رئيس التحرير
عصام كامل

«حماس» تتورط في خطف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين لزرع شوكة في ظهر المصالحة الفلسطينية.. محلل إسرائيلي: التنظيم وقع في الفخ بعد عملية الخطف.. ورئيس أركان الاحتلال: هدفنا عودة الشبان وتدمير قدرات

فيتو

حالة من التخبط والارتباك تجتاح الكيان الصهيونى على خلفية اختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين اختفت أثارهم الخميس الماضى، وتبذل إسرائيل جهودًا خارقة من أجل استعادتهم.


وكان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية وجه أصابع الاتهام لحركة حماس بأنها تقف وراء اختطاف الثلاثة إسرائيليين، معتبرًا أن نشطاء "حماس" في الضفة الغربية هم من نفذوا العملية.

وهدد نتنياهو بأن هذه العملية سيترتب عليها عواقب وخيمة فهذه هي حماس التي أجرى معها الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن حكومة وحدة معها.

وترى إسرائيل إن السلطة تتحمل المسئولية لأن الخاطفين انطلقوا من أراضيها وأكدت على أن الشراكة بين الرئيس الفلسطينى "عباس أبو مازن" وحركة حماس تسيء بالفلسطينيين أنفسهم كما هي سيئة بالنسبة لدول المنطقة.

ويبدو أن حماس متورطة بالفعل في اختطاف الجنود الإسرائيليين، وهو ما أكده "عبد الستار قاسم" خبير فلسطينى في الشئون الإسرائيلية في تصريحات نقلها الموقع العبرى "عنيان ميركازى".

وتأتى هذه العملية في أعقاب المصالحة الفلسطينية، ربما محاولة من حماس لزرع شوكة في ظهر هذه المصالحة، كورقة يتم من خلالها التصعيد مع إسرائيل حتى يتم القضاء تمامًا على أي تقارب بين حركتى فتح وحماس.

وأكد المحلل الإسرائيلى "تسيفى بارئيل" أن عملية الخطف التي قامت بها حركة حماس أوقعت التنظيم في الفخ، معتبرًا أنها محاولة من جانب حماس للقضاء على المصالحة الفلسطينية المدعومة من قبل مصر، وهى ما يضع التنظيم في مأزق مع القاهرة.

وأضاف "بارئيل" في مقال نشر له اليوم الإثنين بصحيفة "هارتس" العبرية أن نفى حماس لعملية الاختطاف سيكون بمثابة اعتراف رسمي منها بتجاوز مرحلة المقاومة المسلحة، وهو مأزق تقع فيه حماس حول كيفية الرد على عملية الاختطاف.

وبدوره صرح وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في أول تعقيب له على اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة: "ما زلنا نبحث عن معلومات تتعلق بمنفذي عملية الإرهاب البشعة هذه، رغم أن علامات كثيرة تشير إلى تورط حماس".

وفى إطار الجهود المبذولة من قبل إسرائيل لعودة المختطفين، طلبت دولة الاحتلال من مصر الوساطة لدى حماس من أجل إستعادتهم. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم، أن السلطات المصرية الحالية، تعهدت لحكومة الاحتلال بتقديم كل مساعدة للعثور على المستوطنين المختفين، ومنع أي محاولة لنقلهم إلى قطاع غزة أو شبه جزيرة سيناء.

وأطلقت إسرائيل على عملية استعاد المختطفين «عودة الأخوة» وفى إطار هذه العملية شنت قوات الاحتلال في الضفة الغربية، حملة اعتقالات شملت قادة حركة حماس آخرهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، ومداهمات وقتل، وحصار مطبق تفرضه على مدينة الخليل،

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلى إلى أن المخطوفين الثلاثة ما زالوا في الضفة الغربية، وبحسب ضابط كبير في جيش الاحتلال قال: "نحن نعرف جيدا بنية حماس في الخليل"، موضحًا أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية يجري على كافة الأصعدة لكن النشاط الأمني الأساسي تقوم به إسرائيل.

ومن جانبه أثنى رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي "بنيي غانتس" على الجهود التي يبذلها الجيش الإسرائيلي والوحدات المشاركة في عملية البحث عن المستوطنين المخطوفين منذ الخميس الماضي.

وأضاف غانتس خلال جلسة تقدير موقف للوضع القائم في مناطق الضفة الغربية في ظل مزيد من الاعتقالات "لدينا هدف واحد وهو العثور على المستوطنين الثلاث وإعادتهم إلى منازلهم، وتدمير قوة حماس"، موضحًا أن الجيش سيستمر إلى الأمام، قائلًا "نحن في طريقنا إلى حملة كبيرة ومعركة هامة".

وعلى الرغم من النفى الإسرائيلى حول ما يتم نقله على شبكة الواتس أب منذ ساعات صباح اليوم الإثنين، بأن المستوطنين الثلاثة قتلوا.إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما هو مصير المستوطنين، في حين تزداد الخشية في أوساط المنظومة الأمنية من فرضية أنهم قتلوا.

وأشار موقع "يسرائيل ديفنيس" الأمني بأن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك يرون بأن الساعات الذهبية في البحث قد نفذت لا سيما الساعات الثلاث الأولى من العملية، فهي تعتبر الأهم من أجل منع تبلور عملية المساومة أو منع اللغز الذي ربما سيستمر وقتًا طويلًا.
الجريدة الرسمية