بالفيديو.. أمراض الربو ومياه النيل تحاصر أهالي ممر دمنهور.. الأطفال أصيبوا بضيق في التنفس.. الوحدة الصحية خارج نطاق الخدمة.. وارتفاع منسوب المياه يهدد المنازل بالغرق
"تسير بخطى سريعة هربًا من الروائح الكريهة النابعة من تلال القمامة أمام منزلها، تسببت في إصابة قاطني المنطقة بأمراض الربو وضيق التنفس.. سحر محمود» سيدة في الثلاثين من عمرها ترتدي جلبابًا فضفاضًا وتحمل فوق رأسها إناء به مياه سوداء اللون وتقوم بإلقائها أمام منزلها، وقالت: إن هذه المياه تم استخدامها في قضاء الحاجة، داخل المنزل وتقوم بإلقائها بالخارج لعدم وجود صرف صحي.
أمراض الربو
حال سحر لا يختلف كثيرًا عن حال السيدات اللاتي تقمن بمنطقة «ممر دمنهور» بجزيرة الوراق، فهن لا يملكن سوى الشارع الضيق الذي لا يتجاوز المترين أمام منازلهن لإلقاء المخلفات، فانتشرت أمراض الربو وضيق التنفس في ظل ضعف مستوى الخدمات الطبية بالوحدة الصحية بالمنطقة، التي لا تتعدى تقديم الإسعافات الأولية.
الصرف الصحي
ومن «سحر» إلى «فادية عواد» التي تستيقظ كل صباح على صراخ ابنها "محمود" الذي لا يتجاوز عمره عشرة أعوام، وتجده يكاد يموت غرقًا في مياه الصرف أمام منزلها، وتؤكد أن بيتها على وشك الانهيار لتآكل أساساته بفعل مياه المجاري.
تلوث النيل
ووسط تلال القمامة وجدنا "عواد مسعود" الذي يملأ دلوا كبيرا بمياه الصرف الصحي من أمام منزله ويلقيه بالنيل، وقال: لا يوجد بالمنطقة صرف صحي وألقي بالمياه كغيري في النيل، وأصبحت المياه التي نشربها ملوثة للغاية وغير صالحة للاستخدام الآدمي نظرًا لاختلاطها بمياه الصرف الصحي.
معدية الموت
"سامي فراج" يشير إلى وسيلة نقل الأهالي من الوراق إلى جزيرة الوراق، إنها «المعدية»، أو كما تسميها الأمهات بـ"معدية الموت" ويقول: أطفال كثيرون لقوا مصرعهم غرقًا في النيل أثناء ركوبهم المعدية التي قد تتوقف فجأة وسط النيل لعيوب فنية بها، وحينما يصاب أحد بمكروه يتم نقله للوراق، ويستغرق نقله إلى الشاطئ الآخر، فيموت المريض.
«الوحدة الصحية خارج نطاق الخدمة».. بهذه الكلمات يبدأ "سيد جمال" حديثة ويضيف: الرعاية غائبة -تماما- عن الوحدة الصحية، ويعجز الطبيب الوحيد بالوحدة عن علاج أهالي المنطقة نظرًا لعدم وجود الإمكانيات ولا يوجد سوى جهاز لقياس الضغط، الأمر الذي يهدر أرواح كثير من المقيمين بالمنطقة.
منسوب الماء
وقال وصفي محمود، أحد سكان المنطقة: في كثير من الأحيان يعلو منسوب المياه وتتدفق إلى المنازل، ما يجعل حياة المقيمين في خطر داهم، ونحن لا نستطيع حفر بيارات للصرف الصحي.
وأضاف: نظرا لقرب المياه أسفل القشرة الأرضية فإذا قام أحد بالحفر يعرض أهالي المنطقة للغرق.
النادي الخاص بالجزيرة في حالة احتضار، فتلال القمامة تحيط بأسواره، ويقول على سعد –أحد شباب المنطقة- النادي كان طوق النجاة للشباب من حالة الفراغ التي يعانون منها، حتى لا يقضون أوقاتهم على المقاهي، ولكن بعد أن تراكمت تلال القمامة ومياه الصرف الصحي أمامه وبداخله أصبح دخول النادي مستحيلا، فعاد الشباب للمقاهي مرة أخرى.