أمريكا باعت الإخوان.. زيارة كيرى لمصر تؤكد التزام واشنطن بالعمل مع القاهرة.. النجار: الإدارة الأمريكية بدأت في التخلي عن الجماعة.. أبو السعد: شعبية السيسي تجبر واشنطن على التعامل مع القيادة الجديدة
رصد خبراء ومحللون، أصداء الزيارة التي قام بها اول أمس إلى مصر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على مستقبل العلاقات الأمريكية المصرية، عقب وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر.
ورأى الخبراء أن واشنطن بدأت بالفعل تغيير سياستها تجاه مصر، مؤكدين أن الزيارة بمثابة تأكيد جديد من جانب واشنطن على التزامها بالعمل مع القاهرة، وتعزيز المسار الديمقراطي بها.
واعتبروا في تصريحات نقلها موقع 24 الإماراتى أن أمريكا بهذه الزيارة التي تعد الأولى التي يقوم بها مسئول أمريكي رفيع المستوى منذ تنصيب السيسي رئيسًا لمصر، تكون قد تخلت فعلًا عن الإخوان، وغلّبت مصالحها على دعم جماعة مرفوضة شعبية، بالإضافة إلى إدراكها دور مصر في إعادة التوازن في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد تهديدات تنظيم داعش الإرهابي بقلب الأوضاع وزعزعة استقرار العالم وتهديد أمن إسرائيل.
التخلي عن الإخوان
وفي هذا السياق، قال الخبير في شئون الحركات الإسلامية هشام النجار، إن أمريكا بدأت تغيير سياستها تجاه مصر، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت في التخلي عن الإخوان تدريجيًا.
خطوات محسوبة
وقال إن واشنطن خطواتها غامضة ومحسوبة، ولا تخطو خطوة بغير حساب، لافتًا إلى أن تصريحات كيري السابقة واعترافه بالمسار الحالي في مصر وزيارته الرسمية للقاهرة أكبر دليل على تخلي واشنطن عن الإخوان، واعترافها بالمسار الحالي.
وتوقع أن تكون زيارة وزير الخارجية الأمريكي قد حملت في باطنها تطورًا للعلاقات خلال الفترة المقبلة وعودة المساعدات المصرية، خاصة بعد إفراج واشنطن عن 570 مليون دولار من المساعدات التي تجمدت لاعتراض الإدارة الأمريكية آنذاك على ثورة 30 يونيو (حزيران) وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
صدمة لجماعة الإخوان
بدوره، قال القيادي الإخوان المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين طارق أبو السعد، إن واشنطن تغلب مصالحها دومًا على أي شيء، لافتًا إلى أن الغرب لا يعرفون العواطف.
وأضاف أبو السعد أن جماعة الإخوان فقدت شعبيتها لدى المصريين، ولا يوجد أمل بسيط في رجوعها للحكم مرة أخرى، في المقابل القيادة المصرية الجديدة بقيادة السيسي تلقى قبولًا شعبيًا مما يُجبر واشنطن على التعامل معها في ضوء التقاء المصالح بين الجانبين الأمريكي والمصري.
وأشار إلى أن إرسال الإدارة الأمريكية مبعوثها الخارجي جون كيري، لزيارة مصر رسميًا مثّل صدمة لجماعة الإخوان، التي رأت ذلك المشهد بمثابة إشارة من أمريكا بتخليها عنها.
ولفت القيادي الإخواني المنشق إلى أن أمريكا تسارع باستعادة العلاقات مع مصر، لإدراكها دورها في منطقة الشرق الأوسط وقدرتها على إعادة التوازن في المنطقة، خاصة بعد أزمة تنظيم داعش في العراق الذي يُهدد أمن المنطقة عامة وإسرائيل بصفة خاصة.