رئيس التحرير
عصام كامل

الأسباب والأسرار الحقيقية لزيارة كيري..وفشلها !


قلنا في مقال الأمس إن كل الأسباب المعلنة عن زيارة كيري لمصر غير حقيقية..فلم يأت لإعلان عودة المعونة..حيث كان يمكنه أن يقول ذلك ووزير خارجيتنا ورئيس مخابراتنا هناك قبل أيام في زيارة معلنة..كما أنها لم تكن لإعلان عودة الأباتشي..فكيري كان دقيقا جدا وقال بالحرف "أنها ينبغي أن تعود في أقرب وقت "! وأقرب وقت طبعا عند أمريكا تحدده مطالبها و..والظروف !
إنما نلاحظ وحول الزيارة الملاحظات التالية:

- الزيارة تأتي بعد الأحكام القضائية التي تعتبرها أمريكا قاسية ضد الإخوان ومرشدهم!

- الزيارة تأتي في توقيت متزامن لأحكام خلية "الماريوت" وهي لا قيمة لها عند واشنطن إلا أنها تطول صحفيين وإعلاميين..وهو المدخل الأسهل للضغط الدولي على مصر من باب له تقديره عند الرأي العام الغربي وهو باب "الديمقراطية وحقوق الإنسان"!

- قبل الزيارة بيوم واحد السيسي يعلن أن إجراءات الانتخابات البرلمانية ستبدأ قبل 18 يوليو..! وهو لا يقول ذلك ليؤكد التزام مصر بخارطة الطريق إنما لسبب آخر سنقوله بعد قليل!

- بعد الزيارة أو أثناءها إسرئيل تقول إن معلومات لديها تقول إن "داعش" وصلت سيناء وأنها تمارس عملها من مواقع تنظيم بيت المقدس!

- مصر تتجاهل التصريح السابق وترد عليه بشكل غير رسمي وتؤكد عبر قيادات قبلية في سيناء على العكس! وتقول مصادر من سيناء لوسائل إعلامية وصحفية إن متشددين في سيناء ينضمون إلى "داعش" بالعراق ويرحلون إلى هناك عبر السودان ومنها إلى اليمن ومنها إلى العراق وأن بعضهم سقط في قبضة الأمن !

وبالمعادلات السابقة لا نحتاج جهدا كبيرا كي ندرك أن زيارة كيري استهدفت محاولة إشراك الإخوان في الانتخابات البرلمانية المقبلة ليفتح لهم المجال للعب دور المعارضة وأن الرد استقبله قبل مجيئه بالقول إن خريطة المستقبل لن ننتظر أحد كما أن مصر ترفض تهويشها أو تخويفها بـ"داعش" وإنها ترفض الدخول في حلف إقليمي ضد "إرهاب مزعوم" ينفخ فيه الإعلام الأمريكي في حين يستهدف أصلا عودة النفوذ الأمريكي إلى المنطقة لمنع وصول النفوذ الروسي الصيني القادم بقوة خصوصا بعد تهديد الدولار كعملة عالمية..!!كما أن مصر لن تقبل بديلا عن تحالفها العربي مع إشقائها في الخليج وهو ما دعا الملك عبد الله بالمجئ على عجل للاستعداد مع مصر حول موقف موحد!

الغضب الأمريكي الذي يصل إلى حد الهيستريا أمس ضد أحكام خلية الماريوت يؤكد ما نقوله..مصر قالت "طز" للمعونة ولم تهتم بالتلويح بها من قريب أو من بعيد..بل وكأنها لم تسمع شيئا..!!

بالمناسبة: الضغط والغضب على أحكام "الماريوت" لا يستهدف فقط التربص بمصر..وإنما أيضا الدفاع المبكر عن "رجال" واشنطن في القاهرة بعد تسريب اقتراب فتح ملفات مممولين كبار وصغار لعبوا أدوارا الفترة السابقة..وأن حسابهم قد اقترب!!
الجريدة الرسمية