محلب وحكومته!
لم أكترث بذات الدرجة التي اهتم به كثيرون غيري بتشكيل حكومة المهندس إبراهيم محلب الجديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، لذلك لم أتابع بذات الشغف الأنباء الصحفية التي حاولت أن تخرق ستار السرية الذي فرضه رئيس الحكومة المكلف على تشكيل حكومته.. فأنا أدرك أن عمر هذه الحكومة كلها سواء بالوزراء المستمرين ونسبتهم الثلثين أو بالوزراء الجدد ومعهم رئيس الوزراء لن يتجاوز بضعة أشهر قليلة فقط، لذلك فأنا تعاملت منذ اللحظة الأولى ليس مع حكومة جديدة يتم تشكيلها في ظل رئاسة جديدة وإنما مع حكومة تسيير أعمال جديدة من هذا النوع من الحكومات الذي فرضته الظروف علينا منذ تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك.
فبعد انتخاب البرلمان الجديد الذي يتعين أن تبدأ إجراءات انتخابه قبل منتصف الشهر القادم لن يكون في مقدور شخص واحد أو شخصين مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اختيار الحكومة التي سوف تكون جديدة حتما وبالقطع وإنما سيكون ذلك بحكم الدستور الجديد في يد البرلمان وتحديدا الأغلبية البرلمانية.. وحتى الآن وإلي موعد إجراء الانتخابات البرلمانية لا نعرف ممن سوف تتشكل هذه الأغلبية وأي الإجراءات والقوي التي ستنتمي إليها، وكيف سيكون المنهج الذي سوف تتبعه هذه الأغلبية في اختيار رئيس الحكومة وأعضائها.. هل ستختار الوزراء الأكفاء أم أنصارها ومؤيديها في محاولة لإرضاء تلك القوى والأحزاب التي ستتشكل منها هذه الأغلبية.
هذا هو ما يجب أن ننشغل ببحثه والاستعداد له.. وهذا هو ما يشغلني حقا أكثر بكثير من الملاحظات والمؤاخذات حول تشكيل حكومة محلب الجديدة، سواء حول نوعية التشكيل أو منهجه.
