رئيس التحرير
عصام كامل

13 مليون شاب في انتخابات الرئاسة!


مفاجأة كبيرة وسارة.. تلك التي كشف فيها وزير الشباب أن الشباب الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية «من سن ١٨ إلى ٤٠ عاما» بلغ عددهم ١٣.٢ مليون ناخب وناخبة، بينما بلغ سن العواجيز فوق سن الستين ثلاثة ملايين ناخب فقط، والباقي أي نحو ٩ ملايين ناخب كانوا شبابا.

قيمة المفاجأة أنها ترد وبالأرقام على كل الدعاوى الكاذبة التي روجها الإخوان منذ الاستفتاء على الدستور عن عزوف متعمد من الشباب عن المشاركة في العمليات الانتخابية، وذلك ليتمكنوا من ترويج أكذوبة أن الشباب غير راضين بالإطاحة بحكم مرسي.

وهذه المفاجأة تعد أيضا درسا للإعلام الذي رقص على أنغام وطبول الإخوان في هذا الصدد، وانطلق يساهم في ترويج أكذوبة الإخوان حول عزوف الشباب، ليس فقط بترديد هذه الأكذوبة وإنما أيضا بالتعامل معها كحقيقة من خلال البحث في أسباب هذا العزوف وكيف يتم علاجه!

لقد اختزل الإعلام ومعه بعض من يحسبون على النخبة السياسية جموع شباب مصر كلهم في مجموعة محدودة وقليلة العدد من الشباب الذين ينتمون إلى حركات ومجموعات منها التي تركت نفسها أسيرة لأيديولوجيات قديمة قبل تجديدها، ومنها من ربطت نفسها بأجندات أمريكية، ومنها من وجدت نفسها قد خرجت من المولد السياسي "بلا حمص"!

نعم هذه المجموعة المحدودة جدا من الشباب لم تشارك لا في الاستفتاء على الدستور ولا في الانتخابات الرئاسية، لأنها أرادت أن تحتكر كل شيء "الثورة والحكم والدولة".. لكن جموع الشباب المصري شاركت وبحماس ودون صخب في كل الاستحقاقات الانتخابية.

لذلك، آن الآوان لنا نحن الإعلاميين والسياسيين لأن نتوقف عن الرقص على أنغام الإخوان.. عيب كبير جدا أن يحركنا ويوجهنا الإخوان بأكاذيبهم.. فنحن بذلك نخوض لهم معاركهم ونسلم رقابنا لهم مثلما فعلنا من قبل بعد ٢٥ يناير في كل الاستحقاقات الانتخابية التي تلته.. أفيقوا أيها الغافلون.
الجريدة الرسمية