مجمع البحوث الإسلامية: تجسيد الأنبياء في الأعمال السينمائية حرام شرعًا
قال الشيخ محمد زكى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنه لا يجوز تجسيد شخصية الأنبياء في الأعمال السينمائية، لعدة أسباب، هي أن الكتاب يتدخلون في تشكيل الشخصية كما يشاءون، وهذا لا يجوز مع الأنبياء، لأن الجانب البشري فيهم مرتبط بجانب الوحي من السماء، فإذا استطاع المؤلف أن يجيد في الجوانب الشخصية، فإنه لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يجسد جانب الوحي.
وتابع: من الضروري مراعاة المقدس في حياتنا كشعب متدين، فليس بالضرورة أن كل ما ارتكبته السينما الغربية من كفر بالمقدسات أن تطبقه السينما في بلاد المسلمين، وبديهي أن من أعظم المقدسات في حياتنا هم أنبياء الله – صلوات الله وسلامه عليهم جميعا.
واستطرد قائلا: لا يرقى في البشر عموما فضلًا عن الوسط الفني بكل ما فيه من صفات تتنافى مع أخلاق الأنبياء من يستطيع أن يجسد شخصية نبي، لما يتمتع به النبي من اتصال بالوحي، تجعله قدوة ونموذجا للبشر، لا أمثولة وأضحوكة للعالمين، ولا يعقل أن يجسد أحد الفنانين شخصية نبي اليوم، ثم يراه المشاهدون بعدها في وضع مخل.
وأضاف: هناك رائحة كريهة تشتم من وراء الإصرار على تجسيد الأنبياء، وهي تنم عن تسوية واضحة بين الأنبياء وسائر خلق الله من الأبطال العسكريين، ورجال السياسة، وغيرهم من الشخصيات التي جسدها الفن، وهذا معناه نزع جانب النبوة من ذاكرة الأمة، تمهيدا لخلخلة عقيدتها والقضاء على تراثها السماوي، وهذا اتجاه استشراقي قديم تنبه له علماء الأزهر منذ زمن بعيد، عندما أراد المستشرقون أن يخدعونا بكتاباتهم من أمثال: العظماء مائة أعظمهم محمد، ثم جاء من بعده كتاب حياة محمد، في نزع واضح لعباءة النبوة، وها هي الفكرة تطل من جديد تحت مسمى حرية الإبداع، ليجسدوا شخصيات الأنبياء، وعلى هؤلاء أن يعلموا أنه ربما جاد الزمان بداهية سياسية، أو ببطل عسكري، أو غير ذلك لكن لن يجود الزمان بنبي مرسل مرة أخرى.
ونوه إلى أنه غاب عن المبدعين جانب العصمة في حياة الأنبياء، وهذا وحده كفيل بأن يحرم تجسيد الأنبياء،والعصمة تعني حفظ الله ظواهرهم وبواطنهم، قبل البعثة، وبعدها.
وأكد زكى في تصريح له منذ قليل، أن الأزهر لا يزال على موقفه من تحريم تجسيد الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم جميعا.
ووجه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، رسالة لكل من ينادى بتجسيد الأنبياء، هل فيلم نوح يحقق أمنا، أو يزيد إنتاجا، أم أنه يمثل خروجا على أمننا القومي وعلى هوية شعبها، ويزيد الصف تشرذما؟ لا يا قوم أفيقوا، فالضلال والزور، والبهتان، والفجور يزيد الأمر تعسيرا " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا".
نسأل الله ألا نكون من هؤلاء، فبدل من أن نجسد شخصيتهم، نقتدي فنهتدي، ونأخذ من سيرتهم عظة وعبرة تزيدنا إيمانًا ويقينًا، فنسعد في دنيانا ونفلح في أخرانا، قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ونسأل الله عز وجل لنا ولكل إخواننا المثقفين والإعلاميين والمبدعين والمصريين أجمعين الهداية والتوفيق، وأن يكون عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم.