كفاية احتفالات يا «سيسي»!
الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية.. مشهد شبه يومي أصبحنا نراه منذ أن تولى السيسي مقاليد الحكم في البلاد، ابتداء من حفل تخرج طلبة الكلية الحربية، مرورا بالفنية العسكرية والقادة والأركان، والبحرية، والجوية، وأكاديمية الشرطة... إلخ.
حضور الرؤساء حفلات تخرج طلبة الكليات العسكرية تقليد رئاسي متبع، وكان الرئيس الأسبق حسني مبارك الأحرص على الحضور، وسار على نهجه الرئيس المعزول محمد مرسي، وكذلك الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، وعلى نفس الخطى سار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكأن الأمر «فرض عين» على كل رئيس يحكم مصر.
بالطبع لا نشكك في قيمة حضور الرئيس مثل هذه الاحتفالات، خاصة إذا كانت خلفية الرئيس عسكرية، لكننا نريد التنبيه إلى هدف آخر قد يكون أسمى وأنبل من تشريف الرئيس بنفسه مثل هذه الكرنفالات، ألا وهو «المصلحة العامة».
نعم ما أقصده هو «المصلحة العامة» للبلاد.. ألم يفكر سيادة الرئيس كم يتكلف حضوره مثل هذه الاحتفالات؟ موكبه، طاقم حراسته، الاستعدادات الأمنية قبل وأثناء وبعد حفلات التخرج، موكب رئيس الحكومة والوزراء والمسئولين المدعوين للحفل؟ ألم يفكر سيادته في الوقت الذي يضيع في حضور هذه المناسبات، ونحن في أشد الحاجة إلى إعلاء قيمة الوقت؟ أليس من الأجدى والأنفع أن يقوم وزير الدفاع بهذه المهمة؟
عشرات الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة، وتحتاج إلى إجابات شافية.. وربما يكون للرئيس مبرر منطقي لحضور هذه الاحتفالات، أو أسباب قوية لا علم لنا بها.
إذن ما الحل؟.. هل نلغي هذه الاحتفالات؟.. حاشا لله ما كان لى أن أقول ذلك، ولكن كما يطالبنا الرئيس بترشيد استهلاك المياه والكهرباء، فإننا نطالب السيسي بترشيد هذه الاحتفالات.. فما المانع أن يتم تنظيم حفل تخرج واحد لجميع طلبة الكليات العسكرية، يؤدون استعراضًا واحدًا، ويتم تكريمهم في ذات الحفل؛ توفيرًا لمال الدولة، وحرصا على وقت وجهد الوزراء والمسئولين للقيام بأعباء ومهام أخرى.. أليس كذلك؟!