية» الذي يرأسه الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى الأسبق و«النور» الذي يرأسه الدكتور يونس مخيون بجانب حركة مستقبل وطن التي أسسها محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر عضو لجنة الشباب بالحملة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي قبل الانتخابات الرئاسية.

«شفيق والحركة الوطنية»

خرج المستشار يحيي قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، في وسائل الإعلام ليعلن أن عمرو موسى أقصى الحزب من مشاوراته لتدشين تحالف انتخابي لكون أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، هو رئيس حزب الحركة الوطنية، ليعلن قدري عن اتجاه الحزب لتدشين تحالف انتخابي لعدد من الشخصيات العامة والحزبية يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ويسعى حزب شفيق لخوض الانتخابات البرلمانية على نصف عدد المقاعد المخصصة لنسبة الفردي أملًا في الفوز بعدد مقاعد يتجاوز الـ70 مقعد بعيدًا عن التحالفات الانتخابية.

وقال «قدري» في تصريح لـ«فيتو» إن قيادات جبهة مصر بلدي أعلنوا عن رغبتهم في الاندماج رسميًا داخل حزب الحركة الوطنية خلال الفترة المقبلة، ومن المنتظر أن تخوض الجبهة الانتخابات البرلمانية داخل قوائم حزب الحركة الوطنية مما يمنح الحزب ثقلًا نسبيًا بعدد من محافظات الجمهورية.

وأوضح أن قيادات الحزب ناقشت الفريق أحمد شفيق، رئيس الحزب، خلال زيارتها الأخيرة للإمارات، في عدد من الأمور المهمة التي تخص الحزب ومستقبله، لافتًا إلى أن قيادات الحزب عرضت على الفريق شفيق أسماء مرشحي الحزب، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي وصل عددها إلى 800 مرشح على جميع المقاعد الفردية والقائمة وأنه أبدى موافقة مبدئية على تلك الأسماء.

وأشار نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية إلى أن تلك الأسماء قد يتم تقليلها في حالة انضمام الحزب إلى أي تحالف انتخابى خلال الفترة المقبلة، معلنًا أن الحزب بدأ التواصل مع اللواء مراد موافى مدير جهاز المخابرات العامة الأسبق لمعرفة رأيه في إمكانية الانضمام إلى التحالف الجديد الذي سيدشنه الحزب خلال الفترة المقبلة، ويضم عددًا من الأحزاب على رأسها جبهة "مصر بلدى".

«مراد موافي»
جاء خروج مراد موافي، مدير المخابرات العامة الأسبق، من تحالف عمرو موسى الانتخابي بمثابة هزة قوية للتحالف، ليفتح الباب أمام عدد من التحالفات الانتخابية الأخرى للتشاور حول ضم «موافي» لتحالفتها، ومن بينها تحالف الوفد المصري الذي أكد رئيس حزب الوفد لـ«فيتو» عن أمله في أن ينال تحالف «الوفد المصري» تأييد مدير المخابرات العامة الأسبق.

ويأتي خروج موافي من معركة التحالفات الانتخابية بشكل مؤقت، لكونه يعكف على دراسة تأسيس تحالف انتخابي يحيطه الغموض الشديد، ليتمكن من خوض معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة أملا في الوصول إلى أغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة.

نقلا عن العدد الورقي....
الجريدة الرسمية