رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس الثائر



هل تذكرون الرئيس مرسى فى واقعة "الجاكت" المعروفة، وهو يردد فى ميدان التحرير "ثوار أحرار.. هنكمل المشوار"؟ أنا أتذكره جيدًا؛ لأنى أعلنت منذ تلك اللحظة أن هذا الرجل يكذب، فالثورة لم تكن تحتاج فى هذا الوقت شعارًا أو هتافًا، وإنما كان الدجل باسم الثورة بحاجة ملحة إلى طريقة الجاكت وإلى هتاف، إنما أراد به الرجل أن يضحك على من فى الميدان.

وحتى نكون منصفين نسأل مرسى: هل قتل الثوار أمام قصر الاتحادية يعد عملًا من أعمال الثورة التى جئت لتكملها؟ وهل مطاردة الشباب فى الشوارع وخطفهم وتعذيبهم واغتصابهم، وصدمهم بسيارات يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل تعيين نائب خاص ينفذ تعليماتكم على غرار الرئيس السابق يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل تقديم الشكر للشرطة عقب قتلها لعدد من شباب مصر يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل الضحك على شركاء الميدان، وفرض دستور معيب هو عمل من أعمال الثورة؟ هل أردت إكمال المشوار بتعيين جماعتك فى مجلس الشورى رغم فوزهم بالأغلبية؟ هل تعيين ابن سيادتكم قبل الانتهاء من تعليمه يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل حصار المحكمة الدستورية العليا يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل قتل أبنائنا الجنود فى رفح والطرمخة على قاتلهم يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل الصدام مع القضاة والصحفيين والفلاحين والباعة الجائلين والعمال يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل أخونة الدولة وتعيين أصدقائكم ورفاقكم وأبناء رفاقكم فى المحافظات والوزارات والمصالح الحكومية يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل قطع الكهرباء عن الشرقية دون بيتك يعد عملًا من أعمال الثورة؟ هل سحل الناس وتجريدهم من ملابسهم يعد عملًا من أعمال الثورة؟
ونقول لسيادته، إن كانت له سيادة على ذاته أو على غير ذاته: إن بيع مصر وتسليمها تسليم أهالى لقطر التابعة الذليلة والمنفذة لكل أهداف إسرائيل ليس عملًا من أعمال الثورة، ومطاردة رجال الأعمال ليحل محلهم رفاقك فى الجماعة ليس عملًا من أعمال الثورة، والاقتراض "عَمّال على بَطّال" من دول وجهات ومؤسسات دولية هو ذاته نفس العمل الذى كان يمارسه حسنى مبارك من قبل، الفارق أن مبارك كان أكثر حرصًا وكنت أنت أكثر سذاجة واستسلامًا لتركيع مصر.
نقول أيضا لسيادته: إن السماح لإسرائيل بتركيب حساسات للتجسس على حدودنا ليس عملًا من أعمال الثورة، واعتذارك لإسرائيل وصداقتك وإخلاصك لهم ليس عملًا من أعمال الثورة، وليس من أعمال الثورة أيضا الركوع لواشنطن، أو السجود لجماعة تمتطيك، وتمضى بك إلى حيثما تريد، لا إلى حيثما يريد الثوار الذين لا يعرفونك ولا تعرفهم.

الجريدة الرسمية