في بيت فتحية العسال! (2)
بعد أن أشادت بمشروع سيناريو السهرة التليفزيونية الذي أعددته وبعد أن نصحتنا بأن لا نمتهن مهنة أخرى غير التأليف التليفزيوني انطلقت مبتهجا احكي ما قالته لكل من نلتقيه وبقي الحال كذلك حتى انشغلنا بالدراسات العليا بكلية الاقتصاد ولم نكملها حتى تفوقت الصحافة على الدراسات العليا وعلي الكتابة الدرامية وأخذتنا حتى الآن..
وحتى أوقات قريبة كنا نلتقي الكاتبة الراحلة فتحية العسال في مناسبات مختلفة..كلها وطنية لم تتخلف عن إحداها..مرة في مؤتمر بحزب التجمع هنا..ومرة هناك في وقفة احتجاجية ضد ضرب العراق..وهكذا..وظلت بعطاء بالغ وبليغ لا تتخلي عند عمل قومي أو وطني أو إنساني ولا تتهرب منه.. حتى اعتادت على خوض معركة الانتخابات البرلمانية كل دورة..
وكانت تعرف أكثر من الجميع أن معركتها خاسرة لا محالة أمام فتحي سرور أو مليارديرات كبار بعد رحيل سرور عن الدائرة.. لكنها كانت تؤمن بأنها في معركة سياسية وليست انتخابية وأنها مناسبات دورية للاحتكاك بالناس وتوعيتهم وتثويرهم للمطالبة بحقوقهم..وكانت تجوب دائرتها من شارع إلى حارة تخاطب الكبار والصغار..الرجال والنساء..بعمرها الذي يكبر يوما بعد يوم وصحتها التي تعتل أيضا يوما بعد آخر..ولكن..كانت دائما بابتسامتها المشرقة التي لا تفارق وجهها الطيب النقي..
رحم الله فتحية العسال..الكاتبة والأديبة والمناضلة الكبيرة..التي أحبت الناس واقتربت منهم..فأحبوها واقتربوا منها..رحمها الله رائدة من رائدات الدراما التليفزيونية الاجتماعية التي دقت أجراس الخطر مبكرا جدا عن قضايا تفاقمت واستفحلت الآن ولم ينتبه لأعمالها وقتها أحد..
خالص العزاء لأسرتها ولابنتها الفنانة صفاء الطوخي ولسائر محبيها في كل مكان.