رئيس التحرير
عصام كامل

الغنوشى.. تخلى عن طموحاته الأدبية ليؤسس تونس الإسلامية

 راشد الغنوشى زعيم
راشد الغنوشى زعيم "حركة النهضة"،

"لن نفرط فى السلطة" بهذه الجملة تحدث راشد الغنوشى زعيم "حركة النهضة"، فى حالة من استعراض للعضلات قامت بها النهضة فى تونس بحشد جماهيرها فى الشارع التونسى تأكيدا لرفضها تشكيل حكومة تكنوقراط، التى أعلن حمادى الجبالى رئيس الوزراء عن تشكيلها.


الغنوشى الذى عاد إلى تونس فى أعقاب الثورة على طريقة الخومينى، ليقبع وحركته على قلوب التونسيين، ويغير مسار الثورة التونسية إلى حلمه السابق بتونس الإسلامية.

وبرغم أحلامه وتمنياته إلا أن حلم الغنوشى فى شبابه لم يتجاوز أن يكون روائيا، يصنع أحداث ويحرك شخوصه وفقا لرؤيته، وبين صحفى ينقل الأحداث ويتابعها، ويكون له دوره فى الأحداث أيضا، لكن تمر السنين ويصبح الغنوشى زعيما للحركة الرئيسية فى تونس الآن.

وبرغم التغييب الكبير الذى أصاب الحركة فى تونس، وهروب الغنوشى من أحكام قضائية وصلت للسجن مدى الحياة فقد استطاعت "حركة النهضة" ذات الارتباط الوثيق بجماعة الإخوان المسلمين القفز على السلطة فى تونس.

الغنوشى عضو فى التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين، زار مصر ومكتب الإرشاد، بعد الثورة، وكانت زيارته الأبرز التى القى فيها الرئيس محمد مرسى خطابه الشهير بميدان التحرير، وكان الغنوشى حاضرا.

وراشد الغنوشى من مواليد 1941 بالحامة فى ولاية قابس، هو نائب رئيس الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين، إضافة إلى كونه زعيما لحزب النهضة.
وقد تمت محاكمة الغنوشى عدة مرات على يد النظام التونسى السابق، فتمت محاكمته عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاما، ثم حوكم عام 1987 حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفى 1991 صدر عليه حكم غيابى بالسجن مدى الحياة، وفى 1998 حوكم غيابيا بنفس السابق.

وبعد خروجه من السجن لجأ إلى الجزائر وبقى فيها هو وأنصاره إلى أن دخلت مرحلة الاضطراب ولذلك انتقل إلى ليبيا وبقى فيها شهراً وبعدها ذهب للسودان ومكث فيها بضعة أيام. وبعد ذلك طلب اللجوء للمملكة المتحدة وذهب إليها.

وقد مُنع من دخول الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والسعودية وإيران فى بداية القرن الجارى، ثم بعد الثورة التونسية رفض هذا القرار اعتمادا على أنه تلفيق من نظام الرئيس زين العابدين بن على.

ليعود الغنوشى إلى تونس بعد أكثر من 21 عام من اللجوء السياسى ببريطانيا، لتبدأ مرحلة جديدة فى حياة زعيم حركة النهضة، وبين صعود وهبوط وسجالات متنوعة، إلى أن جاءت الحادثة الأكبر التى غيرت أوضاع المعادلة فى تونس، وهى اغتيال الراحل "شكرى بلعيد"، والتى كانت بمثابة الكارثة الكبرى بالنسبة للتونسيين ووجهت الاتهامات للنهضة بالضلوع فى قتله، بل ان زوجة بلعيد اتهمت راشد الغنوشى كونه زعيما للنهضة بقتله، إلا أن الغنوشى اتهم الثورة المضادة بالضلوع فى قتله، بل وأضاف:" يعتقدون أن الثورات تصنع بالسيناريوهات و أن هناك بوعزيزى جديدى هو شكرى بلعيد, وأن هناك بن على جديد وهو الغنوشى لتقوم ثورة جديدة وهذه سذاجة كبيرة".

وحذر مكتب النهضة من أنه سيقاضى كل من يوجه تهمة اغتيال بلعيد إلى الشيخ الغنوشي، الذى بدأ وحركته فى مرحلة جديدة من الغرور السياسى دفعته للقول بأن كسر النهضة بمثابة كسر للعمود الفقرى لتونس، وأن "بن على" حينما اتجه لاستئصال النهضة انهار المجتمع والقوى الوطنية وامتدت اليد للجميع، معتبرا أن اغتيال بلعيد جزءا من مسار التآمر على الثورة ، وضد الحكومة الائتلافية التى تقودها النهضة ، وأن الرصاصات موجهة لصدر النهضة والثورة ولكل مناضل من أجل الثورة.
الجريدة الرسمية