رئيس التحرير
عصام كامل

مها بهنسي..وقائع اغتيال معنوي !


يمكنك أن تهاجم جيش مصر وتصفه بما تشاء من الأوصاف وأن تقول عليه ما تشاء من الأقاويل.. ويغضبون منك ويلومك الكثيرون ولا تهتم بلومهم ولا تأبه بما يقولون ولا تعتذر طبعا وتظل على عنادك ورغم ذلك تبقى في مكانك تحصل على مستحقاتك ويستمر عقدك وتتزايد الشائعات حولك بين عقود هنا وعروض هناك..!

ويمكنك أن تفتى في الدين بغير علم.. تنحرف بالتفسير هنا وتنجرف بالفهم هناك..تحرض على القتل تارة وتشعل النار الطائفية مرات ومرات..وتقع الفأس في الرأس ويدفع الأبرياء الثمن ومعهم ينزف الوطن وينزف..وأيضا يلومك الكثيرون ولا تهتم بلومهم ولا تأبه بغضبهم ولا تعتذر طبعا ورغم ذلك تبقى في مكانك تحصل على مستحقاتك ويستمر عقدك وتتزايد الشائعات حولك بين عقود هنا وعروض هناك !

ويمكنك أن تخرج على الناس تخوض في أعراض الناس..تذبح أسرا كاملة بسكين بارد..تصعد فوق صرخات الأبناء وأنين المظلومين..وينصحونك ويبينون لك خطأ ما تقول وانحراف حملتك عن الحق وأنك تسببت في مآس عائلية..ويلومك الكثيرون ولا تهتم بلومهم ولا تأبه بغضبهم ولا تعتذر طبعا ورغم ذلك تبقى في مكانك..تحصل على مستحقاتك ويستمر عقدك وتتزايد الشائعات حولك بين عقود هنا وعروض هناك !

أما إن كنت مستهدفا من لجان إلكترونية تضعك هدفا لها..تتصيد الفرصة لاغتيالك معنويا..تتربص بك حتى يعطيها القدر الفرصة..فتكون زلة لسان واحدة كافية لذبحك على قارعة مدينة الإنتاج الإعلامي..وكفيلة بتشريدك وقطع عيشك وتغيير مسار حياتك وقل تدميرك كليا إن شئت أن تقول..!

هذا تماما ما جري مع مذيعة قناة التحرير مها بهنسي..علقت بما لا يليق على خبر التحرش..قالت اتركوهم " يمزحون ويبتهجون"..ثم عادت واعتذرت علنا وقالت إنها لم تكن تعرف التفاصيل وأنها قالت عبارة واحدة وبتلقائية وبحسن نية ثم قدمت اعتذارها للجميع..!

وللأمانة فهي أخطأت..وللأمانة فهي قالت ما لا يصح.. وللأمانة فالمناخ العام لم يكن يسمح بما قالت.. وللأمانة أيضا فهي اعترفت بكل ذلك واعتذرت عنه..ووضعت قناة "التحرير" وفي تصرف متحضر ومنطقي الرأي العام في الاعتبار وأوقفتها عن العمل..وتحت الضغط الكبير يقال إن القناة قد أنهت تعاقدها!

صحيح أن لـ "مها بهنسي" أخطاء أخرى على الهواء.. وآراؤها صادمة للكثيرين ونحن منهم..لكن للكثيرين أيضا أخطاءهم وزلاتهم وآراءهم الصادمة.. !

القصة كلها - يا سادة - تثبت أن هناك من يوجه الرأي العام ويتحكم به..يوجهه حيث يشاء وحيث مصالحه وحيث التربص بمن يريد والانتقام ممن يريد وأن يمنح أيضا الثقة لمن يريد وأن يبلع الزلط لمن يريد..هناك من لا ينسي ثأره ولا من تسبب في فضحه وتعريته وهزيمته ويتربص بهم واحد بعد الآخر شرط أن تتوفر الفرصة..وهم أنفسهم يدافعون أيضا عن من يستخبر مع الخارج ومن تحوم حوله الشبهات ومن تخصص في أخطاء الهواء وزلات اللسان !

وفي الأخير نقول: لا تربطنا أي صلة من قريب أو من بعيد بمها بهنسي...لكننا نسعي ونأمل أن تربطنا بالحقيقة والعدل والرحمة..كل الصلات الممكنة !
الجريدة الرسمية