الربيع العربي والخاسرون
من هم الخاسرون ؟
وهل هناك مكسب لأحد ؟
لقد عانت وأنَّت شعوب المنطقة من الربيع العربي تارة من عدم الاستقرار وأخرى من الإجهاد الاقتصادي وضياع الأمن والأمان وكادت تتحول تلك الثورات إلى حرب أهلية في مصر وليبيا وتونس والعراق واليمن.. وهناك فئات مهمشة دفعت الفاتورة الكبرى لتلك الثورات خاصة أقباط مصر.
يعتقد العديد من المحللين أن ثورات الربيع العربي أجهدت اقتصاد دول كانت مستقرة اقتصاديا وغنية وارتقت دويلات تسعى للعب دور أكبر من حجمها سياسياً وإقليمياً، يكفي أن تعرف أن ما صرفته دويلة قطر فقط على ثورة تونس وليبيا أكثر من ١٢ مليار دولار أمريكي غير ما دفعته للإخوان في مصر وتمويل الجهاديين في سوريا... إلخ
ويعتقد العديد أن الثورات قد أتت بخسارة وأنتجت خسارة علاوة على ما أفرزته تلك الثورات وخروج جماعات تعيش على تاريخ سحيق وفكر رجعي وتحاول التحكم بآليات القرون الأولى على بلادها. ولكن الحقيقة الأكثر وضوحا أن هناك عدداً من الخاسرين من تلك الثورات وهم الولايات المتحدة الأمريكية التي فقدت مصداقيتها وتعاطف شعوب المنطقة معها وفضح خططها الشيطانية لتقسيم المنطقة بين سنة وشيعة وفقدانها مصداقيتها والشعارات الزائفة التي طالما صدعتنا بها.
الجماعات الدينية بشعاراتها الفضفاضة التي خلبت أفئدة شعوبها واستطاعت تسخير العديد من الشباب بشعارات زائفة ليدرك الشباب أنها أول من خان وأول من باع وأول من قدم تنازلات وأول من سعى لنسف الوطن والعمل ضد الدين وضد الأخلاق وضد المبادئ الإنسانية بل اتضح للجميع أنهم تجار دين وأدرك الجميع أنهم لاعبون مع الشياطين ومسخرين مفتي دويلة بترولية ليحل ما حرم ويحرم ما حلل وسمعنا عن جهاد النكاح!!! والكراهية في الله.
الجماعات الثورية مثل ٦ أبريل؛ والتي ثبت أنهم جماعة من المنتفعين أنشأهم ومولهم داخلياً وخارجياً وعملوا لمن يدفع أكثر.
الجامعات الدينية التي ظهرت للشعب أنها مفرخ للإرهابيين وأنها منبع للإرهاب وأرض خصبة لجيل من المتطرفين دينياً والمنحرفين إنسانياً والمتخلفين تعليمياً.
هؤلاء هم الخاسرون، وسيخسر معهم كل من يدافع عنهم أو يتبنى موقفهم لقد خسر قبلهم البرادعي، الذي تخلى عن وطنه في أول منعطف احتاج له فيه واليوم يخسر كل من يدافع عنه ويتبنى موقفه.
لقد خسرت شخصيات إعلامية وحقوقية لا مجال لذكر أسمائهم تعففاً وتجاهلاً واليوم حينما ينظر الشعب المصري حوله ليجد ما يحدث في الدول العربية من حالة تفكك وانهيار للجيوش خاصة ليبيا المهددة إلى 3 دويلات واليمن التي عادت إليها خريطة التقسيم علاوة على العراق التي تتحكم لأن في مقدراتها جماعات دينية فاشية "داعش" وهروب جيشها النظامى تاركاً آلياته ومركباته للجماعات الفاشية.. لحظتها يدرك شعب مصر أنه هو الرابح الأكبر لأنه منذ البداية التف حول جيشه العظيم وأسقط كل محاولات تقسيم وتركيع مصر.
أيها الشعب العظيم، لقد راهنت على الحصان الرابح
ولا عزاء للخاسرين.
Medhat00_klada@hotmail.com