رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الأب فكرة "بنت يتيمة" وجونسون احتفل به رسميا 1966

فيتو

سونورا سمارت دوود، هذه المرأة لم تخترع الذرة، ولم تجد علاجًا لمرض السرطان، هذه المرأة هي أول من أراد تكريم الأب رسميا، بالاحتفال به في يوم "عيد الأب"، وتعد هي صاحبة فكرة عيد الأب.


والسبب الذي جعل دودو تفكر في تكريم الأب حينما توفيت والدة دوود، بعد إنجابها طفلها السادس، فحرمت تلك الطفلة مع إخوانها من حنان الأم وعطفها، سنة تتبعها أخرى، ويمر عيد الأم من دون احتفال في منزل دوود، هذا المنزل افتقد الأم، اشتاق إلى عيش مشاعر الحنان، اشتاق إلى حضن الأمان، العائلة تمنت لو أنها تستطيع شراء وردة، هدية للعين الساهرة وحضن الأمان.
فكان الأب قدر هذه العائلة، رسم المناسبة واستحدث العيد، فكان من الممكن أن لا نحتفل به، لولا تلك الحادثة التي جعلت من والد تلك العائلة المعيل، المربي، والحنون، أو باختصار الأم البديلة.

أما لماذا يونيو؟
فالسبب أن عيد مولد والد سونورا هو في هذا الشهر، وتم الاحتفال بهذا العيد للمرة الأولى في 19 يونيو من العام 1910 في مدينة سبوكاين التابعة لولاية واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، تخلل الحفل دعوة عمدة المدينة إلى الاحتفال بعيد الأب بشكل رسمي سنويا.
 
كما دعت صاحبة فكرة العيد جميع المشاركين في الاحتفال إلى تزيين ملابسهم بوردة حمراء تكريمًا للآباء الأحياء، وبوردة بيضاء للاموات منهم. وبقي هذا الاحتفال في نطاقه الضيق، ضمن ولاية واشنطن، ريثما تضاعفت جهود وسائل الإعلام كافة، لحث الرأي العام، الشعبي والرسمي، على نشر هذا العيد إلى الولايات الأمريكية كافة ومن بعدها إلى العالم أجمع إذا أمكن، وهذا ما حصل مع السيناتور مارجريت شايز، حينما أدانة الكونجرس الأمريكي لتجاهله للعيد، متهمة إياه بارتكاب ذنب كبير تجاه جميع الآباء، وطالبت بتكريم الأب مثل الأم تمامًا، "أو لا نكرم أحدًا، لأن ذلك من شأنه أن يشكل أسوأ إهانة للأبوين"، بحسب شايز.

وبعد فترة من النداءات، توجهت الأنظار إلى رؤساء الولايات المتحدة من أجل مناشدتهم بضرورة تفعيل هذه المناسبة، فما كان من الرئيس الأمريكي لندن جونسون إلى أن أعلن في العام 1966، الأحد الثالث من يونيو يومًا خاصًا بعيد الأب، والصدى الأكبر والخطوة الأهم جاءت مع عهد الرئيس ريتشارد نيكسون الذي قام بتثبيت العيد رسميا في العام 1972، عبر توقيعه قرار الكونجرس.
وبدأت الحكاية، فكان البلد الأم للمناسبة هو الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بعده جاب العيد مختلف أقطار دول العالم، لتحتفل به كندا وتشيلي واليابان وبريطانيا وهولندا ومالطا في الأحد الثالث من يونيو، أما الدانمارك فعيدها في الخامس منه، وبلغاريا في العشرين، كوريا لا تلتزم بشهر يونيو وتختار يوم 8 مايو للاحتفال، ويمكن أن يكون لهذا التاريخ قصة للاب فيها. 8 أغسطس هو تاريخ عيد الاب في الصين وتايوان. أما في مصر وسوريا ولبنان، فالعيد وصله أخيرًا، ليتخذ من بداية الصيف يومًا له يوم 21 يونيو، الأم والطفل يولدان مع زهرة الربيع والأب مع شمس الصيف.
العيدان ولدا في أمريكا، ولكن هل كانت "أنا جارفيس"، وهي المؤسسة الفعلية لعيد الأم، أقدر في توصيل الرسالة، رسالة الأم، إلى العالم، وبالتالي كان لها تأثير أقوى في انتشار العيد أكثر من سونورا سمارت دوود؟

الأسباب لا تنحصر بين الأقوى والأقدر، والأمر رهن أمور عدة يصعب حصرها، كما يصعب تأكيد أي منها، فإذا أردنا حصر المنافسة بالقدرة الشرائية أو الآلية الاستهلاكية، وحتى العملية الترويجية من دعايات وإعلانات، بين عيدي الأم والأب، نجد أن الكفة ترجح مباشرة للأم وعيد الأب في أسفل اللائحة.
الجريدة الرسمية