رئيس التحرير
عصام كامل

إدارة الأزمات الاستراتيجية وحالة مصر


الإنسان المصرى الأصيل يتمنى لوطنه الخير والأمان كما فى معظم بلاد المعمورة، لكن مانراه من أحداث يعطى مؤشرات بأننا على الطريق الخطأ، وعلم إدارة الأزمات والكوارث له فوائده من أجل مواجهة الأزمات وحلها مبكرًا، وله أيضا وجه سيئ وهو (منهج الإدارة بالأزمات) والمفهوم الاستراتيجى له هو أن تعمل دولة معينة على تدمير الدولة التى لها تأثير كبير فى الإقليم الجغرافى الذى تنتمى إليه من الداخل بنشر الفرقة والحرب الأهلية فيدمر الشعب نفسه وبلده.

ومن المعروف تاريخيًا أن مصر هى قلب الوطن العربى (قال الملك فردريك الثانى ملك بروسيا فى الغزوة الصليبة الثانية على الشرق حوالى عام 850 ميلادية - بعد وفاة صلاح الدين الايوبى بـ 400 سنة-: إذا أردنا أن نسيطر على الشرق يجب أن نضرب فى القلب وأشار إلى مصر).

ومنهج التدمير من الداخل (الإدارة بالأزمات) سبق تطبيقه فى العديد من الدول ومنها ( الاتحاد السوفيتى السابق – يوغوسلافيا التى تم تقسيمها - الجزائر – السودان وهى عمق استراتيجى لمصر – وليبيا– وحتى العراق فبعد غزوها تحت غطاء وهمى من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فالتفجيرات ما زالت يوميًا ولا يوجد أمن ولا أى شىء وانقسمت العراق وحاليًا مصر وسوريا على طريق التدمير).

إذن ليس الغرض هو الديمقراطية بل التدمير ولقد قال(دافيد بن جوريون مؤسس دولة إسرائيل فى كتابه عن "العرب وإسرائيل" الأهم لإسرائيل هو تدمير كل من العراق وسوريا ومصر وهو أهم من امتلاك القنبلة الذرية).

فهل نقرأ التاريج ونتعلم من دروسه؟ وهل نرى الأحداث فى مصر طبقًا لعلم الإدارة الاستراتيجية للدولة أم أننا سنستمر فى تدمير مصر.

والسؤال الآن ماذا سيختار الإخوان والشعب المصرى وجميع التيارات السياسية لمستقبل مصر من السيناريوهات المحتملة الآتية؟؟

( السيناريو الأول )

أن يفهم الدكتور مرسى أنه رئيس لمصر وأن يفهم الإخوان أنهم مجرد أحد التيارات السياسية مثل غيرها ويعملون على لم الشمل والمصالحة الوطنية الشاملة ليشعر المصريون أن لهم رئيسًا لمصر كلها وعمل خطة مشاركة تشترك فيها جميع التيارات لتتوحد لبناء مصر وتجرية "نلسون منديلا" فى جنوب أفريقيا خير شاهد.

( السيناريو الثانى )

وهو أن تستمر حالة الصراع على السلطة بين الجميع كما هى الآن، وتنتهى بحرب أهلية مع تدخل أجنبى لتقسيم مصر أو لتكون مثل سوريا أو العراق أو ليبيا.

(السيناريو الثالث)

أن يقوم الشعب والجيش معًا بحركة تصحيحية(وليس بانقلاب عسكرى) لإنهاء النظام الحالى وحكم الإخوان واستدعاء دستور عام 1971م مؤقتًا وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسًا مؤقتًا للبلاد لبدء إعادة إصلاح الوضع الدستورى والقانونى، وإقامة توافق وطنى وخطة للعمل المشترك يُساهم فيها جميع التيارات لبناء مصر.

هل نحن وطنيون نعتز بمصريتنا ونعمل لبناء بلدنا..أم كل تيارسياسى هو تيار أنانى يسعى فقط لمصلحته؟ وفى هذه الحالة أقول للجميع البقاء لله فى مصر

 

 

الجريدة الرسمية