رئيس التحرير
عصام كامل

جيش الاحتلال الإسرائيلي يستنفر جميع أسلحته للبحث عن 3 مستوطنين.. يحاصر الضفة الغربية ويشن غارات على غزة.. يقصف القطاع بزوارق البحرية.. اقتحام المنازل واعتقال أسرى محررين وسط صمت قطري وتركي وأمريكي

فيتو

تشهد الأراضي الفلسطينية هذه الأيام في الضفة الغربية وقطاع غزة عمليات قتل وإنزال قوات من الجيش الإسرائيلي واقتحام منازل وفرض حصار واعتقال أسرى محررين وغارات متواصلة من قبل جيش الاحتلال ردا على عملية اختفاء لـ3 مستوطنين من إحدى المستوطنات المحاذية لمدينة الخليل بالضفة الغربية.

إسرائيل تزعم اختطاف 3 مستوطنين

ورأى محللون أمنيون أن الحادث لم يسبق له مثيل ولم يكن متوقع ومثير للريبة ويوجد علامات استفهام كثيرة حول سيناريو العملية المزعومة من قبل الاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد نشر عدد من المواقع صور للشبان تثبت أنهم جنود بالجيش.

وأكد المحللون أن الإعلان عن اختفاء المستوطنين الـ 3 جاء بعد 12 ساعة من وقوع العملية المزعومة وهذا يعد وقتا كافيا لقيام جيش الاحتلال بفبركة مسلسل يصور أن هناك عملية خطف تمت في مدينة الخليل.

وأضاف المحللون أن الخطير في الحادث هو العثور على سيارة المستوطنين الثلاثة محترقة بالكامل على حدود المستوطنة المحاذية لمدينة الخليل ومن ثم هل يعقل أن تحترق السيارة بالكامل ولم يشاهدها الأمن الإسرائيلي طوال فترة الاحتراق.

وذكر المحللون أن وسائل الإعلام الفلسطينية أخذت تهلل لهذا الخبر كما لو كان صحيحا بنسبة 100% بكل عفوية وأصبح واقعا وانطلقت أماني الفلسطينيين تحلم بتحرير عدد من الأسرى في مقابل الإفراج عن المخطوفين.

منذ أقل من شهر توحد الشعب الفلسطيني تحت راية حكومة وحدة وطنية بعد عقد مصالحة فلسطينية بين حركتي حماس وفتح الأمر الذي أثار غضب الكيان الصهيوني الذي رأى في هذه الخطوة توحيدا للجهود الفلسطينة خاصة بعد أن نالت اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت عن استعدادها للتعامل مع الحكومة الفلسطينة الجديدة.

جاء رد فعل إسرائيل بعد عملية اختفاء المستوطنين الثلاثة وحشيا فبدأ الجيش الإسرائيلي باعتقال الأسرى الذين تم تحريرهم في صفقة شاليط واعتقل منهم 50 شخصا.


جيش الاحتلال يشن حملة على الضفة الغربية وقطاع غزة

استخدم جيش الاحتلال كافة أسلحته في عملية البحث عن المستوطنين وشن غارات على قطاع غزة واقتحم المنازل في الضفة وأشعل النيران وفرض حصارا على الخليل ومنع تحرك المواطنين وأصبحت العائلات تعاني من نقص في الغذاء والدواء وتوقف العمل.

ما يحدث من جرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل يتم وسط صمت دولي وعربي مخز بل على النقيض أخذت وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية في تصوير اختفاء الشبان الثلاثة بأنه خطف لفتية صغار السن على رغم أنهم جنود بالجيش رغبة في نيل استعطاف العالم وتبرير رد الفعل.

صمت قطري وتركي وأمريكي

الانتهاكات الإسرائيلية لم تلق نقدا من حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولا من أمير قطر تميم بن حمد ولم تعلق الولايات المتحدة الأمريكية حتى ولو بمطالبة حليفتها تل أبيب بضبط النفس.


مصر تطالب بضبط النفس

وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، الجانب الإسرائيلي بالتزام أقصى درجات ضبط النفس وعدم مواصلة تصعيد الموقف حتى يمكن احتواء التوتر المتزايد القائم بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي والحيلولة دون تفاقم الأوضاع بصورة يصعب السيطرة عليها لاحقًا.

وأكد المحللون أن عملية الخطف المزعومة لها أبعاد دولية لأنها تأتي في وقت تتزايد فيه دعوات دولية بمقاطعة المستوطنات الفلسطينة خاصة بعد موافقة الاتحاد الأوربي على وقف الاستثمار أو استيراد منتجات صنعت في تلك المستوطنات لذا فعملية الخطف بالنسبة لإسرائيل فرصة لتصوير المستوطنين على أنهم معرضون للخطف والقتل والظلم والانتهاكات.

وستجد إسرائيل في عملية الاختطاف ذريعة لترحيل المناهضين للاحتلال من الحركات المقاومة من الضفة المحتلة إلى قطاع غزة وقد تلجأ فيما بعد لاغتيالهم.
الجريدة الرسمية