رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف العربية: ظهور بندر بن سلطان في لقاء العاهل السعودي بالسيسي يربك "الأعداء".. كيرى يبحث مع المالكي تشكيل حكومة توافق.. وزير الأوقاف يتراجع عن قرار فصل نعينع من نقابة مقرئي القرآن

الأمير بندر بن سلطان
الأمير بندر بن سلطان

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء بتطورات الأوضاع على الساحة العربية وتدهور الأوضاع في العراق فضلا عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبغداد.


البداية من صحيفة العرب التي قالت إن ظهور أمين مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان ضمن الوفد المرافق للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، حدث إخباري وتحليلي على عدد من المواقع ومراكز الدراسات المهتمة بالشرق الأوسط التي كانت تترقب بين الوقت والآخر إعلانا سعوديا بإعفاء الأمير بندر من منصبه الحالي أسوة بإعفائه من منصبه الإضافي كرئيس للاستخبارات العامة.

عاد الأمير بندر بعد أشهر غياب حتمتها ظروفه الصحية، وتخللها حديث عن إبعاده عن الملفات الكبرى في المملكة، لكن الأجنحة التي تحلق بها السعودية عديدة ولا يمكن لها أن تتخلى عن أبرز كبارها ومنهم الأمير بندر الذي مثل ظهوره في قمة المطار حدثا كبيرا.

وذكرت الصحيفة هذه العودة شكلت مفاجأة لـ"معسكرات الأعداء" خاصة في إيران وسوريا والعراق، وظهر ذلك جليا عبر مواقع إلكترونية تابعة لهم أو مقربة منهم، خاصة أن الرجل متخصص بالملف السوري ويتابع بقية الملفات الإقليمية والدولية.


وتخشى أوساط إقليمية ودولية عديدة الأمير بندر بن سلطان نظرا لوضوح آرائه، خاصة في ما يتعلق بمواقف دول حليفة أثناء الأزمات، كان آخرها قبل غيابه المؤقت، أثناء لقائه بمبعوثين أوروبيين في الرياض حين أكد أن بلاده ستجري تغييرا كبيرا في علاقتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا ومبادرتها للتقارب مع إيران.

ويحظى الرجل السعودي القوى بقبول لدى صناع القرار بالدول الكبرى نظرا لخبرته في التعاطي مع أزمات الشرق الأوسط، وخاصة سوريا ولبنان والعراق واليمن.

ووفق المحللين تتيح ملفات الوقت الراهن فرصة أن يبقي العاهل السعودي الملك عبدالله، الأمير بندر في منصبه أمينا لمجلس الأمن الوطني، خاصة في ظل "الدور التخريبي" لإيران بالمنطقة.

وقال مراقبون إن ظهور الأمير بندر مع أحد أبرز الأجنحة السعودية في المملكة، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، سيضفي قوة على المواقف السعودية التي بدت أكثر حزما خاصة بعد “ثورات الربيع العربي”.

ويضيف المراقبون أن مفاجأة الظهور زادت من حجم الصدمة في الدوحة التي كان للأمير بندر بعض التصريحات المناهضة لسياستها عبر صحف غربية، تصريحات لا تدافع عن المملكة فقط بل عن دول الخليج كلها.

ومن جهة أخرى كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة لصحيفة ـ«عكاظ»، السعودية أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بحث مع نوري المالكي إمكانية تشكيل حكومة وفاق وطني تجمع كافة الأطراف السياسية العراقية في الداخل والخارج، دون أن يكون للمالكي أي دور في هذه الحكومة وذلك حفاظا على وحدة العراق.

وأضافت المصادر، أن كيري اصطدم بإصرار المالكي على بقائه في الحكومة المقبلة، وأنه يعتبر نفسه جزءا من الحل، الأمر الذي استغربه كيري، وعبر للمالكي عن رؤية الإدارة الأمريكية في رئيس جديد للحكومة محط إجماع كل العراقيين سنة وشيعة وأكراد.

وفي السياق ذاته، قالت المصادر: إن ثمة حراكا سياسيا من معظم الأطراف العراقية من أجل التوصل إلى رئيس حكومة توافقي، لافتة إلى أن عادل عبدالمهدي وأحمد الجلبي أبرز الشخصيات المرشحة لتولي منصب رئيس الحكومة. مضيفة: إن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق يبذل جهودا حثيثة من أجل الخروج من أزمة الحكومة.

وفي الشأن المصري ذكرت مصادر في وزارة الأوقاف المصرية لصحيفة الراي الكويتية إن قيادات سياسية، لم تسمها، «نجحت في أثناء وزير الأوقاف محمد مختار جمعة عن قراره الذي اتخذه بالتنسيق مع نقابة القراء بفصل عدد من المشايخ الذين سافروا إلى إيران والعراق وأدوا الأذان بصيغة شيعية، وأبرزهم أحمد نعينع قارئ الرؤساء»، كما يطلقون عليه.

وأوضحت لـ «الراي» أن «حفظ ماء وجه جمعة ووزارة الأوقاف اقتضى الترتيب لزيارة جمعة إلى مقر نقابة القراء للاطمئنان على أوضاعها، وتم خلال اللقاء طرح القضية من خلال عدد من أعضاء مجلس إدارة نقابة القراء، ثم أبدوا شفاعتهم في أهمية لمّ الشمل في نقابة القرآن منعا للتشهير بحفظة القرآن الكريم».

وكشفت أن «تفاصيل سيناريو حفظ ماء الوجه، تقتضي توسط نقيب القراء الشيخ محمد الطبلاوي ونائبه الشيخ حلمي الجمل، لدى الوزير الذي من المقرر أن يوافق على مضض لإنهاء الأزمة»، طالبا ضمانات بعدم العودة لتلك الممارسات مستقبلا، ويقر الجميع بارتكاب المسافرين إلى العراق وإيران أخطاء، لكنهم في الوقت نفسه لا ينكرون الشفاعة عن المخطئين، مع تعهد بعدم السفر إلى إيران أو العراق أو أي دولة أخرى من دون الرجوع إلى نقابة القراء وإدارة شئون القراء بالوزارة.

وتابعت إنه «زيادة في حفظ ماء وجه الأوقاف قدمت نقابة القراء اعتذارا رسميا باسمها، والاتفاق على تشكيل لجنة برئاسة رئيس القطاع الديني في الوزارة، ونقيب القراء، ووكيل وزارة الأوقاف لشئون القرآن الكريم، وعضوين من مجلس النقابة من أكبر الأعضاء سنّا بالتناوب، وعضو قانوني، وعضو يختاره المحال للتحقيق في أي مخالفات لا تتفق وما ينص عليه قانون النقابة».
الجريدة الرسمية