رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريو العراق فشل في مصر!


السيناريو الذي ينفذ هذه الأيام على أرض العراق، كان معدا للتنفيذ في مصر، بل وتم اتخاذ خطوات عديدة على طريق التنفيذ تحت حكم الإخوان.. ولولا انفجار الثورة الشعبية في يونيو بمساندة القوات المسلحة لحدث ما يجري الآن في العراق من اقتطاع أجزاء من الدولة وإقامة ما يسمي بدولة الخلافة التي يحكمها الإرهابيون.

ولأول مرة في التاريخ تتمكن جماعة إرهابية من اقتطاع أجزاء من الوطن العراقي وتعلن أنها تتجه نحو العاصمة بغداد لإقامة دولة الخلافة التي ستمتد إلى سوريا ثم باقي الدول العربية.

لم يجد الإرهابيون مقاومة تذكر لفرض سيطرتهم على ثلاث مدن بعد هروب الضباط والجنود مما مكنهم من الاستيلاء على أسلحتهم واستخدامهم في الانقضاض على المدن الأخري، وكان انهيار الجيش مقدمة لانهيار العراق كله.

نفس المخطط كان معدا لتنفيذه في مصر، عندما استقطبت سيناء جحافل الإرهابيين من أفغانستان وباكستان خشية من اتجاهم إلى أمريكا وأوربا والقيام بعملياتهم الإرهابية وتجنيد مواطنيها، خاصة بعد أن انضم لتنظيم «داعش» وحده ١٢٠٠ من أمريكا وبريطانيا وألمانيا.. وتشير تقارير مراكز الأبحاث إلى أن أضعاف تلك الأعداد انضمت إلى «القاعدة»، ومنهم من يفجر نفسه بقناعة كاملة أنه يرضي الله ورسوله ويساعد على إقامة الدولة الإسلامية.. التي تنفذ الآن قوانينها الخاصة في محافظات العراق «المحررة!».. بإعدام أي شخص بمجرد الشبهات.. وإباحة جهاد النكاح.. والتطهير العرقي ضد الشيعة والأكراد.. وكل من يخالفهم الرأي.

وكانت سيناء وفق المخطط الأمريكي الأوربي تمثل موقعا متميزا لإقامة إمارة إسلامية تجذب الإرهابيين في كل مكان.. وتبعد عن المواطنين الأمريكيين والأوروبيين صراعا مزعجا.. وهو ما لم يتعارض مع سياسة جماعة الإخوان التي كانت تحكم مصر ولا تعترف بالأوطان، ولعلنا نتذكر عبارة مرشدها السابق «طظ في مصر».. لذلك كان ترحيب الإخوان بتمكين الجماعات الإرهابية من دخول سيناء وتشكيل ميليشيات مسلحة كنواة لإقامة جيش تكون مهمته الحرب ضد القوات المسلحة المصرية.

وفي إطار تنفيذ هذا المخطط أفرج مرسي عن المسجونين بأحكام قضائية بعضها بالإعدام أو بالسجن المؤبد وسمح لهم بالإقامة في سيناء وتشكيل وحداتهم القتالية.. وعندما كانوا يقومون باختطاف وقتل الجنود المصريين كان يوصي بالحفاظ على حياة الخاطفين والمختطفين.. ولأول مرة يساوي مسئول مصري كبير بين الضحايا والمجرمين الذين اختطفوهم.

وعندما سعي وفد أمريكي للاطمئنان من الرئيس الإخواني على أن الإرهابيين لن يهاجموا سفاراتهم في مصر.. كانت إجابته أن الجماعات وعدت بعدم اللجوء للعنف لأن في مصر حكومة إسلامية.

ولعلنا نذكر ما أعلنه القيادي الإخواني محمد البلتاجي أن العنف في سيناء سيتوقف عند عودة مرسي، لندرك مدي التنسيق بين الإرهابيين.. والإخوان لتنفيذ المخطط الذي فشل في مصر.. وينفذ في العراق....
الجريدة الرسمية