رئيس التحرير
عصام كامل

خادم الحرمين "كفى ووفى".. والسيسي "ملهم"


قامت الدنيا ولم تقعد عندما طبع الرئيس السيسي قبلة على رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكما اعتدنا من "إخوان الشياطين" بدءوا التحليل والتضليل، وانضم إليهم عملاء "قبيضة" يستفيدون من فوضى مصر، جميعهم سخروا واستهزءوا من أمر طبيعي حدث بعفوية.


الحقيقة أننا فقدنا الاحترام كشعب، وأصبح التطاول و"قلة الأدب" والتبجح سمة عند البعض. واختفت من نفوس البعض الآخر قيم الإيثار والنخوة التي كانت تميز الشعب كله. لكن لا بد من التنويه إلى أن خادم الحرمين الشريفين، لم يذهب إلى أحد سواء للتهنئة أو المشاركة في حدث عالمي مهما كان منذ سنوات، بسبب ظروفه الصحية وتقدمه في العمر، وأناب ولي العهد في كل ما يتعلق بالسفر. أما أن يأتي إلى مصر لتهنئة الرئيس السيسي بنفسه، فهذا قمة الاحترام والتقدير لمن يفهم أبعاد الزيارة الخاطفة، حتى وإن لم يغادر الطائرة الملكية، لأنه كان في مطار القاهرة أي في قلب مصر.

أدرك رئيسنا القائد الخلوق أبعاد ومعنى مجيء الملك عبدالله إليه رغم حالته الصحية، من هنا صعد إلى الطائرة الملكية وطبع قبلة على رأسه.. هذه القبلة تعكس "الاحترام والتقدير" لمكانة خادم الحرمين، والشكر على زيارته القصيرة رغم أنه أوفد ولي العهد الأمير سلمان لحضور حفل التنصيب، كما أن القبلة تأتي عرفانا بمواقف المملكة العربية السعودية المساندة لمصر في ظل المؤامرة الدولية عليها.

أما "إخوان الشياطين" وباقي العملاء والمرتزقة. فكان أجدر بهم أن يتذكروا أن قبلة السيسي تلك ليست الأولى، إذ قبل سابقا رءوس مصريين بسطاء نساء ورجال من المدن والأرياف، فقدوا أولادهم دفاعا عن مصر في مواجهة إرهاب الإخوان والخونة.. وعليهم أيضا ادراك أن قبلة "الاحترام" على الرأس، تختلف تماما عن قبلة "الإذلال والتصغير" على اليد، وهي التي التزموا بها منذ تأسيس "الجماعة الإرهابية"، وصورة حسن البنا منحنيا لتقبيل يد الملك عبدالعزيز آل سعود متاحة، وهناك أيضا صور "المعزول" مرسي يقبل بسعادة يد المرشد محمد بديع.. أعتقد أن الفرق كبير بين "القبلتين".

الملك عبدالله بن عبدالعزيز "كفى ووفى" بدعمه السخي لمصر حكومة وشعبا ماديا ومعنويا وسياسيا، وكان حري بنا جميعا أن نشكره بدلا من التأويل والتضليل، كما يجب ألا ننسى أن الرئيس أوباما نفسه، انحنى لتقبيل يد خادم الحرمين، في زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية عام 2008، وحين سئل عن تصرفه، قال إنه من فرط الاحترام والتقدير لمكانة الملك.. فكفانا مزايدة وتأويل!!

وعندما ننتقل إلى الرئيس السيسي، فالحقيقة أنني وغيري الملايين من المصريين الوطنيين، نفخر بأنه أصبح لدينا رئيس قائد مخلص مثله.. ويكفي السيسي فخرا أنه يبدأ دائما بنفسه، إذ ضحى بحياته لتخليص البلد من حكم ظلامي استبدادي، وهو أول رئيس مصري يقدم باقة ورد إلى مواطنة قائلا: "أنا آسف" لك ولجميع نساء مصر.

السيسي أول رئيس مصري يشارك في ماراثون للدراجات الهوائية، كي يدعو عمليا إلى ترشيد الإنفاق وتوفير الطاقة.. خرج فجرا وقاد الماراثون في الشوارع وسط السيارات، في وقت كان فيه غالبية الشعب ئائما. كما أنه يبحث عن حلول غير تقليدية لمعالجة مشكلات مصرية مستعصية. ويسعى بكل ثقة إلى إعادة مصر إلى موقعها الطبيعي في صدارة دول المنطقة، وهو الدور الذي فقدت كثير منه في عهد الرئيس الأسبق مبارك، وانتهى في عهد "الإخوان" مع نشر الفوضى والإرهاب.

الرئيس السيسي "ملهم" الشعب بالخلق الرفيع والإيثار، ويأسرنا ببساطة وصدق وعفوية حديثه.. لم ينس إخلاص ووطنية الرئيس السابق عدلي منصور ورئيس المجلس العسكري السابق المشير طنطاوي، ودعاهما إلى حفل تخريج طلبة الشرطة والحربية على التوالي. ويتجلى إيثار السيسي حين تنازل عن نصف راتبه الرئاسي ونصف ثروته الخاصة لدعم الاقتصاد المصري... الرئيس "مثال يحتذى" ويجب علينا جميعا أن نعطي مصر.
الجريدة الرسمية