التزام الإعلام.. ضرورة مرحلية
قامت وزارة الداخلية بتنفيذ خطة إعلامية مبتكرة للتعامل مع التهديدات الإرهابية، فقد أجلت إذاعة ما قامت به خلال المرحلة الثانية من خريطة المستقبل وهى انتخاب رئيس الجمهورية إلى ما بعد انتهاء كل مراحل التصويت.
قد تصدت قوات الأمن لبعض المحاولات الإرهابية وأبطلت أكثر من محاولة تفجير وألقت القبض على عدة متهمين دون أن تعلن عن ذلك في حينه.
امتنعت أجهزة الأمن عن ترديد التهديدات التي أطلقتها أكثر من منظمة إرهابية وبذلك فاتت الفرصة على أصحاب هذه التهديدات لنشر الفزع والخوف في نفوس الناخبين، خاصة أن الكثير من هذه التهديدات لم تكن جادة بقدر ما كانت تهدف إلى منع قطاع من الناخبين من الخروج خوفًا من تلك التهديدات.
نجحت الخطة ولم تؤد التهديدات الجوفاء هدفها، فبعد انتهاء عمليات التصويت بكل مراحلها تمت إذاعة ما قامت به أجهزة الأمن من عمليات إحباط لمحاولات إرهابية محدودة لا تتناسب مع ما أطلقه الإرهابيون من تهديدات.قد ثبت بذلك أن ما يهدد به الإرهاب يفتقد الجدية بقدر ما يهدف إلى إشاعة الخوف والحذر في نفوس البعض.
كان لإقبال النساء على النزول والاحتشاد أمام مقار التصويت أثره الذي اكتملت به خطة عدم إذاعة تهديدات إرهابية. رغم أنف المواقع الإلكترونية أو بعضها نقل على مواقع الاتصال تهديدات منسوبة إلى الجماعة الإرهابية فإن التزام الإعلام الرسمى بتجاهل ذلك أفقده تأثيره.
يتبن لنا أن التهديدات الإرهابية تهدف إلى إثارة الخوف والفزع بقدر ما تفتقد الجدية، وذلك يؤكد ضعف تأثيرها وتراجع خطرها.
يبدو أن هذه الخطة ستلتزم بها أجهزة الأمن بعد أن ثبت نجاحها، وهذا لا يعني حجب المعلومات بقدر ما هو اختيار توقيت إذاعتها. ولا شك أن التزام أجهزة الإعلام يكون ضرورة في بعض المراحل دون غيرها.