رئيس التحرير
عصام كامل

"نيويورك تايمز" تكشف الأيدي الخفية وراء أزمات الشرق.. الغرب يلعب "الاستغماية" على اراضي العراق وسوريا.. أمريكا وإيران يدعمان المالكي في بغداد.. والاكراد يتشككون في تدخل تركيا بالعراق

فيتو

أعدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية رسمًا جرافيكيًا أوضحت فيه الأيدي الخفية التي تقف وراء أزمات منطقة الشرق الأوسط التي تزداد في الاشتعال يومًا بعد يوم.

ورأت الصحيفة أن لاعبي الأدوار الأساسية في الأزمة العراقية والسورية غالبًا، هم بعض الحلفاء والخصوم الذين يعمل بعضهم سويا على جبهة واحدة في يوم ثم ينقلبون على بعضهم بعضًا ويتعارضون في بعض الأغراض، فتترجم خلافاتهم إلى حروب على أراضي هذه الدول وهو ما يمكننا من تشبيه الوضع بلعبة "الاستغماية" على أراضي الدول الضعيفة.

من جانبها قدمت الصحيفة قائمة بالحلفاء والأعداء من دول الغرب بالمنطقة، والتي تتسبب علاقاتهم سويا في تعميق الأزمات بالمنطقة، بدأتها بالعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، واللذان استمرا يتعاملان كأعداء منذ 1979، وهو الأمر الذي انعكس بالفعل على معظم القضايا بالمنطقة من بينها الصراع السوري، ولكن الطرفين لهما مصلحة كبري في هزيمة الميليشيات المسلحة بالعراق وبقاء حكومة نوري المالكي في وضع السيطرة على البلاد.

على صعيد آخر، رصدت الصحيفة علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بدول الخليج والذين ظلوا حلفاء منذ أمد بعيد حتى الآن، كما أنهما يجتمعان دوما على احتواء إيران ودعم المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد ولكن الأمر مختلف بالعراق، حيث تعتبر الملكيات الخليجية من ألد خصوم حكومة المالكي الشيعية المدعومة من أمريكا، كما أن الأموال الخليجية مولت المقاتلين السنة بالعراق وسوريا.

ومن جانب تركيا وعلاقتها بأكراد العراق فإن علاقات تجارية واسعة تطورت بين الطرفين، كما أنهما اتفقا على التعاون في سوريا، فيما يشعر الأتراك بالقلق من المكاسب الكردية بالعراق خوفًا من تأثير ذلك فى إشعال الفكر الانفصالي لدى أكراد تركيا، فيما أوضحت الصحيفة أن الأكراد يتشككون بعمق في وجود أيادٍ خفية تركية داخل العراق.

أما عن الصلات بين أكراد العراق وحكومة المالكي الشيعية، فبينهما خلافات بشأن الحدود وعائدات النفط، كما أن الأكراد يهدفون للانفصال، بالإضافة للخلافات الطائفية بين الجانبين؛ لأن غالبية الأكراد من السنة، ورغم كل ذلك فإن الطرفين يتبادلان المصلحة في منع استيلاء المتشددين السنة على أراضي العراق أو سوريا، وهو ما دفعهما للتعاون تكتيكيًا ضدهم.

وأوضحت الصحيفة في النهاية أن الدول الخليجية والجماعات المسلحة السنية مشتركة في معارضتها للرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة لكراهية الحكم الشيعي بالعراق والنفوذ الإيراني المتزايد بالمنطقة، ولكن دول الخليج تعتبر أهداف داعش وأتباعها شديدة التطرف والفساد، فيما يري المسلحون أن هذه الملكيات هي كيانات فاسدة وملحدة.

واختتمت الصحيفة أن الصراع بين هذه الأطراف جمعاء هو الماكينة التي تصنع وتحرك النزاع داخل العراق وسوريا، ولا ندري أي دول أخرى ستليهما بالسقوط في الحفرة ولكن الأمر يبدو وكأنه لعبة بين مصالح "الكبار" على أراضي الضعاف.
الجريدة الرسمية