ماذا يريد الرئيس من الشعب؟!
قبل فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية.. كان السؤال المطروح في كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية هو ماذا يريد الشعب من الرئيس القادم؟ وكل فئات المجتمع لها مطالب من الرئيس، التسعون مليون مواطن "الرجال والنساء والشباب والمسنون -الفقراء والأغنياء- المتعلمون والأميون العمال والفلاحون"..
الجميع تحدث عن حقوقه وكأن الرئيس سوف يفتح خزائنه ويعطي الجميع أو معه عصا سحرية بها يستطيع حل كل مشاكل الشعب، الكل يتحدث عن حقوقه ولا أحد يتحدث عن واجباته وكأن مصر ملك الرئيس وحده وليست ملكا لكل المصريين، وهم شركاء في تحمل المسئولية معه، أتمنى في المرحلة القادمة أن يكون السؤال المطروح في وسائل الإعلام هو ماذا يريد الرئيس من الشعب؟ وأن يتحدث كل مواطن عن واجباته كما يطالب بحقوقه، فمصر لن تتقدم إذا استمر الشعب يتحدث عن حقوقه ولا يقوم بأداء واجباته.
إنها ظاهرة غريبة في المجتمع وهي سياسة الأخذ دون الاستعداد للعطاء، فنسبة كبيرة من العاملين في الجهاز الإداري للدولة لا يستحقون مرتباتهم ومع ذلك تجدهم يعتصمون ويضربون عن العمل من أجل المطالبة بالمزيد.
ثقافة العمل التطوعي أصبحت غير موجودة في المجتمع إلا في القليل النادر رغم أن العمل التطوعى ساهم بشكل كبير في تقدم أمم كثيرة حتى الدول الرأسمالية فهناك دور اجتماعي مهم لرجال الأعمال، بالإضافة إلى تطوع الأفراد أنفسهم حيث يخصصون جزءا من وقتهم للعمل التطوعي فتجد الطبيب يخصص وقتا لفحص المرضى مجانا، كذلك المدرسون والمهندسون والمحامون وغيرهم..
ومصر في مرحلة مهمة وتتطلب أن يعمل الجميع بإخلاص وإتقان يجب أن نعلم أنه ليس من المهم أن نتقاضى مقابلا لكل عمل نؤديه، فمثلا إذا كان لدينا مليون مدرس تطوع كل واحد منهم ساعة فقط في اليوم سوف يكون لدينا مليون ساعة تعليم مجانية والله لن نجد طالبا فقيرا لا يستطيع التعلم، ولا مواطنا واحدا أميا لا يقرأ ولا يكتب، كذلك الأمر لو أن كل طبيب خصص ساعة واحدة للمرضى مجانا فلن تجد مريضا فقيرا يموت بسبب عدم قدرته على تكاليف العلاج.
في أمريكا -أم الرأسمالية العالمية- هناك مستشفيات أنشئت بالمجان والأطباء يعملون فيها بالمجان ويعالجون المواطنين أيضا بالمجان.
مصر أصبحت ملكا لكل المصريين وهم شركاء في إدارتها مثل رئيس الجمهورية.. ولن تنهض إلا بجهود الجميع، وكما أن الشعب له حقوق على الرئيس، فإن عليه واجبات تجاه الرئيس، وعلى الأقل أن يقوم بعمله بإخلاص وضمير، فالرئيس يريد من الشعب أن يعمل.
egypt1967@yahoo.com