رئيس التحرير
عصام كامل

حزام السيد الوزير!!



لا ينكر جهود أبنائنا في الشرطة إلا جاحد ولا يغمض عينيه عن تلك التضحيات إلا كل مارق ولا ينفي حقيقة التطور الإيجابى في هذا الجهاز إلا كل ناكر غير أن الواقع يفرض علينا ألا نصمت أمام طريقة تفكير هي ذاتها نفس الطريقة التي كانت تدار بها الأمور وأحسب أن وزير الداخلية محمد إبراهيم سيتفق معنا حول ضرورة تغيير الصورة النمطية لرجل الشرطة وطريقة أدائه.

قال الوزير إن وزارته قررت إعادة الانضباط إلى الشارع وذلك بتنفيذ مواد قانون المرور خصوصا فيما يرتبط بالحزام والحديث في التليفون أثناء القيادة وعلي الفور انتشر أبناؤنا في كل شوارع وحواري القاهرة بل وأعلي الكبارى وعلى الطرق السريعة وهم في انتشارهم لا يرون إلا الحزام والتليفون .. لا يرون سيارات النقل الثقيل فيما تفعل من اغتصاب لحرية الطرق والشوارع والكباري ولا يرون تلال الرمال تنساب من تلك الشاحنات الضخمة تؤذى المارة وتؤدى إلى حوادث جمة.
ورجال المرور ينفذون تعليمات الوزير برقابة السيد المبجل "حزام أفندي" دون أن يروا ما تفعله دولة الميكروباص في شعب مصر المسكين ولا يرون احتلالهم للميادين والشوارع وخنقهم لكل زاوية مرور في قاهرة المعز التى أذلوها بما فعلوا ويفعلون بها يوميا وأيضا لا تري إدارات المرور ذلك الكائن المهين والمسمى توك توك .. لا يرونه علي الدائرى ولا يرونه في شوارع المهندسين ولا يرونه فى الطرق الرئيسية فهو كما هو "يبرطع"، كيفما يشاء وأينما يريد صاحبه.
ورجال المرور المشغولين بحزام الأمان في عاصمة تصل أقصى سرعة فيها عشرة كيلومترات في الساعة لا يرون الكارو الذى لايزال يهين هذا الشعب مرارا وتكرارا ولا يرون الدراجات البخارية التي تشق الطرق من كل حدب وصوب دون الالتزام بمساحة لها علي الطريق ولا يرون التاكسي وما يفعل بركابه من عدم التزام بتعريفة ولا بما يمليه عليه القانون من توصيل الزبائن أينما أرادوا دون مفاوضة أو دون رفض.
ورجال المرور المشغولين بالحزام لابد وأن يدركوا أن تضحياتهم الكبيرة رهن تطوير الأداء في الفترة القادمة وعليهم أن يعلموا أن مطالبات وزير الداخلية لا تحول بينهم وبين تطبيق روح القانون قبل تطبيق القانون والعمل الجاد من أجل تعميق فكرة الأمن الجنائى قبل أن نذوب فيما أضاع علينا فرصا ذهبية لتعاطى المواطن مع الأمن بشكل إيجابى.
الجريدة الرسمية