ردود الفعل حول زيارة جون كيري.. مسئول سابق: خطوة في طريق علاقات جديدة مع واشنطن.. بكري: لست متفائلًا وأمريكا قلقة من تقارب مصر مع دول الخليج..على حسن: أمريكا تريد تنصيب فخ في العراق
تباينت ردود فعل
الشارع السياسي حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة أمس الأحد،
وقال سياسيون وخبراء إن الزيارة هدفها الضغط على مصر لتتدخل في شئون العراق، إلى
جانب توضيح موقف أمريكا بشأن مساعداته لمصر، وعلاقتها بميزانية الولايات المتحدة
الأمريكية.
وخلال المؤتمر الذي
عقد في أحد فنادق القاهرة، بحضور وزير الخارجية المصرى سامح شكري، قال كيري إن
"الولايات المتحدة مهتمة جدا بفكرة العمل بالتعاون الوثيق مع الحكومة المصرية
الجديدة لتجري عملية الانتقال بالطريقة الأكثر سرعة ومرونة...
الحكم الجديد
وقال السفير رؤوف
سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكى إلى القاهرة،
لها دلالات عديدة أهمها أن الإدارة الأمريكية تريد أن توحي بأنها تسعى إلى إقامة
علاقات طبيعية مع الحكم الجديد في مصر بعد تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف: هناك نظام
حكم وإرادة شعبية في مصر سيحكمون مسار العلاقات الأمريكية المصرية.. وتابع، إن
الإدارة الأمريكية أدركت أن غياب مصر عن منطقة الشرق الأوسط يعود بأضرار جسيمة
عليها، ما يؤثر على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن
الولايات المتحدة الأمريكية أيقنت خطورة الخلط بين السياسة والدين، على الرغم من
ارتباطها بجماعة الإخوان الإرهابية.
قضايا المنطقة
من ناحيته، توقع
مصطفى بكرى، البرلماني السابق، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، أن تتناول زيارة وزير
الخارجية الأمريكى للقاهرة، قضايا المنطقة، وفى مقدمتها قضية العراق، بعد أن
اختلفت وجهتا النظر الأمريكية والمصرية، بشأن العراق، وبات من الصعب أن تتلاقى في
الوقت الحالي - وفق قوله.
وأضاف أن:
"الولايات المتحدة أعلنت أنها قد تلجأ إلى ضربات جوية، لمحاربة داعش في
العراق، ولن تغزو العراق بريًا، كما حدث من قبل، إلا أن مصر ترفض ذلك وتصمم على
الحوار، كحل وحيد لإنهاء الأزمات".
قلق من التقارب
الأمريكي الإيراني
وتابع: "واشنطن
ترصد قلق القاهرة والخليج من التقارب الأمريكى الإيرانى، فيما يخص الأزمة في
العراق، وتحاول الوصول إلى حل وسط يرضى جميع أطراف الأزمة، بمشاركة الإدارة
المصرية".
وواصل البرلماني
السابق "لست متفائلًا بزيارة كيرى، فأمريكا لم تعودنا على التفاؤل، ولكن لا
توجد عداءات مستمرة، ولا صداقات مستمرة، وإنما دائمًا تتحكم المصالح في العلاقات
بين الدول".
فخ في "العراق"
أما الدكتور عمار
على حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، فحذر الدول العربية، من
الانسياق وراء "الفخ" الذي تنصبه الولايات المتحدة في العراق، لتقضي على
قوتهم تمامًا، كما فعلت مع الاتحاد السوفيتي، الذي استدرجته إلى حرب خاسرة في
أفغانستان وقضت عليه نهائيًا.
المياه الدافئة
وأوضح حسن، أن
الولايات المتحدة استدرجت الاتحاد السوفيتي من خلال دعوة الحزب الشيوعى الأفغانى
لها لدخول الأراضي الأفغانية والوصول إلى المياه الدافئة، ليجد الاتحاد نفسه
محاصرًا بحروب لا تنتهى، أفقدته قوته للأبد، وانهار بعدها".
وأضاف "الخاسر
الوحيد من هذه الحرب، وسقوط الاتحاد السوفيتى، هي الدول العربية والإسلامية، بعد
أن بدأت أمريكا تبحث عن عدو جديد تحاربه، لتحافظ على قوتها العسكرية، فوجدت في
المسلمين عدوًا هامًا، والآن تحاول أمريكا استدراج العرب والمسلمين إلى حرب مذهبية
بين السنة والشيعة، ومقر الحرب هو العراق، لتقضى عليهم جميعًا، وتفوز بالبترول،
وتبحث عن عدو جديد، وتستمر اللعبة الأمريكة، للسيطرة على العالم".
غياب مصر سبب تفاقم
أزمات العرب
من جانبه، اعتبر
السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن غياب مصر عن الساحة العربية في
الفترة الماضية، ساهم في تفاقهم أزمات عديدة في مقدمتها الأوضاع في سوريا، مؤكدًا
أن غياب الإرادة المصرية القوية، والريادة المصرية تسبب في تفاقم أحداث العراق
الأخيرة.
وأوضح هريدى، أن
عودة مصر إلى مكانها الطبيعى، رائدة للعرب، ليست هبة يمن بها الغرب على مصر، وإنما
دور تاريخى اعتادت مصر على القيام به، ويساعدها الغرب الآن، ليتمكن من إعادة
الهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط.
يشار إلى أن جون
كيري تحدث عن "التحديات الهائلة" التي تنتظر مصر في انتقالها نحو
الديمقراطية، وقال: إن بلاده تعلق آمالا كبيرة على تطوير العلاقات مع مصر والتعاون
معها في تحقيق الأهداف المشتركة لدعم العلاقات الثنائية ومواصلة العلاقات
الإستراتيجية لأثرها الإيجابي على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن
مواجهة التهديدات المشتركة كظاهرة الإرهاب.
المباحثات تتناول
قضايا مختلفة
وقال المتحدث الرسمي
باسم وزارة الخارجية: إن الوزير استهل المقابلة بالترحيب بكيري والوفد المرافق،
وأكد على أهمية العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات استنادًا إلى
الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية وتفهم حقيقة
الأوضاع والصورة الصحيحة لما يحدث في البلاد من عملية تغيير مجتمعي في إطار بناء
نظام ديمقراطي حقيقي يعكس إرادة الشعب المصري.
وأضاف: إن المباحثات
بين الوزيرين والوفدين المرافقين ركزت على أوجه تطوير العلاقات الثنائية في إطار
عملية التحول الجارية في مصر وإسهام الولايات المتحدة في دعم هذه العملية من خلال
تقديم الدعم الاقتصادي وغيره من أشكال الدعم.
وأوضح المتحدث أن
المباحثات تناولت عددًا من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين وفي مقدمتها القضية
الفلسطينية والأوضاع في العراق وتطورات الأزمة السورية، فضلًا عن الأوضاع الراهنة
في ليبيا.
وقد أكد شكري على
الموقف المصري الخاص بأن يتم استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية استنادًا
إلى مرجعيات عملية السلام وأن تتم عملية التسوية وفقًا لمبادئ الشرعية الدولية
وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالوضع
في العراق، شدد الوزير شكري على ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة العراقية وسلامة
أراضيها وإشراك كافة القوى الوطنية العراقية في تحديد مستقبل البلاد والتصدي
للتحديات القائمة من خلال مواجهة قوي الإرهاب والتطرف.
ولفت إلى أن سامح
شكري أكد خلال المباحثات على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة
أراضي الدولة ويحقق تطلعات الشعب السوري في بناء ديمقراطية تعددية معربًا عن قلق
مصر من تصاعد وتيرة العنف بالمنطقة.. ولفت إلى أن الوزيرين اتفقا خلال جلسة
المباحثات على الأهمية البالغة لتكثيف التشاور المشترك بينهما تجاه هذه القضايا
الإقليمية وتعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة ظاهرة الإرهاب وتحقيق الاستقرار
في المنطقة، وشدد الوزير كيري في ختام المباحثات على الأهمية البالغة لدور مصر
الإقليمي.