جون كيري: علاقات أمريكا ومصر «إستراتيجية».. واشنطن تدعم القاهرة في حربها على الإرهاب.. طائرات «الأباتشي» ستصل في أسرع وقت.. خبراء عسكريون: وزير الخارجية الأمريكي أدرك أن مصر«ر
شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تجاذبات عديدة وصعودًا وهبوطًا، كما تعرضت للعديد من الأزمات بعد ثورة 30 يونيو، وتفاقمت بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، علقت الولايات المتحدة الأمريكية جزء من مساعدتها العسكرية والاقتصادية لمصر.
وتوترت العلاقات أكثر بعد وصف بعض المسئولين الأمريكين، أن ما حدث في 30 يونيو كان «انقلابا عسكريا»، بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى التصريح بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان بحق مصريين.
علاقات استرتيجية
وبدأ الموقف الأمريكي يتغير تجاه مصر بعد المجهود الذي بذله وزير الخارجية السابق نبيل فهمي، ومع أول زيارة وصفت «بالمكوكية» لمسئول أمريكى لمصر، بعد تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، صرح جون كيري، وزير خارجية أمريكا في مؤتمر صحفى مع نظيره المصري سامح شكري، الأحد، أنه جاء إلى مصر، للتأكيد على متانة الشراكة بين واشنطن والقاهرة وللتشاور حول الأوضاع المهمة بالمنطقة وخاصة في العراق وليبيا.
وأكد وزير الخارجية الأمريكى، حرص الولايات المتحدة الأمريكية على علاقتها مع مصر، ووصف العلاقات الأمريكية المصرية «بالعلاقات الإستراتيجية» والتي تقوم على التفاهم والمصالح المشتركة ومواجهة الإرهاب.
«الأباتشي» في الطريق
وقال «كيري»، إن طائرات الأباتشي الأمريكية العشرة ستصل مصر في أسرع وقت لأنها ستساعد مصر على مواجهة الإرهاب.
وحلل مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين، التحول في الموقف الأمريكى من مصر، ووصفوه بأن الولايات المتحدة أدركت أن مصر هي «رمانة الميزان» في المنطقة العربية، والشرق الأوسط.
المسار الديمقراطى الصحيح
قال اللواء يسرى قنديل، الخبير الإستراتيجي، رئيس مخابرات القوات البحرية في حرب 6 أكتوبر، «إن مصر تسير في الاتجاه الصحيح وأن العالم أجمع يقف مع مصر ضد حربها على الإرهاب والقضاء عليه».
وأضاف «قنديل»، في تصريحاته لـ«فيتو»، «تأكد للعالم أن مصر تبنى لدولة عصرية حديثة، قائمة على أسس ديمقراطية بدأت بدستور ثم انتخابات الرئاسة وقريبا انتخابات مجلس النواب».
وأشاد الخبير الإستراتيجي، بحفل تنصيب رئيس الجمهورية، قائلا: «التنصيب العصرى كان نموذجا لتسليم السلطة بطريقة سلمية، وبحضور وفود من كل دول العالم وكلها أمور جعلت العالم كله يتوجه لنا، خاصة في وجود هذا الحكم الذي له قبول غير مسبوق، يجعل الولايات المتحدة الأمريكية من مصلحتها تحسين علاقاتها مع مصر».
«السيسي» يقضى على الإرهاب
ولفت «قنديل»، إلى أن عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط ليس في مصلحة أمريكا، لأن واشنطن تدرك ذلك وتخشى امتداد العمليات الإرهابية، وتهاجمها هي وعدد من الدول الغربية، مثلما كان في أحداث 11 من سبتمبر، وما تكبدته أمريكا من خسائر مادية وبشرية نتيجة تلك الهجمات، ووجدت في الرئيس السيسي رجل مبشر سينهض بالبلد ويقضى على الإرهاب.
أمريكا عادت لرشدها
وأكد اللواء محمد على بلال، الخبير الإستراتيجي، قائد القوات المصرية في حرب الخليج، أن الموقف الأمريكى من مصر يتأثر بموقف الدول العربية وخاصة موقف المملكة العربية السعودية، فبعد زيارة العاهل السعودى الملك عبد الله لمصر، تحددت بعدها مباشرة زيارة وزير خارجية أمريكا المفاجأة لمصر.
وأردف «بلال»، أن تلك الزيارة عودة أمريكا لرشدها وبداية اعتراف منها بأن ما وقع في مصر هو ثورة شعبية، وراجعت موقفها من مصر وتعود للمسار القديم.
أمريكا تحتاج مصر
وتعليقًا على وصف «كيري» للعلاقات المصرية الأمريكية بالعلاقات الإستراتيجية قال الخبير الإستراتيجي، «أمريكا تحتاج مصر مثلما تحتاج مصر لأمريكا وأكثر، فبلادنا دولة محورية، واسترتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وكل المنطقة تتأثر بما يحدث في مصر، وبالتالى التوقف البسيط في العلاقات بين مصر وأمريكا كان لوقت محدد، وبعدما عاد العالم لمصر مرة أخرى وأفريقيا عادت لمصر».
وأشار «بلال»، إلى أن عودة العلاقات الأمريكية المصرية كان أمرا متوقعا وكانت هناك بوادر عدة منها في المناورات العسكرية المصرية الإماراتية والأمريكية على السواحل السعودية بالبحر الأحمر.