رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في مستشفى نبروه المركزى


لا شك أن المستشفيات ودور العلاج تحافظ على صحة المواطنين وخصوصا المستشفيات الحكومية والتي يلجأ إليها عامة الشعب من غير القادرين أملا في الشفاء ولكن من الصعب أن نتوقع أن المكان المخصص لعلاج الناس وإنقاذ أرواحهم يمكن أن يشكل تهديدا على حياتهم يوما ما.

في يوم الخميس 19 من يونيو الساعة الخامسة مساء دخول أحد المصابين إلى مستشفى نبروه المركزى للعلاج من إصابته إثر مشاجرة في مدينة بهوت ولم يلبث المصاب أن يتلقى الإسعافات وإذ بسيارة نصف نقل تحمل أوانى نقل البان وبها ستة أفراد ينزلون أمام البوابة الرئيسية للمستشفى ويوزع عليهم قائدهم السلاح وهو عبارة عن عدد من السنج والمطاوى التي تستخدم في المشاجرات يدخلون المستشفى ولا يستطيع أمين الشرطة مقاومتهم ثم اتجهوا إلى الاستقبال وقاموا بتكسير زجاج المستشفى وقاموا بالاعتداء على المصاب أمام الأطباء العزل دون مقاومة وبعدما انتهوا من مهمتهم والأسلحة في أيديهم تقطر دما قاموا بمغادرة المستشفى في هدوء تام وخطوات واثقة ثم استقلوا سياراتهم النصف نقل والشهود هم أطباء المستشفى وسكان المنطقة والتي كانت الجريمة محل الحديث في الأيام الماضية. 

المثير للتعجب أن هذه الحادثة ليست الأولى في مهاجمة مستشفى نبروه المركزى فقد حدث ذلك من قبل وبنفس السيناريو حتى تملك الخوف من العاملين بالمستشفى من كل حالة ترد إليهم يتوقعون بعدها هجوما تتريا لأفراد لا يعرفون قانونا إلا قانون الغاب ينفذون أحكامهم بأيديهم دون الاعتراف بوجود دولة ولا وجود رادع لهم.

فلنتصور معا شكل العمل داخل هذه المستشفى تحت تهديد السلاح والخوف من كل قادم لهم أو سيارة تقف أمام المستشفى فلنتصور كيف يقوم الطبيب بعمله وسط هذه التهديدات كيف يمكن علاج المرضى وتقديم الخدمة الصحية في هذه الظروف كيف يمكن لأمين الشرطة مهما كان تسليحه أن يقاوم ستة من البلطجية يهاجمون مستشفى وهو لا يستطيع استخدام سلاحه لأن باستخدام هذا السلاح سيقولون إن الشرطة تقتل المواطنين.

إذن حتى رجل الشرطة المسلح للأسف لا يستطيع أن يقوم بواجبه لأنه لا يستطيع تدارك آثار استخدام سلاحه على نفسه أو على جهاز الشرطة ككل أو على أسرته من بعده لذا التزم الصمت وليس له للأسف خيار آخر.

هذا الموضوع ليس في مستشفى نبروه المركزى فقط وإنما بصمتنا عما حدث سيتكرر مرات عدة في مستشفيات أخرى وبنفس السيناريو.

إننا الآن نقيم دعائم الدولة ونفرض حدود سلطانها على كل من تسول له نفسه تجاهل القانون وتنفيذ مآربه بعيدا عن طريق العدالة.. لابد من الضرب بيد من حديد على المفسدين في الأرض والخارجين عن القانون. 
الجريدة الرسمية