رئيس التحرير
عصام كامل

تحت الذبح !


أحداث العراق الدامية هي الأحداث التي منع الشعب والجيش والشرطة في ٣٠ يونيو حدوثها في مصر! هذا ما صنعته أمريكا لنشر الديمقراطية بالعراق.. هذا ما انتهت إليه واحدة من أغنى وأغلى الدول العربية.. كان الدور على مصر، لولا عقيدة الجيش المصري الرائعة الراسخة.. مصر هي الجيش والجيش هو مصر. لا يوجد بيت قوي بدون رجل، والوطن هو بيت يحميه كل رجال مصر من الشباب ومن الكهول ومن الشيوخ، بل ومن النساء اللاتي كشفن ومارسن رجولة ووعيا بالدور الوطني، غير مسبوق في التاريخ المصري كله ربما.

تستعد بغداد لاحتمالات السقوط، بينما تنظر أمريكا صانعة المأساة في كل الخيارات، عدا إرسال قوات برية ! من قبل أرسلت وحشدت لكي تدمر وتقتل وتفتت.. حلف الأطلنطي أعلن أنه لا دور له في العراق، كأن إرهاب داعش ليس هو إرهاب القاعدة وطالبان في أفغانستان ! وبريطانيا تمطعت وقالت إنها سترسل مساعدات إنسانية، لكنها لن ترسل قوات.. 

من قبل أرسل بلير رئيس وزراء بريطانيا العمالي الأسبق الشهير بكلب بوش، قوات شاركت في عملية تدمير العراق لبناء ديمقراطية نموذجية في المنطقة.. حسنا، النموذج رائع في ليبيا، بعد جراحة دموية غربية.. والنموذج مبهر في سوريا، بعد تسليح الخونة من الجيش الإرهابي بدعم عربي غربي للأسف، والنموذج مدهش في السودان المقسمة، ولاتزال تحت التقسيم والتفتيت.. ومجلس الأمن الذي سمح بغزو العراق بحثا عن أسلحة دمار شامل، لم يجدها أحد حتى الآن، دعا الأطراف إلى حوار وطني، وفرنسا متعاطفة مع المأساة ليس أكثر !

هذا وزننا عندهم، يهرولون إلى الخراب والهدم وفتح الأبواب أمام الإرهاب، وحين يتركونك في العراء، واجه الذئاب وحدك.. تحركات عسكرية سريعة وقصيرة المدي لوقف داعش، هو أقصى ما سيفعله الرئيس النحس على العالم المدعو أوباما، بعد أن ألقي اللوم على تصرفات الشيعة ضد المعتدلين من السنة، والمعروف أن الإدارة الغبية الأمريكية هي من أعادت بناء تركيبة الحكم، لتمكين طائفة مهما زادت عددها إلا أنها كانت تحكم ولاتزال على طريقة المرحوم مرسي، طريقة الأهل والعشيرة، ومن ثم بات المالكي الشيعي موصوما بالتحيز والعجز عن إدارة مدرسة أو حتى إدارة نفسه، فكيف يدير وطنا اشتهر بالشقاق والعراك.

أين مصر وما المراد لها من سيناريو الدم المرسوم؟ لو سقطت بغداد وأجزاء كبيرة من سوريا وتمدد الخطر الإرهابي المتفرع من تنظيم القاعدة، سوف تصبح الكويت في مرمى الإرهاب، ومعها دول الخليج، ومع عقيدة "مسافة السكة" بين مصر والشقيقات الخليجيات، ومع الخطر المحتمل من ناحية ليبيا على حدودنا الغربية، يصبح من الضروري التعجيل بتفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك، ومواجهة المخطط الأمريكي، صانع الفوضي، بتأليب العرب على العرب، والمسلمين على المسلمين، ليتفرج الغرب ويقول.. آسف، خذوا سلاحا اقتلوا به بعضكم البعض، لكننا لن نرسل قواتنا لتموت، موتوا أنتم.. عمل عربي موحد.

ثقافة ذبح البشر كما الدجاج، هي الصورة الأحدث للإسلام الآن في العالم، وهي ماكان مكتوبا لنا، لولا جيشنا المؤمن بمصر فوق الجميع، فلم يفر من الميدان، كما فعل جيش الميليشيات في العراق. الموقف، باختصار، خطير، ومرعب، ومعقد، وعلينا الالتفاف حول مصريتنا وقيادتنا وعروبتنا.
الجريدة الرسمية