رئيس التحرير
عصام كامل

توكل كرمان والهجوم على الرئيس


هاجمت توكل كرمان الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث كتبت عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر "حين يفتقر رئيس مصر للبرنامج والفكر والرؤية الاستراتيجية فإن الكارثة الشاملة تكون قد حلت بالفعل".

دعونا نناقش ما قالت بهدوء دون أي تجاوزات فبالإشارة إلى موضوع البرنامج الذي تحدثت عنه كرمان والذي لم يقم بإعداده الرئيس وسؤالي هو ألم يقم الرئيس المعزول مرسي بعمل برنامج الـ 100 يوم لتحقيق النهضة وفشل لأنه لم يكن سوى أمل وتخيل لصورة وردية، فالبرنامج الرئاسي هو جزء وليس الكل وإلا كان النجاح حليف الرئيس المعزول.

وبالنظر إلى الفكر فالمنطقي الطبيعي ألا يقيم الناس بعضهم البعض إلا من يصلون إلى مرتبتهم العلمية والفكرية ومن يعلو عنها وإلا كان التقييم يصبح عديم الجدوى بالإضافة إلى عدم اقتناع المتلقي لأنه صادر ممن ليس له قدرة على التقييم والمفاضلة ولو أن الصفة الثورية تعطى الإنسان قيمة لكان كل ناشط يحمل فكرا ثوريا ما يجعله يشعر أنه نافس الله في الكمال ولكن في النهاية الكمال لله وحده.

وبالنظر إلى الرؤية الاستراتيجية كيف يمكن استكشاف العقل من بعد؟ مع أنها في النهاية رؤية؟ الكلمات الرنانة للأسف كثيرة وللأسف أيضا من يقولها يظن أنها توهم الآخرين بالعلم والخبرة والمهم قبل أن نتكلم أن نضع الكلام موضع الفعل وإلا كنا كمن يصيح وينادى وهو في مدرجات المتفرجين.

صدق الله في كتابه الكريم إذ قال "ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا “ الزخرف 32 وهي بالتأكيد درجات الحكمة وما يملكه الفرد من قدرات ومهارات التي تؤهل صاحبها لتبوء الدرجة التي تناسبه على سلم الحياة من حيث تبعيته للآخرين أم تبعيتهم له في ما وهبه الله إليه.

إن الاعتراف بمحدودية القدرات هو أساس العقل والحكمة فلا يكفي أن يقوم الفرد بإقناع نفسه أنه في أعلى درجات الحياة حتى يقتنع الآخرون بما يراه في نفسه وإنما لابد أن يشهد له الناس بذلك فعلا لا شعورا حتى يمكن أن يجد له أذانا صاغية.

وعندما نتكلم عن الكارثة فإن هناك كارثة حلت بالفعل وهي كارثة لكل من سمى نفسه ناشطا وناشطة لجلب منافع من الالتصاق بهذه الصفة فكما نجح أعداؤنا بما سموه الربيع العربي كان لزاما عليهم إقناعنا بالناشطين وعندما يصفقون لهم وتذكرهم المجلات الأجنبية ويضعونهم من الشخصيات المؤثرة ويحققون لهم الشهرة فهم يصفقون وينشرون الخلايا السرطانية في مجتمعاتنا بصورة تلقائية وتشجع الآخرين على فعل ذلك مما يؤدي بالجسم سريعا للفناء دون عناء.

لكل المغيبين الحالمين بالتقدير الزائف والشهرة..اتقوا الله في أوطانكم واتقوا الله في الناس واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله.

الجريدة الرسمية