رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام الشائعات!


زمان كان هناك صحفيون يحولون استنتاجاتهم الشخصية إلى أخبار وينسبونها إلى مصادر مجهولة أو غير معلومة.. والأن صار لدينا صحفيون وإعلاميون يحولون الشائعات التى تتناقلها الألسن أو مواقع التواصل الاجتماعى إلى أخبار ينسبونها إلى ذات المصادر المجهولة!

هذه هى واحدة من أخطر السقطات المهنية التى يقع فيها إعلامنا وصحافتنا الآن لا يتحرون عما يسمعون أو يقرءون ولا يدققون ويتأكدون من صحة ما تتداوله المواقع الإلكترونية والكثير منها شائعات، وإنما يستعيرونها ويحولونها إلى أخبار يقومون بكتابتها وإذاعتها بثقة غريبة.. 

وحتى عندما يتأكد فيما بعد عدم صحتها على الأقل لعدم حدوثها مثل نوعية الأخبار التى تتنبأ بحدوث أمور لا تحدث لا يعتذر هؤلاء الإعلاميون، والأهم والأخطر لا يتراجعون عن ذلك الأسلوب المهنى المشين والساخط الذى يحولهم إلى مروجى شائعات ويحول فضائياتهم وصحفهم إلى أدوات لنشر الشائعات.

فحتى الآن لا يوجد من يسأل الصحفيين والإعلاميين عن أخطائهم المهنية مثلما يحدث مثلا للأطباء.. فالإعلاميين لا نقابة لهم تضبط وتنظم أداء مهنة الإعلام التى ضمت من لا يفهم فى مهنة الإعلام أو درس أصولها..
أما نقابة الصحفيين فهى تتقاعس لأسباب انتخابية عن مساءلة أعضائها فى الأخطاء المهنية.. لذلك استفحلت ظاهرة إعلام الشائعات، ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية