الشركة القابضة للإرهاب
أغلب الظن أن هناك قيادة عالمية واحدة وراء كل الأعمال الإرهابية، التي تنسب نفسها إلى الإسلام، في حين تفكر المجتمعات الإسلامية وتتجاهل الإسلام السمح الصحيح.
ولا أقتنع بأن كل ما يدور من إرهاب الجماعات المتطرفة في كل قارات العالم لا تقوده جهة واحدة تقوم على تمويلها ودعمها بالسلاح.
ففى العراق، توحشت جماعة داعش التي تدعو إلى الدولة الإسلامية الموحدة في الشام والعراق، وفى أفغانستان وباكستان لا يزال تنظيم القاعدة يمارس نشاطه الإرهابى مدعيًا الدفاع عن الإسلام، وتنظيم مماثل في نيجيريا يعمل تحت اسم بوكوحرام، ونفس الجماعة في الفلبين تمارس الإرهاب باسم جماعة أبوسياف، وفى مصر النشاط المماثل لجماعة التكفير والهجرة وأنصار بيت المقدس وجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها.
كل هذه الجماعات تتماثل في فكرها، وهو الفكر الجهادي التكفيري المسلح ويتجسد نشاط كل تلك التنظيمات في تدمير المجتمع باستخدام القنابل والرشاشات والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية.
هذا تمامًا ما يجرى في أفغانستان وباكستان والعراق والشام ونيجيريا والفلبين ومصر، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن وراء هؤلاء جميعًا تنظيمًا مركزيًا عالميًا يحرك فروعه في شتى أنحاء العالم منطلقًا من الفكر التكفيرى الذي يجمعه.
هناك من يفسر ذلك بوجود تنظيم عالمى؛ يرى في الإسلام خطرًا أيديولوجيًا يهدد الفلسفة الغربية، ويحل بذلك محل الأيديولوجية الاشتراكية السوفيتية التي انهارت.
إذا أردنا أن نساير هذا الادعاء فإننا نجد في الإسلام الوسطي الحنيف ما يتفوق على كل أيديولوجية وضعية، وهذا يبرر وجود تنظيم دولي موحد بمثابة شركة قابضة للإرهاب، علينا أن نبحث عنها ونواجهها دون أن نكتفى بمقاومة فروعها في شتى دول العالم.