رئيس التحرير
عصام كامل

غباء أمريكي!


باستثناء الفخ الذي نصبته أمريكا للاتحاد السوفيتى في أفغانستان أخفقت السياسة الأمريكية في كل أنحاء العالم فيما بعد وخاصة المناطق الساخنة منه.


أخفقت السياسة الأمريكية بتورطها في أفغانستان ثم فيما بعد في العراق.. في الأولى ساعدت إيران على التخلص من قوى مناهضة لها وفى الثانية مكنت إيران من السيطرة على العراق.

وأخفقت السياسة الأمريكية في الرهان على تيار الإسلام السياسي وتحديدًا على جماعة الإخوان في السيطرة السياسية على المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية.. وانتهى الأمر بدعم القوى والجماعات المتطرفة مثلما حدث في سوريا والعراق.

كما أخفقت السياسة الأمريكية في إيذاء روسيا عبر عدد من جيرانها كان آخرها أوكرانيا لتعطيلها حتى لا تستعيد نفوذها الدولى.. مثلما أخفقت السياسة الأمريكية في كبح جماح الصعود الاقتصادى للصين التي تتأهب لأن تتساوى في إجمالي الناتج القوى مع أمريكا.

هذا يشي بأن السياسات الأمريكية اتسمت بالغباء دومًا وسوء الحسابات.. والغريب أن هذا الغباء حدث رغم أن الأمريكان لديهم مجموعة كبيرة من مراكز الأبحاث التي تقتل أي قضية أو أمر بحثا ودراسة.. وهذه المراكز هي التي تصوغ في الأغلب السياسات التي ينتهجها أي رئيس أمريكى وتحضر لأي قرارات تتخذها أي إدارة أمريكية.

لعل السبب المباشر لذلك أن تلك الأبحاث والدراسات يشوبها غالبًا المصالح.. وتحديدًا مصالح القوى الاقتصادية الضخمة والعملاقة التي تحتكر الحياة الاقتصادية في العالم كله.

إنها دراسات تفصيل وأبحاث غير موضوعية ولذلك تتمخض في النهاية عن مقترحات للإدارات الأمريكية يكون تطبيقها كارثيًا ويأتى في الغالب بنتائج عكسية لما كانت هذه الإدارات تستهدفه.

هو إذن غباء سياسي أمريكى.. لكنه غباء متعمد وممنهج تقوده مصالح اقتصادية لا تكترث إلا بتعظيم أرباحها فالتخريب والتدبير يعقبه عادة عملية إعادة بناء، وهذه العملية مربحة دائمًا.
الجريدة الرسمية