رئيس التحرير
عصام كامل

نائب كردي: العراق لم يعد يتحمل تدخلات خارجية

فيتو

  • الدول العربية مطالبة بتدخل سريع في بلاد الرافدين
  • هناك كارثة خرق فاضح للوضع الأمني والإنساني في العراق
  • العراق لم يعد يحتمل والحل السلمي هو الأفضل الآن
  • البرلمان سيلعب دورًا لأنه يمثل كل أطياف الشعب العراقي
  • الكرة الآن في ملعب التحالف الوطني الشيعي
  • الشارع العراقي لا يتحمل الآن مزيدًا من المآسي
طالب النائب الكردي محسن السعدون، عضو البرلمان العربي، الدول العربية بتدخل سريع عبر إرسال وفد إلى العراق لإيجاد حل بأسرع وقت لأن هناك ضحايا بصورة يومية، مطالبا بتقديم مساعدات إنسانية فورية للنازحين العراقيين من المحافظات الأربع، الأنبار، صلاح الدين، نينوى، ديالى، والذين نزحوا بالآلاف إلى كردستان.
وقال في حوار لـ"فيتو" إن الانهيار الأمني للقوات العسكرية العراقية في نينوى ودخول داعش واستيلاءها على المحافظة كان مفاجئا للجميع، حتى أصبح الآن هناك كارثة خرق فاضح للوضع الأمني والإنساني.
وشدد السعدون على رفض العراق لأي تدخل عسكري لأي قوى دولية أيا كانت في أراضيه، مشيرا إلى أن العراق لم تعد تحتمل، وأن الحل السلمي هو الأسلم للعراق الآن.
وحول الحكومة الجديدة، قال إن البرلمان لابد أن يجتمع خلال ١٥ يوما، لانتخاب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء الذي وفقًا للدستور، يكون من الكتلة الأكبر، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب التحالف الوطني الشيعي لاختيار من يمثلهم في مجلس الوزراء، وأن القوى السياسية الأخرى تنتظر هذا القرار من التحالف في هذه الظروف الصعبة، التي تتطلب من يستطيع أن يدير العراق بالتوافق.
وفيما يتعلق بزيارة مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان إلى إيران، قال السعدون في حواره مع "فيتو" إنها تأتي في إطار التشاور مع دول الجوار لبحث الوضع الراهن في العراق، مشيرا إلى أنه وبالرغم من أنه لايوجد تواصل بين دول الخليج في الفترة الماضية، فإن الوضع الراهن يحتم التواصل من أجل مستقبل العراق.

- ما هي حقيقة ما يحدث في العراق وما أسباب الانهيار الأمني السريع ؟
سبق وأن كانت هناك خروقات أمنية خلال الفترة الماضية في كثير من هذه المحافظات، في "الأنبار، نينوى، ديالى"، وازدادت هذه الخروقات، وأصبحت هناك مشكلة في محافظة الأنبار تدخلت فيها القوات المسلحة، واستمرت في موضوع الفلوجة ولمدة أربعة أشهر دون أن يكون هناك حل عسكري، وازداد هذا الاحتقان، لكن المفاجأة التي لا يتوقعها أحد هى حدوث انهيار في قيادة القوات العسكرية في محافظة نينوى، ودخول بعض التنظيمات العسكرية التي تسمى داعش، واستيلاؤها على المحافظة، وأصبح هناك خرق فاضح للوضع الأمني والإنساني، والآن هناك معارك دائرة في محافظة تكريت ومحافظة صلاح الدين، وفي الأنبار أيضًا.

*تحدثت عن مطالبات بتدخل عربي في الوضع الراهن في العراق، تحت أي صيغة يكون هذا التدخل؟
الوضع الحالي يتطلب تدخل الدول العربية، وجامعة الدول العربية خاصة، عبر إرسال وفد للعراق لإيجاد حل بأسرع وقت لأن هناك ضحايا بصورة يومية، ونحن طلبنا من البرلمان العربي أن يقوم بواجبه الشرعي والوطني والإنساني، لتكليف الدول العربية بتقديم مساعدات، فهناك أعداد كبيرة من النازحين من المحافظات الأربعة إلى إقليم كردستان ويحتاجون لمساعدات طبية، وإنسانية، ونحن نتطلع لهذه المساعدات العربية.

*فيما يتعلق بالتدخل العربي، العراق ترفض فكرة أي تدخل خارجي وتعلن ذلك باستمرار؟
لم نتحدث عن تدخل عسكري، التدخل العسكري مرفوض من أي دولة كانت، عربية أمريكية أو إيرانية، أعتقد أن الحل لن يكون عسكريا، وهو يتجه لإيجاد حلول سياسية بدون تعامل مع القوى الإرهابية، بل عبر تعامل مع القواعد الشعبية العشائرية من هذه المحافظات لإيجاد الحلول الصحيحة وإعطاء كل ذي حق حقه في ظل النظام الاتحادي الفيدرالي في العراق.

*إذن تشكيل حكومة معبرة عن كافة الأطياف العراقية قد يكون حلا أو يساهم في الحل في الوضع العراقي الراهن؟
نحن في العراق، المحكمة الاتحادية صادقت على أعضاء البرلمان الفائزين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وخلال ١٥ يومًا يجب أن يكون هناك اجتماع للبرلمان الجديد، في اعتقادي أن هذا البرلمان سيلعب دورا لأنه يمثل كل أطياف الشعب العراقي، ويستطيع أن يقوم بدور في تقريب وجهات النظر في هذه المرحلة، ومن خلال البرلمان سيكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية جديد، وأيضًا انتخاب رئيس وزراء.

*وفقًا للمحددات الجارية هل سيستمر نوري المالكي على رأس الحكومة العراقية لولاية جديدة ؟
الآن دور الحكومة الاتحادية في العراق تسمى حكومة تصريف أعمال، فالمالكي وحكومته الحالية تقوم بتصريف الأعمال، وستتغير، ونحن لدينا في التحالف الوطني، أكبر كتلة شيعية برلمانية في العراق، الدستور ينص على أن رئيس الوزراء يكون من الكتلة الأكبر، فاليوم الكرة في ملعب التحالف الوطني الشيعي لاختيار من يمثلهم في مجلس الوزراء، والقوى السياسية الأخرى تنتظر هذا القرار من التحالف في هذه الظروف الصعبة، التي تتطلب ممن يستطيع أن يدير العراق التوافق ومشاركة الجميع في البلد، فلا يجوز التهميش، ونأمل أن يكون هناك حل للموضوع.

*ماذا عن إيران والحديث عن تدخلها في الشأن.. وكيف تقيمون وضع إيران الآن؟
كل القوى في العراق ترفض أي تدخل خارجي لأي دولة كانت، سواء السعودية، أو إيران، أو تركيا، أو الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت بالذات؛ لأن الشارع العراقي لا يتحمل الآن أي تدخلات، ولا يتحمل مزيدًا من المآسي، الآن الكل يطمح إلى حل سلمي، وحل رضائي في الفترة الحالية.

*ماذا عن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، والتي قام بها مؤخرا لإيران لبحث الأوضاع الحالية في العراق؟
اليوم، كل الأنظار تتوجه إلى إقليم كردستان، وهو جزء من العراق، يتمتع اليوم باختبار لتحدي الإرهاب ولم يستطع أحد الاقتراب من المناطق الكردية في إقليم كردستان؛ لذا عليها أن تلعب دورا هاما، وعلينا في كردستان أن نبحث عن حلول بأسرع وقت، وأن تكون هناك مشاورات مع إيران، ومع غيرها من دول الجوار حول إنجاز الحل الصحيح الذي يجب أن ترضى به كل طائفة سياسية في العراق، ولا يمكن الآن أن نرى، كما مررنا سابقا، طرفًا يرفض الطرف الآخر في العملية السياسية؛ لذا فهى زيارة مهمة بالنسبة للسيد مسعود برزاني إلى إيران للتباحث حول كيفية إيجاد الحلول الصحيحة والسليمة.

*هذا يعني أنه ستجرى أيضًا زيارات مشابهة لدول خليجية لبحث مخرج؟
العلاقات مع الدول الخليجية، أو بعض دول الخليج لم تكن مبنية على الاتصال سابقا، لكن الآن أصبح في العراق من الواجب أن نتقبل، وأن نتعامل وأن نستمع إلى الجميع في سبيل إيجاد حل سلمي للخروج من المأزق الحالي.
الجريدة الرسمية