رئيس التحرير
عصام كامل

عصابة إسرائيل تذبح أوباما


خلا خطاب الرئيس أوباما عن «حالة الاتحاد» يوم الثلثاء الماضى من مفاجآت، فهو وقف معظمه على قضايا أميركية داخلية، مثل بطء النمو الاقتصادى والزيادة المستمرة فى الدين الفيديرالى، مع التركيز على الطبقة المتوسطة فقد جعلها قضيته وهو يعد بأن تعود إليها فوائد تحسن الاقتصاد.


الرئيس أشار عرضاً إلى القضايا الخارجية فتعهد بالعمل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووى وبمواصلة الضغط على النظام السورى، وسنعرف إن كان له موقف جديد من عملية السلام عندما يزور إسرائيل (ورام الله وعمّان) الشهر المقبل.

يُفترض أن الخطاب هو أهم ما سنسمع من الرئيس فى ولايته الثانية، فهو حدد سلم أولوياته، وتبقى محاسبته على مدى السنوات الأربع المقبلة. ومع أهمية الخطاب فقد تناولته الميديا العالمية بشكل لا يترك زيادة لمُستزيد. وقررت أن أصبر وأرصد ردود فعل إسرائيل وأنصارها والمحافظين الجدد وأعضاء عصابة الشر الآخرين.

هم افترسوا الرئيس أو كادوا، وخبر فى موقع ليكودى أميركى إسرائيلى كان عنوانه «خطاب أوباما الأكثر خداعاً عن حالة الاتحاد» وهو شبّه الخطاب الطويل نسبياً بخطاب لكاسترو استمر سبع ساعات، وقال إن أداء الرئيس كان بذيئاً، وأنه يحارب الطبقة المتوسطة. بل إنه تحدث عن السياسيين الأثرياء فى واشنطن، وهم جميعاً المُرتشون الذين اشتراهم لوبى إسرائيل ووضعهم فى جيبه.

كان عنوان مقال آخر «عار الديموقراطيين» فيوم كان الرئيس أوباما يلقى خطابه لم يجد الموقع الليكودى غير الحديث عن قتل السفير الأميركى فى ليبيا، محملاً الديموقراطيين المسؤولية كأنهم قتلوه، مع أن إرهاب إسرائيل هو الذى أطلق كل إرهاب آخر فى الشرق الأوسط وخارجه.

رئيس «فوكس نيوز» روجر ايلز قال فى مقابلة مع «نيوريببلك» أن الرئيس أوباما مشغول بجعل الناس يكرهون بعضهم بعضاً، وهذا مع العلم أن محطة «فوكس نيوز» مفتوحة لأكثر الناس تطرفاً وحقارة وكرهاً فى أميركا.

«واشنطن تايمز» الإسرائيلية الهوى لم تجد فى خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد سوى أنه قائمة تمنيات الليبراليين. أقول أن الليبراليين على الأقل لم يشاركوا فى قتل مليون عربى ومسلم بموجب أدلة زُوِّرت عمداً.

مايكل غيرسون فى «واشنطن بوست» اختار يوم إلقاء أوباما خطابه أن يكون موضوعه «كلمات جورج دبليو بوش التى أنقذت الملايين».
بوش الابن لم يكن يُتقن التكلم بالإنكليزية، وأخطاؤه تضمها كتب تسخر منه، ومع ذلك فغيرسون رأى أن أهم شيء فى 12/2/2013 أن يُذكّر الناس بأن بوش الابن قال فى خطابه عن حالة الاتحاد سنة 2003 «الليلة أقترح خطة طارئة لمواجهة الإيدز، عمل رحمة يتجاوز كل الجهود الدولية لمساعدة شعوب أفريقيا ومنع سبعة ملايين إصابة جديدة بالإيدز» فى أفريقيا.

هذه الكلمات أنقذت سبعة ملايين أفريقي؟ عندى معلومة صحيحة فى المقابل هى أن عصابة إسرائيل والمحافظين الجدد واللوبى خطفوا السياسة الخارجية من الرئيس الأحمق وخططوا لتخوض الولايات المتحدة حروباً خسرتها كلها وقُتِل فيها (مرة ثانية) مليون عربى ومسلم، ودمر اقتصاد الولايات المتحدة والعالم معه.

فى «ويكلى ستاندارد» الناطقة بلسان عصابة إسرائيل قرأت: ها هو يعود إلى الكذب، وأيضاً: وعود لم تنفذ. وفى «ناشونال ريفيو» الليكودية كالمطبوعة التى سبقتها: قائمة الخداع فى (خطاب) حالة الاتحاد.

ريتشارد كوهن كاتب موضوعى عادة غير أن مقاله فى «واشنطن بوست» يوم إلقاء أوباما خطابه كان عنوانه «مبدأ أوباما، النظر فى الاتجاه الآخر» وهو انتقد عدم تدخل إدارة أوباما فى سورية. أسأل مَنْ يعطى الولايات المتحدة حق التدخل فى أى بلد وسياستها الخارجية فى أيدى لوبى إسرائيل وحلفائه من السياسيين الأميركيين الخونة؟ الشعب السورى وحده له حق إسقاط النظام، والمساعدة الوحيدة الشرعية والمقبولة هى من الدول العربية المعارضة لبطش النظام. لا أحد آخر له حق التدخل فى سورية أو أى بلد عربى آخر. مفهوم؟
نقلاً عن الحياة اللندنية
الجريدة الرسمية