رئيس التحرير
عصام كامل

مندوب العراق بالجامعة العربية: "داعش" دخلت الموصل بمؤامرة

فيتو

  • أخطبوط داعش قادم لمصر ودول الخليج العربى
  • توحد الفرقاء العراقيين مفتاح إزاحة الإرهاب من العراق 
  • أي تدخل خارجي في العراق سيزيد الأمور تعقيدًا
  • العراق يدفع الآن فاتورة الحرب في سوريا
  • داعش تفكر في إنشاء إمارة إسلامية تمتد لدول الخليج 
  • الإرهاب أضحى عابرًا للدول
  • أوامر إلكترونية خاطئة وراء انسحاب الجيش ولم يعلم أنها مكيدة 
  • جماعة حازمون التابعة لحازم أبو إسماعيل تعمل في صفوف الإرهابيين
  • دخول مقاتلين إيرانيين مجرد حديث والأحاديث كثيرة 
  • من يساعد الإرهاب سيكتوي بناره إن آجلا أو عاجلا 
  • إذا تمكن هذا التنظيم الإرهابي فى العراق سيذهب إلى الدول الأخرى 

قال السفير قيس العزاوي، مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية، إن ما تعاني منه العراق الآن هو نتيجة للأوضاع المتأزمة والحرب الدائرة في سوريا، والتي حذر منها العراق مرارًا منذ بدء الأزمة.
وقال العزاوي في حوار له مع "فيتو"، إن العراق الآن يدفع فاتورة الحرب في سوريا، وإن منظمة داعش الإرهابية تفكر في إنشاء إمارة إسلامية، لا تقف حدودها عند العراق وسوريا بل تمتد لدول الخليج، مطالبًا الدول العربية بدعم العراق في أزمته للقضاء على الإرهاب الذي أضحى عابرا للدول.
ووجه العزاوي اتهامًا لجماعة حازمون، وأنصار بيت المقدس بقيام مقاتلين من بينهم بالقتال ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وفيما يتعلق بالموقف العربي، أشار إلى أن العرب أعلنوا تضامنهم مع العراق وإدانتهم للإرهاب القائم على أراضيها، وحول ما إذا كانت الإدانة كافية، قال ليت العرب يستطيعون القيام بأكثر من ذلك.
فإلى تفاصيل الحوار:

*بداية من المسئول عما يجري الآن في العراق؟
العراق منذ بدء الأزمة السورية، وهو يحذر من أن انعكاسات الأزمة ستكون على دول الجوار، وبشكل خاص على العراق، وحذرنا من مسألة التسليح سواء للنظام أو المعارضة، لأن هذه الأسلحة بالتأكيد - وهو ما حدث - ستقع في يد المنظمات المتطرفة، وهذه المنظمات هي التي أصبحت في قتال مباشر مع الجيش السوري الحر في سوريا، وحصلت على أسلحة نوعية من خلال سطوها على مخازن السلاح التابعة للجيش السوري، وبدأت تستخدم هذه الأسلحة في معاركها اليومية، وتدربت على مدى ثلاث سنوات، وسيطرت على مناطق الحدود، وبعد ذلك وصلت إلى داخل العراق، وهو مانعاني منه الآن.

*إذن يمكن القول إن العراق يدفع فاتورة الحرب في سوريا؟
بالتأكيد، ومنظمة داعش هي منظمة إرهابية وكلنا شاهدنا الأفلام التي وزعتها وظهر فيها أعضاء التنظيم وهم يفتحون بطن أحد الشهداء ويأكلون كبده بصورة تسيء للإسلام والمسلمين، وبعد تعيين أحد ضباط الجيش العراقي السابقين محافظًا على الموصل، ورفع علم العراق القديم، جاءت داعش لتقتل من رفع العلم، وترفع علم القاعدة الأسود، وبالتالي فهم ليس لهم صديق أو حليف.


*لكن موقف داعش في العراق يدفعنا للتساؤل كيف لم تستطع أن تجني شيئا على أرض الواقع في سوريا في حين أنه وفي أشهر قليلة جرى هذا الانهيار للقوى الأمنية العراقية؟
السبب أولا - وكما قال المسئولون العراقيون - أنه جرت مؤامرة، إذا صدرت أوامر إلكترونية خاطئة للجيش، على إثرها انسحبوا دون أن يعلموا أن هذه مكيدة، وبالتالي تدفقت جماعة داعش، وبطريقتهم المرعبة للسكان، وقتلوا مجموعة من المسئولين بقطع رقابهم في مركز المدينة، وهرب الناس هلعًا، ليجري هذا النزوح.
ومسألة الجيش وكيف ترك مواقعه، هي في الحقيقة ليست أول مرة في التاريخ تحدث، لكن الأهم أن الجيش استعاد المبادرة وأوقف تدفق جماعة داعش، الذين قالوا: سنحرر بغداد وسنذهب إلى كربلاء والنجف، ووقفوا عند حدهم، ففي صلاح الدين بدأت الحكومة العراقية استعادة مواقعها، وفي سامراء ذهب رئيس الوزراء واجتمع هناك، وفي بعقوبة، وديالى.

*العراق تعاني من الإرهاب منذ زمن طويل، وهذا يدفعنا للتساؤل حول ما إذا كانت داعش وحدها التي تعمل على الأرض في العراق في مواجهة الجيش، وماذا أيضًا عن الحديث بأن ما يجري ضمن تحركات للعشائر؟
في واقع الأمر، هناك بيئة معينة في بعض المحافظات لها مطالب، وبدأت عملية التفاوض حول تلبيتها، لتعزيز العملية السياسية، لكن لايمكن لأحد أن يبرر التعامل مع داعش بأي شكل من الأشكال، فداعش لا تؤمن بالدول أساسا، وهي تؤمن فقط بإقامة إمارة إسلامية في سوريا والعراق، والتدفق باتجاه الخليج العربي، وتريد أن تسقط كل هؤلاء باعتبارهم كفرة وأنها الوحيدة الولية على تطبيق الإسلام، وبالتالي لايمكن الوثوق في نوايا هذه المنظمة الإرهابية، وكل القيادات من أبوبكر البغدادي إلى غيره، وكل التنظيمات التي تقود داعش والنصرة، التي كانت موالية لأيمن الظواهري، والقاعدة هي مطلوبة دوليا.
وأعتقد أن هذه ليست هي الطريقة التي قد تعالج إشكاليات العراق، وهناك دستور يحتكم إليه العراقيون، جرى في استفتاء عام، وهناك العملية الديمقراطية والانتخابات التي جرت برعاية جامعة الدول العربية، الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة، وجميعها ذكرت أنها انتخابات شفافة ونزيهة، وهو ما يؤكد على أن هناك سبلًا أخرى غير سبل اللجوء إلى العنف.

*وما الذي يطلبه العراق من الدول العربية؟ 
الآن، العراق يطلب من الدول العربية أن تسانده في هذه الأزمة لأنها لا تهدد العراق وحده ولكن تهدد دول المنطقة ككل، لقد شاهدنا كيف أن الإرهاب عابر للحدود، وكيف أن داعش يعمل في صفوفها جماعة حازمون، التابعة لحازم صلاح أبو إسماعيل، وأنصار بيت المقدس، وغيرها من الجماعات؛ ما يؤكد لنا على أن هذا الأخطبوط الإرهابي يمتد عبر دول كثيرة، إذن نأمل من الدول العربية أن تعمل معنا عبر تبادل المعلومات الأمنية فيما بيننا لنتصدى لهذا الإرهاب الذي يهدد حقيقة كل الكيانات العربية.

*لكن هل تبادل المعلومات حول الإرهاب وحده كافٍ، أم أن العراق يطلب المزيد؟ 
لا يكفي، ويستدعي عملًا آخر، لكن هذا هو أضعف الإيمان، فينبغي من الإخوة العرب أن يقوموا بواجبهم نحو العراق، والحقيقة أن الجامعة العربية أصدرت بيانا تدين هذا الإرهاب وتعلن وقوفها إلى جانب العراق. ووزراء الخارجية العرب والأوربيون في أثينا، أصدروا بيانًا أدانوه فيه، ومجلس الأمن أدانه، وبالتالي فإن العرب مدعوون للوقوف مع العراق بشتى السبل التي يرونها مناسبة، والعراقيون قادرون على رد العدوان، وينبغي فى الحقيقة أن يكون هناك وفاق وطني على صد الإرهاب.


*خلال اجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة الأخير حول العراق خرج حديث عن اختلافات وصعوبة اتفاق، ما حقيقة ذلك؟
بالعكس، البيان الذي خرج عن الاجتماع، يؤكد أنه كان هناك اتفاق، وإجماع، فهناك دائمًا صعوبات في وجهات النظر، لكن النتيجة في البيان الذي خرج، والذي يدين الإرهاب، ويقف مع الجهود العراقية في صد هذا الهجوم الإرهابي، وهذا هو المطلوب. 

*وهل الإدانة وحدها كافية؟
ليت الدول العربية تستطيع أكثر من هذا !

*هل سنرى الجامعة العربية تعين مبعوثًا لها في العراق مرة أخرى، أو تعيد فتح مكتبها هناك من جديد؟
ليس هناك حتى الآن أي خبر حول هذا، ولا أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذه الدرجة، ففي تقديري هذه مرحلة وقتية، ومادام الفرقاء العراقيون قد اجتمعوا، فإذا جرى هذا، وحلوا المشاكل، نستطيع وحدنا صد العدوان وحل مشاكلنا العراقية.

*هذا يعني أن الموضوع غير مطروح الآن؟
هو بالفعل لم يطرح لا من جانب العراق، ولا من جانب الجامعة العربية، وقد نستطيع تجاوز هذه المحنة في أيام معدودة.

*ماذا عن مصر وما الذي يمكن أن تقدمه للعراق في الوقت الراهن؟
مصر عبرت عن تضامنها مع الشعب العراقي، والعراق، وأدانت الإرهاب، لأن البلدين يعانيان من الإرهاب، ربما ليس بنفس الدرجة، إلا أنه هناك معاناة حقيقية من عمليات العنف الإرهابية التي حاولت أن تقوض مؤسسات الدولة.

*ماذا عن إيران وهناك حديث عن تدخلها في العراق؟
أي تدخل في شئون العراق، أيا كانت جهته، سيعقد الأمور، شاهدنا التدخلات الخارجية في سوريا تعطل الأمور، الشعب العراقي قادر على مواجهة كل التحديات وكل الاختلافات البسيطة.

*لكن هناك حديثًا عن دخول مقاتلين إيرانيين؟
هذا كما قلت (حديث)، والأحاديث كثيرة، ولا أعتقد إلى الآن أن هناك تدخلات خارجية، فأي تدخل سيستدعي تدخلا خارجيًا آخر.

*استمرار أزمة سوريا هل يعني استمرار وانتشار أزمات العراق، وغيرها من دول الجوار؟
الأزمة في سوريا خطيرة جدًا، والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي السابق لسوريا، بمجرد بدء أحداث العراق، قال: هي نتيجة عدم حل الأزمة في سوريا، وكلنا كنا نقول هذا الكلام، ولم يصدق أحد، لكن الآن ما أن وقع الأمر، على الجميع أن يتضامنوا وإلا والله من يساعد الإرهاب سيكتوي بناره، إن آجلا أو عاجلا، وهذا التنظيم الإرهابي، إذا - لاقدر الله - تمكن في العراق، سيذهب إلى الدول الأخرى، فهم يؤمنون بإمارة إسلامية، تأتمر بأمرها القاعدة.
الجريدة الرسمية