كيري في بغداد لبحث سبل دحر "داعش".. وزير الخارجية الأمريكى يلتقى نظيره العراقى.. طهران تتهم واشنطن بمحاولة إعادة احتلال العراق.. ونتنياهو يطالب الولايات المتحدة بإضعاف إيران والمسلحين السنة
وصل وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد في زيارة مفاجئة لبحث سبل دحر داعش من العراق، فيما يحذر خامنئي واشنطن من محاولة بسط سيطرتها مجددا على العراق. ونتنياهو يدعو واشنطن إلى إضعاف كل من إيران وتنظيم داعش لحل الأزمة.
وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى بغداد اليوم الإثنين (23 يونيو) في زيارة تهدف إلى بحث الهجوم الكاسح الذي يشنه مسلحون متطرفون في أنحاء متفرقة من البلاد وإلى حث العراقيين على الوحدة في مواجهة هذا الهجوم.
ومن المفترض أن يلتقي كيري في زيارته، التي لم تعلن عنها وزارة الخارجية الأمريكية مسبقا لأسباب أمنية، رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يتعرض مؤخرا لانتقادات أمريكية إضافة إلى مسئولين عراقيين آخرين.
ويشن مسلحون من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وتنظيمات سنية متطرفة أخرى هجوما منذ نحو أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه بينها مدن رئيسية مثل الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).
وقد أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أقوى التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.
وكان كيري بدأ جولة جديدة في الشرق الأوسط أمس الأحد لبحث هذا الهجوم في عدد من دول المنطقة وفي عواصم أوربية، حيث زار القاهرة ثم توجه إلى العاصمة الأردنية عمان قبيل وصوله إلى بغداد.
إيران تعارض تدخلا عسكريا في العراق
وأعلنت الولايات المتحدة، التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية عام 2011، استعدادها لإرسال 300 عسكري بصفة مستشارين والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف في العراق.
الأمر الذي أثار حفيظة الجارة إيران، حيث اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة بمحاولة استعادة السيطرة على العراق من خلال استغلال التنافسات الطائفية.
وجاءت إدانة آية الله على خامنئي للتحرك الأمريكي في العراق بعد ثلاثة أيام من عرض الرئيس باراك أوباما إرسال 300 مستشار عسكري استجابة لمطالب من الحكومة العراقية بتقديم دعم.
وربما يريد خامنئي منع أي اختيار أمريكي لرئيس جديد للوزراء في العراق بعد الاستياء في واشنطن من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.
ولم يتعرض الزعيم الأعلى لإشارة الرئيس الإيراني حديثا لإمكانية تعاون طهران الشيعية مع الخصم القديم أمريكا دفاعا عن حليفهما المشترك في بغداد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئي قوله "نعارض بقوة تدخل الولايات المتحدة أو غيرها في العراق." وأضاف "لا نوافق عليه، لأننا نعتقد أن الحكومة العراقية والأمة والسلطات الدينية قادرة على إنهاء الفتنة."
وفسر بعض المراقبين العراقيين تصريحاته بأنها تحذير من محاولة انتقاء أي خليفة للمالكي الذي يحمله كثيرون في الغرب والعراق المسئولية عن الأزمة.
ولم يوضح خامنئي إلى أي مدى ستساند إيران ذاتها استمرار المالكي حينما يعاود البرلمان الانعقاد بعد انتخابات فازت فيها كتلة المالكي بأغلب المقاعد.
نتنياهو: يتعين على أمريكا إضعاف إيران والمسلحين السنة
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحاول إضعاف كل من إيران والمسلحين السنة الذين يزحفون صوب بغداد وحث إدارة الرئيس باراك أوباما على عدم العمل مع طهران للمساعدة في تحقيق استقرار العراق.
وقال نتنياهو في برنامج "واجه الصحافة" في محطة (إن.بي.سي) التليفزيونية "ما ترونه في الشرق الأوسط اليوم في العراق وفي سوريا هو الأحقاد الصارخة بين الشيعة المتطرفين، وفي هذه الحالة بقيادة إيران، والسنة المتطرفين بقيادة القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام."
وأضاف قائلا: "والآن، فإن كلا المعسكرين أعداء للولايات المتحدة. وعندما يتقاتل أعداؤك لا تعزز أيا منهم. إضعف كلاهما."
ووصف نتنياهو، المعروف بتوتر علاقاته مع أوباما، الاتفاق المؤقت الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والقوى العالمية الآخرى مع إيران في نوفمبر للحد من بعض جوانب برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة على إيران بأنه"خطأ تاريخي."
وفي إشارة إلى الأزمة في العراق قال نتنياهو: "أعتقد إلى حد بعيد إن أسوأ نتيجة يمكن أن يسفر عنها ذلك هي أن يصبح لدى إحدى تلك الجماعات -إيران- إمكانيات أسلحة نووية. هذا سيكون خطأ فادحا..سيجعل كل شيء يتضاءل بالمقارنة به."
ش.ع/س.ك (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل